جمــع الحب كلـه فى  ركابـه   ومضـى يستـزيـد من أ َحبــابـه
بطل آثـر العـروبة  بالــروح   فوفــى حسابهــا من  حســابـه
بـذل النفس والنفيس ، وأوصـى   لبنيها بأجـــره  وثــوابــــه
الجسور الجسـور يهزأ بالخطـب   فيمضى مخاطـــرا فى غــلابـه
والجسـور الجسور يصعد للمجـد   فيفنى حياتــه فى طــلابــــه
عاشـق أَوقف الحياة إلى المـوت   على حب أهلـه  وصحــابــــه
أيهذا الإنسان يصـرخ فى الظلـم   فيجتــاح ركنـــه غيــر  آبـه
جعل العامــل الفقيــر  شريكاً   للذى عاش متخمـــاً باستـــلابه
جعل الكادحيـن هم  سادة الأرض   وأعطاهـــم زكــىَّ   شبـابــه
جعل الشعب كعبة الحاكم الحريرى   فيــه منتهــى   آرابــــــه
وأزاح المستعمريـن بعــــزم   وضع الحــق قــادراً   فى نصابه
وبنى قلعتين للـدين والعلــــم   وجيشـاً غــذاه مـن أعصـابــه
كل عـز وكل مجــد   قديــم   وحــديث تزاحمـــا عنـد بابـه
يا أباً كافــح المقاديــر  عنـا   ولقد حـان دورنـــا فى  غيـابـه
المــلايين أيـدتـك  زعيمــاً   مخلصــاً فى جهـــاده وانتسابـه
والمـلايين شيعتـك  زعيمـــا   مسـرفاً فى عطائـــه واحتسـابـه
أى سـر حملت فى قلبـك الرحب   فآثـرت دفنــه فـى  شبـابــه ؟
ما كتـاب طـويت عنا .. حنانـاَ   راح يطويـك فى سجـل  كتـابـه ؟
قد شببنـا وأصبـح الحـر  منـا   كفءَ صهيـون والقبيـح  المشـابـه
فاكشف السـتر إننتا قـد عزمنـا   أن نـرد الضـياءَ بعـد  احتجـابـه
ومن الخـلد جُزبنـا غزوة النصر   وقد قدتنــا إلــى  أعتــابـــه
     
     


* حامد حميدة، "جامع الحب"، المجلس الأعلى لرعاية االفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، (القاهرة: مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية االفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، 1973)، ص 111 – 112 .