كنا نعـود إلى البيـوت يشـدنا   لم ندفـن الشهـداء بعدُ .. ولم تزل
نستطلع الأنبـاء.. فى قلقٍ ثوىٍ   وجلست بين الجـالسين .. لعلنــا
لكن لدى الأنبـاء أى فجيعــة   أصغيت للنبأ الرهيب.. وغصت فى
ثم انتبهت الى الجموع … وكلنا   فعسى تعـود لك الحيـاة.. وربنـا
أولست معجـزة  السماء ؟ وأننا   لكنمـــــا  لله أى مشيئــةٍ ؟
عـودتنـا ألا نفكــر  حينـاً   وحملت أعبـاء الحيـاة.. جميعهـا
وسألت .. أعطـيناك دون تردد   فزرعتـه فى تربـةٍ . . معطـاءةٍ
ورحلت عنـا فجـأة. . وتركتنا   عمـان كانت يا جمـال.. بدايــةً
من بعـد ما كنا نسينـا طعمـه   فلأنـك قـد علمتنـا ألا نطـــأ
لكنــه بالأمس عـاد. .  كأنما   الحـزن من  (عمان) لا يبقى على
إلاك تتجـه القلـوب إليك  فى   حتى انتصـرت  على المنن بجولة
فسقطت أروع مـا يكون  بسالةً   طوفـى بنا بين المـدائن والقـرى
نبكيـك يا غدنا وحاضـرنا ويا   إن البكـاء يـريحنــا. .  لكنـه
أمل … وإن كان المساء  حزينا   عمان جـرحـاً نافـراً . . وأنينـا
كالجمـر   ما بين الضلوع دفينا   نلقى لدى الأنبــاء مـا  يشفينـا
راحت لهـول جنونهـا.. تلقينا   مـوج الذهـول على الأريكة حينا
يستمهـل الشـك المعـذب فينا   بالمعجـزات عليـك ليس ضنينـا
متنـا وكنت أتيت كـى  تحيينا   نفـذت.. وصـار   الشك فيك يقينا
فى الأمـر… حتى كاد لا يعنينا   عنا.. وسـرت بها كمـا يرضينـا
أغلـى  الذى قد كان فى أيدينـا   ونما نمـاء الحب فـى  وادينــا
من يا تـرى من بأسنا يحمينا ؟   تستنهض الحـزن المخبــأ فينـا
زمناً.. ولا عجب أقـول   نسينا   طئ رأسنـا للحـزن كـى يطوينا
يلقى بكـل حشاشــةٍ  سكينـا   شـئ نلـوذ به . . ولا يبقينـــا
حمى صـراع   كنت فيه رزينا   وبجـولة أخـرى سقطـت  طعينا
يا روعة الحزن  المهيب.. خذينا   لنهيم تحت سمـائها . . باكينـــا
نوراً إلى أمجـادنـا . .  يهدينا   هيهـات من آلامنـــا   يشفينـا