أبا الثــوار هل سامحت دمعـى   يفيض وصوت  نعيك ملء سمعى
وكنا قـد تعاهدنــا  قديمـــا   على تـرك الدمـوع  لذات روع
وإن الخطب يحســم بالتصـدى   لهول الخطـب فى سـيف ودرع
***
ولكن زلـزل الأركـان  منــى   وهز تماسكــى من جـاء  ينعى
نعاك وأنت مـلء الأرض سعيـا   وذكـرك قائــم فى كل ريــع
بكتك عيون أهـل الأرض حولى   فكيف أصــون بين الناس دمعى
***
قضيت شهيــد وحدتنا تقــوى   روابطهــا وتجبـر كل صـدع
فما للعــرب فى الدنيــا مكان   بغير تمـاسك وبغيــر جمــع
***
رسمت لنا الطريق وسوف نمضى   على هذا الطــريق بغير رجـع
سنمضـى فى طريق الحق  حتى   نطهــر من ثرانـا  كل صقـع
***
وللعمــال  بالعمـــال نبنـى   ونصنع بالمصــانع  خير صنع
وللفــلاح بالفــلاح نــروى   صحارينا ونــزرع خيـر زرع
ففى العمـال والفـــلاح  درع   لثورات الشعـــوب وأى درع
***
جــزاك الله  عنا كل خيـــر   ورواك الرضـــا من كل نبـع
     
     

* يوسف صديق، دمعة على البطل، (فى): حسن توفيق: الزعيم فى قلوب الشعراء ، (بيروت: بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، 2002)، ص 404 ـ 409.