ـ 1 ـ أيلول مهرجان الموت فى الذروة ، عمّانُ استحالت فيه تابوتاً وقبرا والطواغيت سكارى منتشون بالذى فاض به بحر الجنون فشباك الصيد ملأى ألف مذبوح وألفان وآلاف ـ ألا هل من مزيد ؟ هات يا بحر الجنون شهوة الموت تلظت هات والمائدة ـ امتدت وخمر الدم تحييهم وهذا اليوم عيد هات من صيدك يا بحر فهذا اليوم عيد أى عيد ! ـ 2 ـ الفادى فى احتدام الدم والنار وطغيان الجنون بسط الفادى نبى الحب كفيه علينا وافتدانا آه ما أغلى الفداء ! واشترانا آه ما أغلى الثمن ! وعلى وخز مسامير الألم وعلى حز سكاكين العياء أسند الرأس وأرخى هدب جفنيه ونام وبعينيه رؤى الحب وأحلام السلام *** آه ما آن له أن يترجل والتوَت فوق أساها الفرس الثكلى وتاهت مقلتاها فى الخضمِّ الآدمىِّ الهادر المسحوق ـ من يفدى فتاها من يفك الفارس الغالى المكبل من إسار الموت ، من يرجعه ـ العاشق المدنف للصهوة للساحة من يرجعه ؟ والتوت فوق أساها الفرس الثكلى وعرت حزنها آهاً فآها من يفك الفارس الغالى المكبل آه ما آن له أن يترجل *** قالت الريح : سيأتى موته الميلاد لا بد سيأتى فى يديه الشمس ، ذات الشمس ، فى مقلتيه الوجد ، ذات الوجد والعشق المعنى من جراح الأرض يأتى من سنين القحط يأتى من رماد الموت يأتى موته الميلاد لابد سيأتى !
* فدوى طوقان، ديوان فدوى طوقان، (بيروت : دار العودة، 1988)، ص 602 ـ 605. |