بكائية قديمة :

   

وَعُد أيها الولد المستحق البكاء

   

وَعُد يا أخى وابن أمى

   

ويا من بكته العصافير والقبرات

   

ويا من يولى إليه الجميع الوجوه انتظارا ..

   

فأختك تجمع أشلاءك المستحمة بالدمع

   

من كل صقع ..

   

لتبعث من سرة الأرض

   

ابناً لمن يعشقون الحياة ..

   

* حديث :

   

وها أنت تأتى ..

   

ـ كما جئت من قبل ـ

   

من عتمة الليل بدراً من الأمنيات ..

   

وسرباً من الشقشقات

   

وفيضا من التمتمات

   

وأغنية فى ضمير اللقالق .. !!

   
فكيف تسللتَ رغم الحصار ..    
من الصحف المشتراة ..    
إلى مهرجان السنابل ؟ !!    
وكيف انسكبت بليمونة الدار عطراً ،    
وفى الخابيات الخوالى أرزاً وملحاً وبراً .. !!    
وفى الكتب المدرسية    
نثراً .. وشعرا .. ؟ !!    
وكيف تسللتَ للناس    
رغم مداد الخناجر فى الصحف الساقطة ؟ !!    
أما أثخنوا الظهرَ بالطعنات    
التى لم تكن فى حسابك ؟ !!    
كيف تحملت غدر الأكف التى    
غرست نصلها فى عيون الحقائق ؟ !!    
* ملاحظة :    
أنت تعلم .. أنى ..    
وأنى ..    
وأن الدموع التى ( ................. )    
لم تخنىَّ .. !!    
وأنك رغم ارتحالك    
مازلت عطرَ الحقول ،    
حكايا المصاطب ،    
أحلامَها والتمنى ..    
وأنك ـ رغم احتجاجك ـ    
تحضر جلستنا العائلية    
نحكيك بين حكايا المساء    
ومازلت ـ رغم انتحار المواويل ـ    
حلمَ الربابات بالرقص .. أو بالتغنى    
وحلمَ السنابل بالحب    
حلمَ المظاليم بالعدل    
مازلت أنت ابتسامة دهر    
كثير التجنى ..    
.......................................................    
فعد أيها الولد المستحق البكاء ..    
وَعُد أيها الولد المستحق التمنى ..    
     
   

* درويش الأسيوطى، حديث جانبى إليه، (فى): حسن توفيق : الزعيم فى قلوب الشعراء ، (بيروت: بيسان للنشر والتوزيع والإعلام، 2002)، ص 179 ـ 182.