زحف الشعب هلوعاً ، والأسـى يحـدو خطاه

من دعـاه ؟ ما دهـاه ؟

صرخـة الأحـزان فى كل اتجاه

لوعة اليتم على كل الجبـاه

إنه مات فتاه الذى جمـل للناس الحياة

إنه شيع أغلى ما ارتجـاه

ورأى ما كان يخشـى أن يراه

يا أبا الثوار فـى  كل مسيرةْ

رائد الأحـرار فى الدنيا الكبيـرةْ

باعث العـزة  فى النفس الكسيرةْ

أنت قـد علمتنا ألا نهونـا

إن ما ترضـاه ألا نستكينا

نحن كفكفنا الدمـوعا

نحن وحدنا الجمـوعا

نحن أغلقنا على الحـزن الضلوعا

ومشينا فى طـريقك

أنت يا نور الطـريق

ومباديك لنا خيـر رفيق

لم تمت إنا نـراك .

فى الذى صـاغت يداك

تلك آثار خطـاك

فى المصـانع

فى المـواقع

فى السـدود

فى المعـاهد

فى المعـابد

فى ربـى الوادى الجديـد

انظروا هذا الجمـال !

إنه صنـع جمال

سوف يبقـى كل هذا ويزيد

كل ما أسست باق ومجيـد

سترانا حيثما كنت تريـد

ولك الذكر الحـميد

ولك الرضـوان فى دار الخلود

 


* عبد الحليم نصر، "يا أبا الثوار"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية االفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، 1973)، ص 141 ـ 142.