الخطب أقوى من صدى أشعـارى   يا منقـذ  الأوطـان مـن أخطارِ
الحـزن فى قلبى لهيب  جـارف   والدمـع فى عينـى  كنهـر جارِ
أنا لا أصدق أن "ناصر" قد قضى   أنا لا أصـدق  أفجـع  الأخبـارِ
كذبت كل نعاتـه من  صـدمتـى   وأبيت إلا صـرخـة   الإنكـارِ
أكذاك يمضـى فخرنا فى لحظـة   من  غيـر ما سبق ولا  إنـذارِ ؟
وفـؤاده هـذا الكبير أهل تـرى   حقا  توقف مجمـع  الأسـرارِ ؟
هذا الأشم مضـى بكل نضــاله   كم كان  مبـعث  عـزة وفخـارِ
إيمـانـه بالله كان   سـلاحــه   ولكــم  تحمـل  فى سبيل الدارِ
رجل السـلام مضى  وكان بعزمه   يحمـى  السـلام   بقوة الإصرارِ
من للعـروبة بعده ؟ ومـن  الذى   يحمى حماها من   أذى الأشرارِ ؟
قد كرس العمــر الحبيب لغايـة   وغدا الضحيـة   قائـد  الثـوارِ
أنا لو عددت مآثـر البطـل الذى   صان الحمى   من  شر الاستعمارِ
لعجزت أن أفى البطـولة  حقهـا   وعجـزت  عمـا   فيه من أقدارِ
عمـلاق وادى النيل خطبك هدنـى   ليلى  سهـرت  به  وضل نهارى
ومشيت حيـرى فى الطريق فربما   أطفـى  اللهيب  بدمعـى المدرارِ
فوجدت فى الحشد المشارك لوعتى   فالحـزن   أقوى  من لهيب النارِ
لكن دمعـى لم يجف وعــدت لم   أهـدأ ولم   أطفـئ لهيب أوارى
وكأن دارى قد تهــدم ركنهـــا   إلا بقايـا   حســرة وخســارِ
يا منقـذاً من كل قيــد شعبنــا   يا قبلة  الثــوار   والأحــرارِ
يا شعـلة من نور ربك قد سـرت   بدم  الشبـاب  الثائــر الفـوارِ
من مشبه لجمـال فى  عـزماتـه   من  ذا يواجـه  خدعـة الغدارِ ؟
سار الجميع على طـريق  واحـد   يتربصـون   لأخذهـم   بالثـارِ
راح الذى حمـل الأمانـة مخلصـاً   ومخلصـاً  من  خـادع وممـارِ
ونصـير كل العـرب فى أرزائهم   ورجـاء  أمتـه  بيـوم  عثـارِ
وتحمـل العبء الكبيـر ببأســه   وهو  الجديـر  بمـوقف  الجبارِ
لم يشـك يومـاً أو يـكل دقيقــة   وبدا ببسمـة قلبـه   المغــوارِ
واختـاره ربـى الكريـم بليلــة   سادت على  الأيــام  بالأنـوارِ
فى ليلـة الإســراء لاقـى ربـه   ومضـى  التقى  لجنـة  الأبرارِ
ولنا الإلـه يمـدنـا مـن عنــده   حتى نواجـه  صدمـة  الأقـدارِ
ونواصـل الـزحف المقـدس بعده   ويسير كل   العرب  فى المضمارِ
     
     


 * روحية القلينى، "أنا لا أصدق"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، 1973)، ص 71 ـ 72.