(1)

ملء عيون ذلك الزمان

كنا .. وكان ..

البطل الذي بمثل نبله

لم تستمع أذنان ..

ولا بمثل سَمته البسيط

أبصرت عينان ..!!

تمتد مثل سرْوَةٍ قامتُهُ

فى عزةٍ ، وشممٍ ، وعنفوان ..

الوجه فيه رقة

تستنطق الجلمود والصوّان ..!!

والزند فيه قوة

كمثل عود زان

(2)

ملء عيون ذلك الزمان

كنا .. وكان ..

الفارس الذى ترددُ اسمَهُ

قوافلُ الفرسان

يبتعث الأفراحَ فى قلوبنا

ويمسح الأحزان

ويزرع الإباء والطموح والمنى

ويجتث الهوان

الشرفاءُ يُكبرونه

والفقراء يعشقونه

وحين يبصرونه .. أو يسمعون صوته

يكون مهرجان ..!!

(3)

ملء عيون ذلك الزمان

كنا .. وكان ..

العاشق الذى تطهرت

فى دمه الأوطان

عيونه نوافذ على ضفاف النيل

والنخيل .. والصفصاف

والغيطان ..

وحيثما يسير

تعشوشب الأرض

وتنبت الورود والزهور

وتعزف (السلام) جوقةُ الطيور ..!!

ويسكب الريحان عطره..

والأقحوان ..

فتنتشى الدروب بالشذا ..

وبالألحان ..

(4)

ملء عيون ذلك الزمان

كنا.. وكان..

واختل بعد موته الميزان

فارتفعت بيارق العصيان

وأعلنت قيامها دويلة الخصيان

وغادرت أوكارها اللصوص ..

غادرت جحورها الجرذان ..

ودنست قاهرة المعز

أقدام اليهود ..

وفى غيابة اللحود

ضجت عظام الشهداء والجدود

فمن ترى ينقذنا

لنستعيد ذلك الزمان

(5)

ملء عيون ذلك الزمان ..

كنا .. وكان ..

 


* سعد عبد الرحمن ، ديوان "النفخ فى الرماد"، (القاهرة: الهيئة العامة للكتاب ، 2001).