فى بؤرة أحزانـك يا شعبى الطيب

فى أعماق جراحـك ..

أغمس قلمـى

كى أكتب بالـدم

عن أسطـورتك المحفورة فى الأعماق

أسطورة مـوت وحياة

قوة بحـرين اصطخبا

موجاً بشرياً ودمـوعاً وصلاة ..

بحـران التقيا :

ملح وفـرات

لكن عذوبة نهـر حياتك يا شعبى الدفاق

ما ضيعها بحر المـلح

يا شعبـى الطيب

يا نبلاً يجـرى مجرى النيل

تزرع قلبك فى تربتك السمـراء

تجنيه لوزة قطن بيضـاء

تنتشر سنابل قمـح ذهبية

تهتز من الأعمـاق نخيلاً خصبا

يمتد على طـول الوادى

يا شعبـى الهادر

حين رأيتـك تزخر وتجيش

يتلاطم دمعك فـى ليل الأحزان

أبصرت خطاك على سينـاء وفى الجولان

شاهدتك تحتضن ضفـاف الأردن

وتجتاز العقبـة ..

ترفع رايتك الحـرة فوق سماء القدس

تنفض أكفانك يا شعبـى الطيب

فى وجه المـوت

لتطل على العـالم وجهاً لحياة أبدية

يا شعبى الهـادر

من بحريك صنعت لنا عبد الناصـر

 


* وفاء وجدى، صورة شعب، مجلة الإذاعة والتليفزيون، العدد 1856، (القاهرة : دار التحرير للطباعة والنشر، 10 أكتوبر 1970) ، ص 49.