.. تحملـى !

حمامة السـلام فى بلادنـا

أصابهـا الدوار

ونكست أعـلامنا

وأغمدت خنـاجر حامية النصـال فى قلوبنا

كأنما عاصـفة صـاعقة مباغتة

تحاول اقتـلاع خضـرة الأشجار

كأنمـا الـزلزال

يزعزع الديـار !

ويرعب الصـغار والكبار !

كأنما أظلمت السـماء فجأة

واتشح الفضاء بالسـوداء

وانطلقت من ألف ألف حنجـرة

فألف ألف حنجـرة

فكل ما تملك الجمـوع من حناجر

الحيرة .. الذهول .. الابتهـال

يالهول ما يقـال !

فجيعة فـى كل دار

صراخ طفلة صغيـرة

وولولات امـرأة عجوز

دوامة من الدمـوع

والآلام .. والعـذاب

لا .. يا إلهـى !

لا تريد هذه القـلوب أن تصدق الخبر

لا .. لم يمت

وكيف يستطـيع أن يموت

قلب يضـم كل هذه الجموع والقلوب

يجيش فيه أمسـها

ينبض فى يومـها

ويستظل فى حمـاه

حلمها فى غدهـا

لا .. لم يمت

وكيف يستطيع الـرمز

والفكـرة والمبدأ أن يموت

قد يغرب الجسـمان عن أنظارنا

وقد يغيب .. وجهـه الحبيب

وجسمه العمـلاق

والنظرة النافذة الـدارسة الحنون فى عينيه

قد نفتح المذياع فى ملمـة !

فلا يرن صوتـه العميق

لكن ناصر الإنسـان والمناضل

ناصر المقاتـل الدؤوب

رمز مصـر

ابن عمرها العـريق

نبات زرعهـا

نسيج صنعهـا

ومصر كالحيـاة

باقية ومعطيـة

بنت حضـارة الإنسان .. منذ كان

وما تزال تحـرس الإنسان

يا مصر يا ابنة الأسـى والمر والنضال

يا مصر يا حمالة الهمـوم

يا أم مينا .. وأم ناصـر الشعوب

تحملى .. تحملـى

ولتقسمى فى المـوكب المهيب

أن تنجبى للأرض

للحق .. للنضـال

للسـلام

من يحمـل رسالة السماء

مثل ناصـر الحبيب !!