مـثل كل الناس مـات

إنما رمـزا سيبقى

فى ضمير الكلـى يبقى

خالدا طـول الحياة

خالدا غربـا وشرقا

مثل كل الناس مـات

مثلهم يفنى كنجم سـار عن تلك الحياة

إنما كالأنبيـاء

وككل الأنبيـاء

وكما فى صـدر أهل المجد تحيا الكبرياء

سوف يبقى فى ضميـر البشريه

رمز من ساروا علـى درب القضيه

حاملا فى كفه اليمنـى تعاليم الحياة

وبيسراه القضيـة.

أيها الباحث عنـه

فى الرؤى… فى الليـل… فى الفجر المنير

فى الثرى… فى السـاح… فى الموت الكبير

فى دموع بللت بالأمس مثـواه الأخير

هو فى ذاتـك..

فابحث عنـه.. فى ذاتك أنت

فلقد عاش وأهـوى ثائرا حرا أبيا

وغدا رمزا، وفى الاحسـاس ثارا وحميا

وهو فى إيمان هذا الشـعب بالله القدير

هو فى تصميمـه..

فى دأبـه..

بل فى الضميـر

فى روابى قدسنـا..

فى حق تقرير المصيـر

فتلمس - أيها البـاحث عن ذات - ضميرك

وانحرف إن شـئت..

أو حدد على دربـه سيرك

لا كما شـاء..

ولكن… مثلما بالأمـس شئت

هو فى ذاتك.. فابـحث عنه فى ذاتك أنت

فإذا فى ذات يوم روحـه فيك وجدت

كنت أنت الشعلة الحمـراء فى درب القضيه

مثل كل الناس مـات

إنما دهرا سيبقـى

وككل الأنبيـاء

خالدا حرا سيبقـى

خالقا للعرب فى دنيـا الورى مجدا وسبقا

زاحفا نحو النضال المـر حرا بالدماء

فارشا درب الكفاح الحر شهمـا بالضياء

هكذا من فى كفاح الشعب أعطى الكبريـاء

هكذا فى القلب يبقـى.

أيها الباحث عنه اليـوم ما بين المقابر

لن ترى والله فـى تلك المقابر

لن ترى والله ناصـر

فهو فى عمـان…

فى الجـولان

فى صحـراء سينا

فى روابـى قدسنا..

بل فى شقيقـات سبين

فإذا ما شئت أن تعـرف أين الآن أضحى

وإذا ما شئت أن تلمس فى خديه جرحـا

فاحتضنه بندقيـه

هو تلك البندقيـه

لا تساوى أي شـئ دونما زند أبيه

هو تلك البندقيـه

صـوبت..

لكنهـا..

تحتـاج كفا عربيه

 


* ألقيت مع سبع قصائد أخرى فى حفل التأبين الذى أحياه الشاعر بعد استشهاد الشهيد الخالد مباشرة فى المركز الثقافى باللاذقية بتاريخ 15/10/1972 بدعوة من وزارة الثقافة. كما ألقيت من التليفزيون العربى السورى بتاريخ 29/9/1971 فى الذكرى الأولى لاستشهاده. كما ألقيت من مدرج جامعة دمشق فى المهرجان الخطابى الكبير الذى أقيم بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لميلاده بتاريخ 15/1/1972. وأيضاً ألقيت فى مهرجان التنظيم الناصرى ببيروت فى 5/9/1972.