هو النيـلُ : قلبـُك ،

والهرمـان همـا رئتاك

ووشـمٌ هى الأرض ـ مصريـة ـ

فوق زنـد مواويلك اللهَبية أنَّى تـروحُ خطاكا

فسبحان من جـلاكا :

فتـىً  عبقريا

وقلباً نبيـا

وصوتاً هو الشعب ؛ منتفضاً يتحدى

وأسطـورةً تتجسَّدُ سَدًّا

        وتخْتَطُّ مَدًّا

تبارى الشموسَ مواكبُهُ

        والسماكا

***

هو النيل والهرمـان ؛

وثيقة حبٍ ،

وأنشـودة عزفتها المقادير ـ منذ

        طفولتك الباكرة ـ

        على وترٍ من دماكا

هى القاهـرة /

حبيبتك القزحيـة ؛

قد رسمَتْها ، وكـم رسمَتها ، يداكا

عصافير خضـراء

        حمراء

        بيضاء

أنثى من السحـر ، شيطانـةً

        أو مـلاكا ..

فمن يستطيـع رؤى لم تَبحْ

    لمفاتن أسـرارها لسواكا ؟

***

[ ويا مرحباً بالمعاركْ ]

[ ويا بخْتَهُ مَنْ يُشاركْ ]

وتكبر فينا الأمانى وتكبر

وتحلو الأغانى وتزهر

قلوب الملايين من شعب مصر / الكنانة

منظومةٌ فى عقود فرائدك الباهرة

وتشدو لناصرنا يا صلاح

        ملامحك الساحـرة

        لمرآك ينشـرح القلب

        والشعب ..

يكتب للحب فاتحـة والأهازيج

ترفع راياتها  فـوق كل الميادين

***

هل أنت إلا انتظار المـلايين ؟

أمنية للبلاد التـى حملتك

وليدا ،

وقد حملتك فتياً أمانتها

كى تقود السفينة نحو شواطـئ أحلامها

الهادرة ..

..

..

لك الحب

إن انبلاج صباحٍ جديدٍ

وعهدٍ جديدٍ يبشـر كلَّ المساكين بالخير

يرسم وجهك فى دفتـر القلب

مُتَّشحًا بالنهـار .. وممتلئا بالفخار

ومتحدا بالرجـاء الذى وحد الشعب

يوم اختيارك قائـد ثورتنا

الظافـرة ..

..

..

أجـل ؛

أنت منعطفٌ للشموخ ،

وللمجـد فيك وشائج قربى ..

وأغنيةٌ فـوق ذاك الجبين

ترددها مصـرُ مؤمنة وجميع الذين أرادوك قائد مصر

وفى مقلتيك من السـرِّ ما يعجز السِّر

عنه ـ مثلما قد تصـورك القلبُ والعقلُ والشِّعْرُ ـ

شيئاً جديداً علينا يهنـئ كل به نفسه

يا ابن مصر وحلم جمـاهيرها

الثائرة ..

..

..

أتعـرف ! ، دعنا نصارحك ؛

إن كتاب  الأمانـة فى ناظريك له

لغةٌ غير معهـودة .. فلتدم – مثلما

أنت – مبتدأً لكتاب الأمانـة

والطُهْرِ ، لا تصْغِ إلا لصـوت ضميرك

صوت الرعيـة

والكلمة الطاهـرة ..

..

..

ويأخذك الحلـم حتى (الجليل)

و(يافا)

و(حيفا)

وكل الأحبة فى (اللد)

و(الناصرة) ..

فتكتب أحلى أغانيك .. ترسلها فى بريد الأثير

مواثيق قلبية تتملك أرواحنا بعذوبتها

الآسرة ..

..

.. وتفاجئنا النكسة الكافرة

فتنهض ـ رغم الجراح ـ

تبشر ثانية بالصباح

وتزرع فى كل شبر

زهور المنى

        من جديد يداكا   

 


* محمد محمد الشهاوى، ديوان "أقاليم اللهب ومرايا القلب الأخضر"، (القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة ـ سلسلة أصوات).