خطبٌ ألـمَّ فمــال عرشُ الضـادِ | والحـزن عـمَّ فسال منه الــوادى | |
يا عاهــلاً عـمَّ الأسـى لفراقـه | من كان حاضـر عَقْرِهـا والبـادى | |
واهتز عـرشٌ للعـروبة واكتسـى | وجـه البسيطــةِ يومهـا بسـواد | |
خلت المنابـرُ والمحــابرُ وابتلـى | سـوق المـكارم بعـدها بكســاد | |
قطب السياســة والكياسـة والعـلا | أنت المنيــر لحـوكِهـا والسادِّى | |
من ذا يُرجَّــى للشـدائـد سـاقها | سيل من التهـديــد والإبعـــاد | |
حامت أساطيــل العـدا من حـوله | وأتته من قـــربٍ ومن أبعــاد | |
فرأته طــوداً شامـخاً فى أوجــه | صعبَ المنــال وثـابت الأوتـاد | |
عقم الزمــان فلن يجــئ بمثـله | أُمُّ الصقـــور قليـــلةُ الأولاد | |
ولقد حـللت من العــروبة كلِّهـا | عين الســواد وفِــلذَةَ الأكبــاد | |
قامت مآتمهــا عليك وأصــبحت | لبست عليك أســىً ثيــاب حداد | |
هزت شعــوب الأرض لذْعةُ حزنه | فأتتك مهــرعــة بغيــر فـؤاد | |
ظنوك معجــزةً تـدوم ومـا دروا | رَيْبَ المنــون يقــوم بالمرصاد | |
يا أمــةً فقـدت جمـال جمالهــا | وكمال بهجتهــا وفخــر النادى | |
لا تيأســى روحـاً فتلك حياضـه | يشفى الأوامَ بها وتـروى الصـادى | |
ما مات من أبقــى لكـم من سيـله | حقــلاً من الإصــدار والإيـراد | |
هــذى مبادئـه وتلك خطوطهــا | داعى الفـلاح على الطـريق ينادى | |
قد أخصبت أرضٌ جمال .. غـرستها | فأتت .. بكل مشمـــرٍ نهـــاد | |
صعب الشكيمــة لا يــرام جنابه | وشهاب كل ملمـــة وقــــاد | |
تَخِذوا طــــريقك سنةً متبوعـةً | أوصـــى بها الآبــاء للأحفـاد | |
سدوا الفــراغ بكل عــزمٍ ثـابتٍ | وتضامـــنٍ وتكــافلٍ وســداد | |
* شاعر قطرى... انظر أحمد بن يوسف الجابر، قطب السياسة والكياسة، (فى) حسن توفيق، جمال عبد الناصر "الزعيم فى قلوب الشعراء"، (الدوحة : العالمية للطباعة والنشر، 1996)، ص 133 ـ 137. |