الدمع ينساب والأحـزان تضطـرمُ   قالت : بمـا لـم يقله ههنـا الكلـمُ
ليت القوافى  بعد الخطب قد صمتت   فالخطب أكبـر ممـا يرسـم   القلم
إذا البـراكين ثارت أو هى احتدمت   فاهـزأ بمن نثروا  يوماً ومن نظموا
ماذا أقول وطـود مـن  شـوامخنا   هـوى وملهـم جيـل لفـه العـدم
صـرحاً بنيناه دهـراً  من مشاعرنا   وقد رأينـاه رأى العيـن  ينهــدم
فأى نفس لهـول  الخطب ما ذهلت   وخاطـر بات لم يعصـف  به الألم
جمال "إنك حـى فى ضـمائرنـا"   بهاء وجهـك والأخــلاق  والشيم
صمـودك الفذ والأحـداث  عاصفة   مرت بنا مثل مـوج البحـر  يلتطم
علمتنا كيف تسمـو النفس صـاعدة   بالفـرد والفـرد قد تسمـو به  أمم
وأن بعض سجايـا الحكـم  موهبة   قد لا تتاح لمن أثـروا ومـن علموا
عـزاؤنا أن تلك الـروح خالــدةٌ   فينا وذاك الإبــاء الفـذ  والشمـم
وأن أبنـاء وادى النيـل  ما برحوا   فى موكب الزحف فى أيديهـم  العلم
همـو همـو  لملاقاة الخطوب همو   ومصـر للعـرب  الأحرار معتصم
     
     


* إبراهيم الحضرانى، "الراحل المقيم"، من مراثى الشعراء فى ذكرى الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر"، (القاهرة : مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، 1973)، ص 235.