قريح الجفون يواسـى أســاه   بأناته بين  "نجــوى" و"آه"  !
قريــح الجفـون له  عبـرة   تعبـر عن شجــن قد ضنـاه0
قريـح الجفـون طـوى  همه   ولولا تصــبره مـا طـواه  0
تصبـر ، والصبر عند القضاء   رضـاء بمـا قد قضـاه  الإلـه
"تجمل" مستـرجعـاً آسيــاً   وترنـو إلى من مضــى مقلتاه
أغـاب جمال بإشـراقــه ؟!   وكيف يغيب جمــال  الحياة ؟!
لقد كان حلمـاً جميـلاً جليـلاً   فلما رأينــاه عــادت  رؤاه !
حبانــا بـه قــدرٌ  عـادلٌ   فعشنـا على نـوره فى  ضـحاه
وكان الضــحى  ملتقىً للمنى   فكيف تولــى بناجــى  مناه !
بإشــراقه قد بنينــا  الحياة   وكنا نسيــر بسيـر خطـاه  ..
وإلهامــه كان روحــاً لنـا   تجلـى علينــا ؛ فصـرنا  فداه
هدانـا بمــا قد هـداه  الإله   وعلمنـا أن نكـون الهــداه  ..
ونسعــى لتحقيق حـريــةٍ   ونـرفـع أرؤسنــا والجبــاه
مبــادؤه آيــة للـــورى   وصـارت سـلاحا يخيف الطغاه
دعا للسـلام   بأنشــــودةٍ   وكان صــداها يناغــى صداه
تهـادت إليــه  جميع القلوب   فإن هـواهـا مثــال  هــواه
هــوى الحق يسعى إلى عدله   حبيبـا مهيبـا ، قـريبــا مداه
تنـادت به أمنيـات الشـعوب   فسـادت ، وعزت  ، وهان العتاه
وعـادت حقــوق إلى  أهلها   فعاشـوا عظـاماً ، كـراماً ، أباه
وصاروا ينادون "عاش جمال"   وكان "الخـلود" له  منتهـــاه
     
     


* أحمد عبد اللطيف بدر، "إلى روح البطل الخالد"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، 1973)، ص 135 – 136.