يا جمالْ :

نغم فجر فى الروح البطولة

لم يدع فوق شفاه المجد لحنا .. كى تقوله

وتغنت بِذُرى أمجاده حتى الطفوله

وأتانا قدر يغتال فى الحق رسوله

            قدرٌ كنا نسينـاه .. وكانـا

            ما أخذنا من عواديه الأمانا

            لو ملكناه لحاكمنا الزمانـا

يا جمالْ .. يا ضياءً فى ليالينا توقد

الأساطير خرافات وحلم يتبدد

إنما أنت وما أغلاك يا فجراً موسد

كنت أسطورة مجد فى بلادى تتجسد

            وستبقى فى ضمير الشعب فكره

            وفؤاداً نابضاً فى كل ثــوره

            وإذا الليل ترامى كنت فجـره

يا مسيح العُرْب ما ذابت أغانى البشراء

حينما سالت "بعمّان" دموع ودماء

حملت روحك عنها كل آلام الفداء

وتغنى مرجل النار بحب وإخاء

            ويح قومى .. وعلى قومى أصيح

            حينما ناداهـم ثـأر  جـريـح

            أخطأوا بين يهوذا  والمسيــح

يا أبا الأحرار قد أجريت من دمعى عصيه

قم فباندونج تناديك لخير البشريه

قم فلسطين تناديك : حبيبى عد إليّه

يا شهيداً لم يمت رغم تهاويل المنيه

            أنت معنى للأمانى فى الضمائر

ومنار فى دياجى كل ثائر

ونشيد كل لحن فيه ناصر

وستبقى فى جبين الحقل ظلاً وجداول

وستبقى فى يد الفلاح فأساً وسنابل

وستبقى فى يد الجندى صاروخاً مقاتل

وستبقى يا صلاح الدين للقدس المناضل

            فإذا عدنا  بركب  ظافــر

            لفلسطين ..   لشغل الخاطر

            سيغنى القدس : عبد الناصر

يا رسول الخير لا ضنت برجعاك الليالى

فى غناء النيل للسد .. وفى خطو الظلال

فى يد العامل والفلاح .. فى عزم الرجال

فى انطلاق العودة الكبرى على أرض النضال

            عد تر القلب الذى كان مـلاذا

            عد تر الدمع حريقـاً  ورذاذا

            لا تدعنا نسأل الموت : لماذا ؟

يا جمالْ .. قلبنا رغم يد الموت عرفته

فاعذر القلب إذا جن فبالحب ملكته

مصر نادتك فبعت العمر براً ووهبته

تربها غال ولكن .. ليس كى يطويك تحته

            أنت قد علمتها معنـى  الثبــوت

            أنت مصر .. فارتفع فوق السكوت

            فبلادى كالليالى لا تمــــوت

 


* شاعر مصرى ... انظر إبراهيم عبد الحميد عيسى، "بلادى لا تموت"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية االفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، 1973)، ص 105 ـ 107.