هى ذى مصر ... طفل من "بولاق" ... محمول فوق الأعناق ... يرفع "صورتك" ، ولا يعرف أين يسير والحرية ... تتحسس بأصابعها المرتعشة ... أوراق جواز السفر ، وأوراق الجنسيه ... كنت جواز السفر ، وكنت لها الجنسيه ... والكرسى الشاغر يا عبد الناصر ... هذا الجرح الفاغر ... فمه ، أكبر من كل ضمادهْ ... أصبح فى حجم الهرم الأكبر ... يلتف عليه نهر النيل ، كتنين أخضر ... *** هى ذى مصر ... تسأل عن مصر ؟... لكن مصر ... ستفتح ثانية من مصر ... وستنهض ... ، وستشهر فى يدها ، نهر النيل "كسيف" ... وتقود الصف ... فهنالك فى "عابدين" ، وفى "شبرا الخيمة" ... ، يا عبد الناصر ... يقرأ أحد العمال ، على ضوء مصابيح الشارع ، "أوراق الميثاق" ... ويغمغم : كم كان صديقى ... وهنالك جندى فى الجبهه ؛ كتب على خوذته الفولاذية ... سيناء طريقى ... للقدس وللمرتفعات السوريه ... وهنالك من طائرة "الهليكوبتر" ... يلقى عبد الناصر ، منشورات الثوره ... فوق "القاهرة" و"غزة" ... فوق "دمشق" وفوق "الخرطوم" ... فوق "طرابلس" ... وفوق خنادق كل الثوار ... يلقى الأعلام ، ويلقى الأزهار ... والكرسى الشاغر .. يا عبد الناصر .. يحرسه "أسدان" .. أسد من قرية "كفر بهوت" .. وأسد من "أسوان" .. يحرسه "أسدان" .. يحرسه "أسدان" ..
* معين بسيسو، الأعمال الشعرية الكاملة، (بيروت: دار العودة، الطبعة الثالثة، 1987). |