حملناه .. هذا المسجى ، وعدنا ..

حملناه مليون جيل .. وجيل

حملناه فجراً .. وسيفاً .. ونيل !

وحين اشتعلنا بأحزانه ..

تفجر فى أرضنا سلسبيل !

ففى كل حقل .. وفى كل مصنع ..

دخان .. دخان .. دخان ..

وفى كل مرمى .. وفى كل مجمع ..

صمود .. على بلد لا يهان ..

ونقسم ألا يهان !

* * *

صبى هو الجرح سمح الدماء

سقانا بلهب الفراق النبيل

جمال .. جميل ..

ويبقى جمال .. جميلاً .. جميل

هو الشعب .. أحزانه .. نصره

هزمنا .. بمبدئه ـ المستحيل

عرفناه فى القدس صوت بلال

ووهران كان لها المدفعا

وحين مضى .. عاد ثم استحال ..

رياضاً من النور .. لا بلقعا

عرفناه من بوحه

سألناه عن جرحه

بكينا على نوحه

أتدرون ماذا المسافر قال ؟

ـ "أنا عائد .. من فراق طويل

وزادى فى رحلتى ـ أحبتى السمر ـ ليل جديل

أنا شلت من كل نجماته

تحيات شوق نبيل .. نبيل !

لكم ـ أنتمو ـ يا رفاق الصباح

أتيت بوجد قتيل .. قتيل !

وما زلت أحمله فيكمو

وما زلت أحمله عنكمو

وما زلت أحمله لكمو

.. فهل كان زاد ارتحالى قليل ؟"

ـ نقول .. ـ وناصر ، يعرفنا

ويعرفنا "الممكن المستحيل" ـ

إذا غاب ناصر ،

عدنا نداعب ممكنه المستحيل ـ

بسيف "بنى مر" فى غمده ..

يعود لقائمه المستحيل !


* أبو آمنة حامد ، ناصريون .. نعم ، بيروت : دار النجاح ، 1971 ، ص 95 ـ 97.