أيا جيل الهزيمة .. هذه الثورة

ستمحو عاركم وتزحزح الصخرة

وتنزع عنكم القشرة

وتفتح فى قفار حياتكم زهرة

وتنبت ، أيها الجوف الصغار ، برأسكم فكرة

سيغسل برقها هذى الوجوه وهذه النظرة

ستصبح هذه الحسرة

جسوراً وقناديل

زهوراً ومناديل

ويصبح باطل الحزن أباطيل

وتزهر فى فم الشعب المواويل

ستهوى تحت أقدامك ، يا جيلى ، التماثيل

وتسقط عن رؤوس السادة التيجان

كأوراق الخريف ستسقط التيجان

وتجرفها رياح الكادحين لهوّة النسيان

فهذا البرق لا يكذب

وهذا النهر لا ينضب

وهذا الثائر الإنسان عبر سنابل القمح

يهز سلاسل الريح

مع المطر

مع التاريخ والقدر

ويفتح للربيع الباب

فيا شعراءَ فجر الثورة المنجاب

قصائدكم له ، لتكن بلا حُجّاب

فهذا المارد الثائر إنسان

يزحزح صخرة التاريخ ، يوقد شمعة فى الليل للإنسان

القاهرة 10/3/1965


* عبد الوهاب البياتى، المختار من شعر عبد الوهاب البياتى، (القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب (مكتبة الأسرة)، 1998)، ص 110 ـ 111.