لا أقــول الـوداع أنت مقيــم |
إن ذكــرى الأبطــال عمر يـدوم | |
لم يمت بـاعث العـــروبــة |
والمـــوت عليها مقــدر مقسـوم | |
لم يمت قـط منهـض الشــرق |
والشــرق نؤوم من حقه محــروم | |
لم يمت مـن أهاب بالشعب فاستيقظ يرقى للمجـد وهو عزوم | ||
لم يمـت من أزاح عن مصـر والعرب هوانا أرزاؤه لا تريم | ||
لم يمت من أفاض فى جيشه الروح وقـد كان وهو غاف سقيم | ||
يا جمال العظيــم أكرمك الله وأرضـاك يا جمــال العظيم | ||
إن جيشـا أسسته . حافظ العهـد مصــر على الولاء مقيم | ||
نحن حتــى الرهـط المسنـون |
أبنــاك وأنت الأب الشقيق الرحيـم | |
إن ضللنــا هديتنــا . أو ذللنـا |
لفنا عطفـك الحفـــى الكـريـم | |
قادة العـرب تحت حـزمك باتوا وهـوى الخلف بينهم محسوم | ||
فإذا مال للعـــروبة ركـــن |
كان منــك التقــويـم والتدعيـم | |
وإذا زل رأيهـــا عـن هــداه |
رده من حجــاك رأى سـليـــم | |
نم قريــراً فقد تركـت رجـالاً |
أنت بانيهمـــو علـى مـا تـروم | |
وتركت الإيمــان بالنـر يمليه عليهـم طريقك المـرسـوم | ||
نم قـريراً فسوف نستخلص النصـر ويشقى بنا العـدو الرجيم | ||
سوف نمضـى صـفاً فـإمـا حياة | واعتـزاز أو الـــردى المحتـوم | |
سيقـود الســادات بعـدك شعباً | مسحت عنه من يـديـك الـوصوم | |
حسبـه أنه زميـــل جهــاد | لك والكابــر الصــديق الحميــم | |
أنتما فى النضـال موسى وهارون | ويقفو هــدى الــزعيم الـزعيم | |
يا أبا خالـد فقدنـاك والأحـداث | تطغــى والنائبــات جثــــوم | |
هدّنـا يــوم نعيـك المشئــوم | فإذا الشـــرق منذ بنـت يتيــم | |
طف بنـا هاديـاً بروحـك يُنجـح | سعينـا ربـُّك العـزيـز الحكيــم | |
قد نعمنـا بما أفضــت علينــا | فاستــرح ضــافياً عليك النعيـم | |
رب ميت يَسْنــى على جبهــة | الدهــر وحـى تجــللته الغيـوم | |
* شريف أباظة، "لا أقول الوداع"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، 1973)، ص 113 ـ 114. |