يا شهـر زاد ـ

على جناح السيف كان "أبـو الليالى" شهريار

يهوى إليك وفى الـركاب

النطـع والسياف ـ

يا أم الليالـى والحكايةْ

غير الحكاية والجـراح

غير الجـراح

فلقد مضـى عصر القصائد ببغاوات تطير

فى روضة الملك السعيـد

فالشرق فى قمم النهـار

الشرق نجم فوق جبهة مصـر فارسنا جمال

وله غنـاء

أشواق أجنحـة الدماء لكى تطير

وكفى ترفرف خلف قضبـان وسور

وغرام عينى اللتين تغـردان

للفجر أغنية السماء بلا حديـد

للدرب أغنية الخطى العطشـى إلى نبع الدروب

وإلى الرفاق مع الشـوارع فى عناق

وبلا فـراق

ولحلم فلاح بشمس من سنابـل لا تغيب

للبلبل الصداح فى شفتـى حبيب

ومغردا بالقبلة الأولى التـى تلد الحبيبة والحبيب

ولبحر غزة والهديـر

من قلب صـياد هناك يهب كالريح الهدير

وحنينى الخفاق فى شفتـى حين ترفرفان

وتطرزان وبالقبـل

الباب والشباك فى بيتى الصغيـر

بيتى الذى ما كف ينبض فى نوافـذه الضياء

فمن يقـول

فى بيتنا الخالـى النوافذ مطفأةْ

وبصدر شعبـى لؤلؤةْ

لن تستحيل إلى رمـاد

يا شهـر زاد.

 


* معين بسيسو ، الأعمال الشعرية الكاملة ، بيروت : دار العودة ، 1997 ، الطبعة الأولى ، ص146 ـ 148.