شلت يـد تمتــد  بالإجـــرام

  لفتـى العـروبــة  خادم الإسـلام

إسكنـدريـة سجـلت لك  موقفـاً

  وحبته بالإعجــاب والإعظـــام

قد كنت تخـطب والـردى متحفز

  والشعب حـولك شــارد الأحـلام

فوقفت أثبت ما تـرى  مستبسـلاً

  كالطـود أو كشوامــخ الأعــلام

لو لم تشـاهدهـا العيـون  حقيقة

  لحسبتهـا أسطــورة   الأيـــام

ولقـد كفاك الله شــر  فعـالهـم

  فخـرجت مـن تـدبيـر بســلام

من للسياسـة يا جمـال سواكمـو

  من للقناة يصونهــا  ويحـامــى

من للمشاريـع العظــام  يتمهـا

  من للجهــاد   المــر والإقــدام

إنا بلونا عهـدكــم وعهـودهـم

  شتـان بين ضحــى وبين  ظـلام

أجليت خصمـك ما قذفت  قذيفـة

  بل صنت قومـك مـن عـراك  دام

سبعون عاماً مـا تزحـزح  خطوة

  لما أتيت أزحتــه  فــى عــام

أنقذت مصـر  من الطواغيت التى

  كانت تسـوق النـاس   كالأنعــام

ورددت للعافين   أرض  جـدودهم

  فحـميتهـم مـن فـاقـة  ورَغَـامِ

وأعدت عهـد الراشـدين نـزاهة

  وسماحـة فـى قــوة ونظـــام

لم يطغك النصـر الذى  حققتــه

  وسـواك كان يُــذِل   بالأوهــام

فبقيت حيث قنعت لا   مستهـدفـاً

  دنيــا  ولا متلبســاً بـحــرام

يا فتية الــوادى أتمـوا  شوطكم

  ليس الجــلاء وإن عــلا   بختام

إنا لندعــو الله أن  يرعاكمــو

  كـى نستعيــد المجـد   للأهـرام
     
     


* الأهرام ، 5/11/1954 ، ص5.