فـى منتصـف الليـل

تحت مـلاءات الأطفـال

ينفجـر النبأ الفاجع

مات عظيـم هذى الليلة

        ***

تخـرج مصـر

مـن دفء طمأنينتهـا

تسبـح فـى أمواج ظـلام المستقبل

هاهـى نقطـة حبر أسـود

تسقط فـوق النيـل

تتسـع وتعـلو حتى الشاطـئ

تتجاوزه .. تلتهـم المدن المـذهولة

تنقض علـى أكواخ القريـة

تصـحو الزوجـة

تخـرج من أحضـان الزوج

توقظـه - شب حريق يا زوجـى فى البيت

أخـرج . أعـدو

يتبعنـى يسبقنـى

سيف النبـأ الفاجـع

"مات جمـال

مـات الأب

سد النبأ الفاجـع طرق الدنيا

أهرب أعـدو فى الصحراء

أبحث عن شـئ يستـرنى

يحمينـى الهرم الأكبر

تحمينى مئذنة  الأزهر

يخرج منه وجه أسمر

يظهر وجهـك

يتلألأ فوق النيـل

يمسـح  دمعى

يأخذ عينـى فى عينيه

 يصيـح ..

جفف دمعك واقرأ

وإذا ضوء يخـرج من عينيه

اقرأ فى صفحته البيضـاء

"قم يا وطنـى

كل الأوراق ستسـقط

لكن تبقـى الشجرة

كى تورق فـى كل ربيع

يأخذ كفـى بين يديه

يضع الكف علـى صدره

أسمـع فيه هتافا واحدا

أسمع آلاف الأجـراس تصيح

خالدة مصـر

خالدة مصـر

 


* محمد إبراهيم أبو سنة، "خالدة مصر"، (فى): حسن توفيق، جمال عبد الناصر: الزعيم الخالد فى قلوب الشعراء، (الدوحة: العالمية للطبع والنشر، ط2، 1996)، ص 107 - 110 .