الرســم والألحــان والأشعــارُ |
عبثٌ إذا عبثت بنـا الأقــدارُ | |
صليت للكلمـات عمــراً كامــلاً |
وجثت على محـرابهـا الأفكارُ | |
وكفـرت بالكلمـات حين تـرنحت |
وأصابهـا يـوم الـوداع دوارُ | |
يا يومنا المشئـوم يا يـوم الأســى |
أَوَما عراك من الفجيعة عارُ ؟ .. | |
حزن وكـم حـزن حملت وإنمــا |
هو ذلك العمــلاق والجبــار | |
والحـزن قد يأسـوه خل صــادق |
إلاه .. فهو الخـل وهـو الجارُ | |
ووجدتنـى أهذى وربــى عـاذر |
فهو العليـم بنـا .. هو الغفارُ ! | |
لِمَ لَـمْ تـكف الأرض عن دورانهـا |
لم يعقب الليل البهيــم نهـارُ | |
لِمَ لَمْ يمـد جبـل المقطــم هاويـاً |
ويجف نيل بـلادنـا الهــدارُ | |
وسألت مصـر ومصـرنا مسكينـة |
قد هـز كل كيانهـا الإعصـارُ | |
تبكـى ويبكـى حولهـا أبناؤهــا |
والدرب مـوج والديــار قفارُ | |
ساروا بغير هـدى وقـد ولى الهدى |
وتوقف القلب الكبيـر فخـارواُ | |
وحوتـه طائـرة تضــم جناحـه |
وجناحهــا من نـوره أنـوارُ | |
وتعلقت أرواحهـــم بذيـولهــا |
لولا الوثـاق الآدمــى لطاروا | |
وسألت مصـر وفـى فـؤادى حيرة |
ما كنه هذا الحب؟ . ما الأسرارُ ؟ | |
فأجابنـى صـوت الأمومـة عاتبـاً |
عجبا أتُسـأل عن لظاها النارُ ؟ | |
أنـى فقدت فتـى يعــادل أمــة |
لم تكتحـل بمثيـله الأنظــارُ | |
حـراً ، شجاعـاً ، عبقرياً ، شامخاً |
وأمامـه كل الصـعاب صـغارُ | |
هذه مصـانعه وهــذا ســــده |
وعلى المشـارف جيشـه الجرارُ | |
لولاه مـا ردت إلـى كــرامــة |
أو ضـاء فى ليلى الطويل منارُ | |
فهو العــدو لكـل شعب ظالــم |
وعلـى يديـه انجاب الاستعمارُ | |
وهـو المحقق للبــلاد مبادئــاً |
وعقائـداً دانت لهـا الأمصـارُ | |
حتـى إذا اشتعلت هنـالك فتنــة |
وأعـدها المستعمـر الغــدارُ | |
نجى العـروبة ثم جـاد بروحــه |
فليشهــد الأردن والثـــوارُ | |
إنى فقدت من البنيــن أَحَبُهــم |
والعين من فـرط الأسـى مدرارُ | |
فأجبتها يا مصــر إنــك قمــة |
والقمــة الشمــاء لا تنهـارُ | |
وإذا بكيت فليس عيبــاً إنمــا |
العيب أن يجـرى بـك التيـارُ | |
فالحـزن يمضـى بالنفوس ليأسهـا |
واليأس فى زمـن الحروب دمارُ | |
إن غـاب عنك جمـال أنت مقيمـة |
أنت الفـدا والـروح والأعمـارُ | |
أنت المنـى والأصـل والنبـع الذى |
منه استقـى الشهـداء والأبـرارُ | |
إن مـات عشت فأنت أرض خصبة |
نبتت على بستانهــا الأزهـارُ | |
إن مـات عشت فـأنت قـد أنجبته |
ولك البقــاء وكلنـــا زوارُ | |
ولترفعـى يا مصـر رأسـك عالياً |
فبنـوك هــم أبناؤك الأحـرارُ | |
لبوا نـداء جمــال فى عليائــه |
متحالفيـن وخيـروا فاختـاروا | |
ومضـوا وفى الأعراق ثورة حقدهم |
والعـزم .. كل العزم والإصرارُ | |
فلـرب عيـن تستريــح هنيهـة |
وتنـام .. لـكن لن ينـام الثـارُ | |
فبحق من أعطــاك كل حياتــه |
سيرى بنا وسيـكمل المشـوارُ | |
*** | ||
أما أنا فلسـوف أهتف طـالمـــا |
بى فى الدنـى نفس وبى إبصارُ | |
إنى رأيت جمـال ، عشت بعصـره |
فلتسمعـى يا أرض .. يا أنهـارُ | |
إنى رأيت جمـال ، عشت بعصـره |
فلتسمـع الأشجـار والأطيـارُ | |
إنى رأيت جمـال ، عشت بعصـره |
وغدا سيحسدنـى غدى .. ويغارُ | |
* جليلة رضا، "وسيكمل المشوار" ãä ãÑÇËì ÇáÔÚÑÇÁ Ýì ÐßÑì ÇáÒÚíã ÇáÎÇáÏ "ÌãÇá ÚÈÏ ÇáäÇÕÑ" (ÕÇÏÑ Úä ÇáãÌáÓ ÇáÃÚáì áÑÚÇíÉ ÇáÝäæä æÇáÂÏÇÈ æÇáÚáæã ÇáÇÌÊãÇÚíÉ)، (القاهرة: مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، 1973)، ص 73 ـ 75. |