استقبلتكــم بالهتــاف الــــدار   وهفت إليكــم هــذه  الأشعـار
بـلدى ، ومــلء رحــابه حـرية   وفدت عليـه  القـادة  الأحــرار
فإذا الــربيع يحـل قبل  أوانـــه   وإذا الشتاء  بمــرجـــه  آذار
وإذا الحيــاة كأنهــا   أغنيـــة   غنت بها  الأطيـــار والأوتـار
أهلاً رجال الثورى   الكبــرى ، ألا   عمل به  ينــدك   الاستعمــار
جـار لنا حــول القنــاة يعيث فى   أرجـائها  عبثاً ، وبئس  الجــار
فـاوضتموه بالكـلام ، فما ارعـوى   بالقول ،  فهــو الـرائغ   الدوار
سبعـون عـاماً أو تزيـد ،  وحكمـه   فى أهل   مصر  البطش والإضرار
فاليـوم لا يجليـه قــول  مفـاوض   بل ما يقول   الصــارم البتــار
من ليس تكبحــه  مقالــة قائــل   قام الحديــد  بكبحــه   والنـار
وطن أحب نجـــوده  ووهـــاده   ويحب فيه   النســم  والإعصـار
ويحب فى أهليـه صبــر  دائــب   إن الكريــم   مكافــح  صبـار
صقلت مكافحــة الصعاب  نفوسهـم   (كالروض  تجلو    حسنه الأمطار)
فإذا دعــوا يــوم الجهاد فكلهــم   أســد على   أعدائـــه كـرار
مرحى سيوف الثــورة الكبرى جرى   نيل على أيديكـــم    مـــرار
نيل من الإصــلاح يــروى مـاؤه   أهل الصــلاح فيظمأ   الفجــار
رأس الفســاد قطعتموه ، ولم  يـزل   فى الأرض من أذنابــه   آثــار
فالحزم ، ثم الحـزم ، لا رفقـاً  بهـم   إن الرفيــق بخــائن    خـوار
لا تتـركوا حكـم الكنانـة   سلعــة   تشرى يدبــر   أمرهـا تجــار
ما الحكــم غُنماً يجتنيــه حاكــم   فالحكـم فيه   البــذل والإيثــار
ما الحكــم وهو تناصــح  ومـودة   كالحكــم وهو   تنـازع وشجـار
ما الحكــم وضـاح المناهـج بينـا   كالحكـم   دون الشعب فيـه  ستار
أهلاً جمـال ، وصحبـه ، من  ثائـرٍ   حـرٍ ، يـحف ،  بركبه  أحـرار
أهدوا لك الزهـر النضيـر ،  وإنمـا   زهــرى الذى  أهديكـه الأشعار
فاقبـل تحيتهـم ، وصـدق جهادهـم   صـدق  الجهاد لأهل  مصر شعار
     
     


 * بمناسبة زيارة جمال عبد الناصر للدقهلية ... الأهرام، 12/12/1953، ص5.