[1]

في سبتمبر / أيلول

في الثامن والعشرين ،

من عام الحزن العربى ..

جاء ملاكُ الموتِ ..

فأخرجها من رهَقِ الدُّنيا

صيــّـرها حيثُ يشاء الله

[2]

في اليوم التالى والعشرين

صار الوطنُ إطارًا لملامحِ صورتِهِ

وامتدت فى الأرضِ جنازةُ حلمٍ

يعشقُهُ البسطاء..

كلُّ الموتى في وطني

من ماءِ النيل نغسِّلُهم

لكن حين أرادوا …

كان الغُسْلُ دموعَ الفقراء ..

[3]

بعد سنين فاجأهم :

ـ حرَّاس الأضرحة الزور

وقوَّادى الكلمات

ولصوص قبور الموتى ـ

[4]

حين أطلَّ عليهم ..

في وجهِ تلاميذِ مدارسِهم

وعيونِ العمَّالِ المرهقةِ

المكْتحِلَةِ بالحزْن وبالسَّهرِ الليلىّ ،

فاجأهم .. دون إطار ..!!

تمتَدُّ ملامحُهُ في الوطنِ جميعا ..

لم تقْتُلْهُ الغيْبةُ ..!!

لم تمنعْهُ الأسوار

 


* درويش الأسيوطى ، ديوان "منازل الهيام" (تحت الطبع)، أسيوط 25/5/1992.