فارس العرب هل طويت  الحسامـا   عن حمانـا ، وهل لويت  الزماما ؟
ناهض أنت بالمــلاعب ،  تعلـو   صهــوة الريـح مشرئبــاً قواما
موغل فى ملاحـم البـذل  ، تعطى   ثـورة الحـق زندهـا  والضـراما
كلمـا هـم بالسكينــة عـــزم   ثار عــزم من خلفهــا مقـدامـا
شمخت فى ظــلالك  الحمر أعناق   العـوالى ، وذبـن فيـك  التحـاما
تتبـارى مع الزمــان  اشتيــاقاً   لوصــال ، أعيا الزمــان  مراما
تنثنى فيه ، من كتـاب  المواضى ،   مرهفـات للفتــح كن  اليتامــى
فارس العـرب ، ما انطويت لـواء   فالحمـى منك مثقــلا اعـــلاما
كـبر الشعب مـذ وثبت  وأرخـى   دونك السـاح واصـطفاك  حسـاما
أنت منه الطمـاح ، لـم  تتنــزل   من سمـاء . وإن سمــوت مقامـا
من تراب الصعيد ، من رمل سيناء-   ومـن شرقنـا تسـامقت   هـامـا
يتحدى الأقـدار شفعـاً ووتـــراً   ويرج التاريـــخ عامــاً فعامـا
قبضـة الشعب   فى يمينك فاضرب   عنق الأفعــوان  وافــر  الظلاما
طـال بالعــرب ليلهـم ، وتمشت   رعشة البعـث فى التــراب  فقاما
فتشكلت صـارمـاً مـن  نــزار   ذرب الحــد ، أريحيــاً ،  هماما
عالمـاً فى بواطـن الكـر والفر –   جلــوداً لا يألـــون   اقتحـاما
تفتـدى المتعبين بالراحة الكبرى –   وتجلـو عن القلــوب  السقـامـا
سل موالى  الإقطاع فى أرض مصر   من بنى عزهـا  وأرسى الدعاما ؟ !
من أجـار العمـال فى ليـل  ذل ؟   فانبـروا للحيـاة صيـداً  كرامــاً
وسل الضـاربين فى التيــه  عنه   ضـوأَهم كان ، ماءَهــم  والطعاما
لم يلـح للجمــوع  حتى رأتــه   حلمهـا الشهــم ، زندها  الصماما
فتـلاقت على وفـاءَ جســــور   فى زحــام يشــق  منها زحامـا
عاهدتك الجهاد ، فى الزعزع المر –   اقتـــداء  وأسلمتــك  الـزماما
سـيد القـول إذ يكـون  ابتــداء   لكفــاح أو أن يكــون  ختـامـا
قولك الفعـل فى قــرار المعـانى   قولك الفصــل إن أردت انحسـاما
أين ذاك البيــان ينطق بالحـق –   أسحـراً ينســـاب   أم إلهـاما ؟
يستقـى من معاجـم  الشعب لا من   ورقــات  مـزهـوة  إيهــامـا
يتلهـى بهـن صــبية  حــرف   فى التجـاريب مـا بلـغن الفطـاما
أرسـلوا فى الصـباح قولاً  قبيحـاً   فـأزاح الصــباح عنهــم لثـاما
فتــراءَوا فـى عــريهم  ورأينا   ذلك الـرهـط معشــراً   أقـزاما
أيها المـرسلـون فينــا  الكـلاما   أيها المكثــرون فينــا  المـلاما
ما علـى الــراح  أن تمايل سيف   من قــراع  وراح يشكـو  انثلاما
تلك حال تحول والنصـــر  رهن   بصــمود  لا يعــرف  استسلاما
أمـة نحـن كـم رمتهـا  الليالـى   كم تمـادت فــى كيــدها  إيلاما
ما انحنت ، بل تمـاسكـت فى عناد   ثم هـبت تجــــدد   الأوهـاما
* * *
رائـد النهضـة البتــول  تـلفت   يانــع الغــرس مـارداً  يتنامى
كـم رعتـه العينــان  حقلاً فحقلاً   وسقتـه الكفــاح جـاماً فجــاماً
وانتخت همـة لديـه فكان   السد –   يعلــو بشـــأوه  الأهـرامــا
ويشــدان أزر  كل  سنــــان   ثائـر يزحــم الــردى  إقـداما
ما ســلام إن لم يكـن ضـرغاما   يـرهب الـوحش سطـوة  وانتقاما
تلك آى  وعيتهــا فـى  يقيــن   ويميـن فصـغتها  أرقـامــــا
فتعـالت علـى القنــاة  قــلاع   تلجــم الشــر دونهــا إلجـاما
إن تولتــه دولــة من  ذئــاب   تنشر الظلــم فى  الورى والظلاما
فلـدينا إرادة مــــن  سـعيـرٍ   وفــداءَ يـزلـزل الآكــامــا
فى روابـى الجليـل  يجرى شواظاً   وعلى الضـفتين يغلـى اضـطراما
بهم النصــر ، فى غـد ،  يتباهى   ولهـم تنحنــى القنــا  اعظـاما
طـير لبنان إذ هوت شمس مصـر   مـزق الليــل صـدرها  وأقـاما
فتهـاوت على الشـهيـد جنـاحـاً   وجنـاحـاً على الجــراح  ترامى
شــدوهـا ، بعـد أَنة  تتــلوى   وسكـون يفــرى  الحشـا  إيلاما
يا بنى مصــر يا طـليعة شعبـى   عاهـدوا الرمــح سيـرةً والتزاماً
صـوتـه يمــلأ الأديـم خيـولاً   ظـامئـات للثـأر تدمـى اللجـاما
تلكـم السـاحـة الجـريح  انتظار   فاشحـذوا العـزم وانهضـوا أعلاما
شيمـة الشـعب أن يظـل وفيــا   لشعـار وأن يصـــون  الـذماما
     
     


 * ألقيت هذه القصيدة باسم اتحاد الكتاب اللبنانيين أثناء المهرجان الذى أقيم فى القاهرة فى الذكرى الأربعين للرئيس جمال عبد الناصر ... محمد حبيب صادق، "الفارس"، (فى) محمد كزما، ناصر العرب، (بيروت: مطبعة دار الكتب، 1971)، ص 33 – 35.