ـ 1 ـ

سقط شهيـداً

كى يستبدل أحـد الفقراء

رغيفا بجريـدةْ

كى نكتب نحن الشعـراء التعساء

قصـيدةْ ...

ـ 2 ـ

الاسـم : وطن ...

يمضـى الزمـن

ونحن نلقى زهـرة على اسمه

وزهرة على الوطـن ...

ـ 3 ـ

خبأت فى آنيـة الزهـور دمعتى

خبأتها فى المـاء ...

فجاء بالشبَـاك والصنّارةْ

من فهم الإشـارةْ ...

ـ 4 ـ

ووقف اللصـوص كلهم فى حضرة

الضريـح ...

ولم يصـدقوا العين التى تـرى ...

فوضعوا على ضريحه اليـدا

ولم يصدقوا اليـدا ..

فربما يصحو غـدا

ووضعوا على ضـريحه الإكليل ...

وفى الزهور دسـوا ، آلة التسجيل

ـ 5 ـ

السندباد عاد ، بعد رحـلة العذاب

والضنـى

قد عاد فى يديـه العشب والحصى

هاجمه القراصنـةْ

السندباد والقراصنـةْ

والمركب الغريـق فى المياه الآسنةْ

ـ 6 ـ

رمال سيناء لم تـزل معبأةْ

فى الزجاجات ، وفـوق رف المكتبةْ

صورتك المذهبـةْ ...

ـ 7 ـ

وفتشوا عن كنزه طويـلا

وفتشوا الـدولاب

وكسروا الأبـواب

وفتشوا فوق ضـريحه الغمامةْ

واقفة تنوح كالحمامـةْ

وكنزه أيتها الملاعق السـوداء ...

كنزه هناك فى سينـاء

ـ 8 ـ

نحن كما تـرى

والبحر هائـج كما ترى ...

وخلفنا المطـاردون مثلما ترى

نحن بلا عصـى

موسى ، ولا أسـطورةْ

وسائلوا العصفـورةْ

نحاول السير بلا معجـزة على الطريق

بكل ما فى قدم الإنسـان من بريق ...

ـ 9 ـ

ومر عـام ...

تاج العـذاب زاد جوهرةْ ...

ـ 10 ـ

ومر عـام ...

ولم يزل للمـاء جلده

للخبز لونـه

وبدلت جلودهـا السلاحف العمياء

والحيتـان

وخلعت جلودهـا الحيطان

وكان يا مـا كان

وآه يا زمـان

ـ 11 ـ

حملت مرة إلى ضـريحك الأزهار

ومر نعش قادم من ـ الأغـوار ـ

وكان وجهك القديـم

لا زهرة عليه أو نـوار

ـ 12 ـ

سوف تظل طافيـةْ

يدفعها التيـار ...

سمك القـرش يحوم حولها

وسوف يأتـى فوق لوحه بحار

ينتشل الزجاجـةْ

يفض ختمها فى الضـفة الأخرى من

القنـاة

ويقرأ الرسـالةْ ...

 


* معين بسيسو ، "رسالة فى زجاجة إلى جمال عبد الناصر " : الأعمال الشعرية الكاملة ، بيروت : دار العودة ، 1987 ، الطبعة الثالثة ، ص593 ـ 598.