يا يـوم الثامـن والعشرين

من سبتمبـر

فى العـام السبعين

من كان يفكـر

أن تنكـرك الأعيـن والآذان

أن تصبح يوماً مـن أنبل أيام الأحزان

حائط مبكى للغـرباء !

أى الكلمات أناديـك بها يا عبد الناصر

معذرة .. يقصـر عنك القول

يا من كنت أخـاً وأباً وصديقاً للمنتصرين

وذراعاً للمنكـسرين

وشجاعاً فـى ساعات الهول

وشعاعاً للمـرتقبين الفجر على أرض فلسطين

المنتظرين الله يمـد الكف الخضراء

***

من بعـدك يحكى للفقراء

عن يوم لا يعـرف طعماً للحزن

عن أرض مـا فيها غير يكون إجابة كن

من بعدك يا عبد الناصـر

نتملى طلعته فى الظلمـاء

يروينا إن مـال الغصن

يرضينا ما يرضيـه سواء بسواء !

لو أن العمر امتد لأبصـرت الأطفال

من رضعوا صـوتك .. شبوا ..

صاروا أشـجاراً لا تحنيها الريح

أو يقلعهـا الزلزال

لو أن العمـر امتد لأغمضت عيونك ..

مرتاح البـال

حين ترانا نسعـى فى سيناء

***

أخجل أن أحـزن هذا الحـزن الشائع

أن يجرى قلمى بالمعتاد مـن الكلمات

ذلك أنـك أنت ..

الماضـى والحاضـر والآتى

يفلت من هاوية النسيـان وأغلال الأسر

ذلك أنك مصـر

ذلك أنك مصـر

ذلك ..

أنك

مصـر !

 


* كمال عمار، "ذلك أنك مصر"، (فى): حسن توفيق، جمال عبد الناصر: الزعيم فى قلوب الشعراء، (الدوحة: العالمية للطباعة والنشر، ط2، 1996)، ص 151 – 153 .