كيف أنعاه وهـو مـلء كيانى | وهو نبض الحيـاة فى وجـدانـى | |
وهو النـور فى عيونـى وقلبى | وهو السحـر فـوق كل لســان | |
وهو القائـد المعلـم للشعـــ | ـب الأبى المناضـل المتفـانـى | |
وهو كالأنبيــاء سيرتــه قد | عطــرت بالإبــاء والإيمــانِ | |
كيف أنعاه كيف أبكيه أو أرثيـ | ـه قد شـلَّ ما سـمعت بيانــى | |
قيل مات الرئيس مات الذى كان | مثــالاً للقـــادة الشجعـــانِ | |
ولهول المصــاب كذبت أذنى | وتوقفت جامــداً فـى مكـانـى | |
ودم القلب فى المدامـع ينســ | ـاب كذوب اللهيب من أجفــانى | |
قلت يا رب كيف يرضـيك هذا | كيف ينهـد شامــخ البنيــانِ ؟ | |
كيف ينهد فى يد المـوت قطب | وهـو فى خطــوة منـه بـانِ ؟ | |
كيف يفنـى رمـز الخلود جمال | أهو كالناس فـى النهايــة فانِ ؟ | |
ليس هـذا الذى يعيش ليفنــى | إنه خالـد خلـــود الـزمــانِ | |
*** |
||
يا حبيبـى ويا حبيب الملايــ | ـين ويا موقـداً شمـوع الأمانـى | |
يا حبيبـى ويا نصير المساكين | ويا كـم ظللتهـــم بالأمــانِ | |
كنت ملء القلـوب منا جميعـاً | كيف فـارقت هكـذا فـى ثـوانِ | |
وجراح الفراق تنزف فى أعمـ | ـاق شعب العــروبة الحـزنانِ | |
والفنـون التى حنـوَت عليهـا | وهى حيـرى فى مهْمه النسيــانِ | |
ثم أعطيتهــا الحيـاة فعاشت | فى حمــى عـزة ورفعــة شانِ | |
فقدت فيك ملهمـاً كـم تــلقت | من رضـاه الكـريم أسمى المعانى | |
فقـدت فيـك والـداً وحبيبــاً | فيه أنقـى مظـاهـر الإنســانِ | |
لم تـودع ولم تقل أين تمضـى | وهجـرت الأوطـان قبـل الأوانِ | |
تاركـاً شعبـك الوفـى يتيمـاً | يتلـوى على لظــى النيــرانِ | |
يسأل الله فى الفجيعـة صبـراً | وهو يحيـا فى محنـةٍ وامتحـانِ | |
فوداعـاً بل لن أقـول وداعـاً | أنت فى كل مـوقـع ومكــانٍ | |
لم تمت يا جمال.. بل أنت حـى | قسمـاً بالإنجيـل والقــــرآنِ | |
* السيد زيادة، "كيف أنعاه"، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، 1973)، ص 121 ـ 124. |