مــر عـامٌ وذكــره مـا يــزال   كل قلــب  بــه لــه  تمثــال
مـر عـامٌ ،  وخفق  ذكراه كالنبض ،   على مسمــع الـدنــا  جــوّال
مـر عـامٌ على فجيعتنـــا الكبــ   ـرى بأسمـى "ليث" نماه النضـال
مـر عـامٌ على فجيعتنـــا الكبــ   ـرى بمن فيـه تضـرب الأمثـال
مـر عـامٌ على "جمــال"  ومن  ذا   كجمـال فى الخـالديـن مثـــال
رائـد العــرْب قلبهـا  النـابـض   الحـى العصـامـى ليثهـا  الرئبال
ثائرٌ كَـم أهـاب بالعــرب فــرداً   لينيل الجميــع مـا لــم  ينالـوا
كم مشى صـامدا على الدرب والدرب   حواليـه أسهـــمٌ   ونبــــالُ
والمنايـا فـواغــر  فيه  أفـواهـا   تـراءى كأنهـــا   الأغـــوال
فتحـدى الفنــاء لـم  يثنـه إذ ذاك   هــولٌ عن قصــده أو  كــلال
وسقت كفـه قـوى الشر  كأساً مُرة ،   فيضهــا  المنايــا  العجـــال
وغـدا زاحفـاً وللعُرْب حوليه التفاف   وللشعـــــوب   اشتمــــال
من ترى  غير "ناصر" العرب عملاقاً   مهيبـــاً ، تاريخــــه  يختال
بطـلاً ، باسمــه  تغنى البطـولات   وتشــدو  بــذكره  الأبطـــال
مـارداً كـان لا يهــاب  المنايــا   وهـزبــراً تهــابــه  الأهوال
مِشعـلاً فى سمــا العـروبة  وضاء   من العـــزم زيتــه والذبــال
وشــروقاً من الأمـانــى والأحلام   تصــحو فـى جــوه الآمــال
أنكرت ذاتــه الغـرور فمـا  أغراه   جـاه يومـــاً ولا  استبســـال
أى ذات ؟ هـذى التــى  لمعانيهـا   البطـولات مســـرحٌ   ومجـالُ
ملء أرجائهـا  الفضيلة ، ما تبرحها ،   ملؤهــــا الإبـــا والكمــال
فجمـــال حبــا العــروبة  تاجاً   من جــلال وســؤوداً لا  ينـال
وحبت كفـه الشعـــوب وســاماً   سوف يبقـى ، ما عاشت  الأجيـال
هو لـولاه لم يثـر أى شــــعبٍ   عــربىٍّ ، لم يــعلن استقــلال
حين نــادى باســم التحـرر ولى   مستبـــدٌ وطامــعٌ محتـــال
عاش دهــراً ، شعـاره  الوحــدة   الكبـرى وأعـدى  أعدائه الانفصال
رافعــاً مبــدأ تبنــاه فكـــراً   لم تنـاقض أقـــواله  الأفعــال
سَائِل الســد عنه هل كان  لــولاه   سيُبنـى ، أم هل تصــان القنال ؟
هل تــرى كان ينفـض الكـــف   محتل ويلقـى أنفاســه الاحتـلال
لا تقـولـوا خـلا العـرين  فعنــه   لم تغـب بعـد فقـده  الأشبـــال
     
     


 * عبد الرحمن قاضى، "من ذا كجمال فى الخالدين"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، 1973)، ص 241 ـ 242.