أيها الساكـن فى تربة مصـر العربيةْ

ليس يجـدى أن تعـاتب

فالذى كان نبيـلاً لم يعد بعد نبيـلاً ، والأيادى الوثنيه

أغلقت من بعدك الأبـواب خوفاً من محبيـك ومن سوء العواقب

* * *

لم يكن صعبـاً عليك

أن تنادينا .. فإنـا ـ كلنا ـ كنا رفاقك

كلنا كنا سنـجتاح ـ بعنفٍ ـ أى سـور لو أعاقك

كلنا كنا سنمشى ـ دون إبطـاءٍ ـ إليك

لندك الزور بالإصرار والثـورة حتى يستعيد الحق فجره

وتعود الأرض حـره

* * *

ها هى الأرض حـزينـه

آهِ لو تصـحو قليلاً كى تـراها يا جمال

إنها باتت سـجينه

دنستها الآن أطمـاع لأشبـاه رجال

رهنوها فى دهاليـز البنـوك الأجنبيه

ثم ألقوها لأنياب الذئـاب العنصـريه

* * *

يا حبيباً للجماهيـر التى ذوبت أيامـك كى تحيى مناها

كنت تشتاق إلينـا ـ فى لياليك ـ ولكن القلـوب الزئبقيه

أبعدت كفيك عنا ، فاحتمـلت العبء وحـدك

كيف لم تهدر دماهـا

إنها فى الساحـة الآن تمطت لتمص الدم من لحـم الضحيه

كلنا صرنا ضحايا منذ ضـاع الحق بعدك ....

* * *

حين أرخى طائـر المـوت جناحيه عليك

قمت فرقت طمـوحاتك فينا ، إنما نحـن تفرقنا كثيرا

فانتظر أن نجمع الشمل لتحيـا مرة أخـرى جليلاً وكبيرا

كل ما كان لديـك

من طموحات سيخضـر إذا نحن ائتلفنا بقلوب عربيه

وتجمعنا حشوداً تنقذ "القـدس" السبيه

* * *

حين أرخى طائر المـوت جناحيه عليك

لم يعد صعبـا عليك

أن تنادينا .. فإنا ـ كلنا ـ صـرنا جمال

كلنا صـرنا جمال ...

15 يناير 1980


* حسن توفيق، جمال عبد الناصر : الزعيم فى قلوب الشعراء، (الدوحة : العالمية للطباعة والنشر، 1966)، الطبعة الثانية، ص 288 - 291 .