ستظل حيـا فكــرة ونضــالا | يا روح شعب ينجب الأبطــالا | |
يا روح أمتنـا التى قد أنجـزت | فى جيلكــم ما أعجـز الأجيالا | |
فالشعب كان مقيـداً ، وجهــوده | شتـى يمزقهــا العدا أوصـالا | |
يبغى الخلاص ، وليس يلقى قائداً | لا يعـرف التمويـه والأقـوالا | |
فحبـاه ربى قائــداً من نفسـه | والقائد الموهـوب كان "جمالا" | |
بطل مـن الشعب العظيم تجمعت | فيه العـروبـة كلهــا آمــالا | |
عَرَكَ الحيـاة نعيمهـا وشقاءهـا | وعلى مياديـن المعارك صــالا | |
عرفته أرض صعيد مصر وريفها | ورأى بواديهــا الفسيـح رجالا | |
تغلى صـدورهم بحب بلادهــم | والحب يجمــع حوله الأمثـالا | |
فاعتـز باسم الله يعـلن ثــورة | جمعته شعبـاً واحــداً فعــالا | |
فمضى يشق طريقه فى عزمــةٍ | نستعذب الأخطـار والأهــوالا | |
لو صـادفت شوكاً لصـار أمامها | ورداً يفــوح عبيـره آصـالا | |
فتحـولت أرجـاء مصر مزارعاً | للشعب يحصـد خيرها أحمـالا | |
وسمت بأجواء البلاد مصــانع | جعلت بنـى فلاحنــا عمــالا | |
وحمت جيوش الشعب كل مكاسب | للشعب كانت قبـل ذاك محـالا | |
ورمى بالاستعمار خارج أرضنـا | وجنـى ثمـار كفاحـه استقلالا | |
ومضى يحقق للعـروبة وحــدة | كانت تجيش بها الصـدور خيالا | |
ويصالح الـرفقاء عند صـراعهم | واليأس كان مُخيمــاً قتـــالا | |
فإذا "جمـال" يضمهـم بيمينـه | باسم الإله ، ويبعث الآمـــالا | |
واليـوم ينعـاه النعـاة مطهـراً | ما أفدح الأحـزان ، والأهـوالا | |
أيموت حقـا وهو رمز خلودنا ؟ | أيموت من أحيـا لنا الأجيـالا ؟ | |
كلا لقد أضحـى هناك مبادئــاً | ومنـارةً ، وعقيـدةً ، ومثــالا | |
فالجسـم يفنــى والمبادئ حية | والليث يتـرك خلفــه أشبـالا | |
فاسعد بجنـات الخلـود حبيبنـا | متنعماً ، واهـدأ هنــالك بـالا | |
ستظل ذكـراك العظيمـة حيـة | تقف الشعـوب لنورها إجــلالا | |
ويفـاخر التـاريـخ أن سِجـله | ضم الزعيـم العبقـرى "جمالا" | |
* أحمد محمد صقر، "ستظل حياً يا جمال"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، 1973)، ص 151 ـ 152. |