فلتكتبوا يا شعراء أننى هنا

أمر تحت قوس نصر

مع الجماهير التى تعانق السنا

تشد شعر الشمس ، تلمس السماء

كأنها أسراب طير

تفتحت أمامها نوافذ الضياء

فلتكتبوا يا شعراء أننى هنا    

أزاحم الجموع

أخوض بحراً أسمر المياه

أخوض بحراً من جباه

بحر الحياة ـ ما أشد عمقه ! ـ بحر الحياه

طوفانه يا شعراء سيد مهيب

يمضى فتنحنى السدود

ويفتح الضياء ألف كوةٍ عليه

ويطلق البوق النحاسى النشيد

فلتكتبوا يا شعراء أننى هنا

أشاهد الزعيم يجمع العرب

ويهتف "الحرية .. العدالة .. السلام"

فتلمع الدموع فى مقاطع الكلام

وتختفى وراءه الحوائط الحجر

حتى العمودان الرخاميان يضمران

والشرفات تختفى

وتمحى تعرجات الزخرف

ليظهر الإنسان فوق قمة المكان

ويفتح الكوى لصبحنا

يا شعراء ، يا مؤرخى الزمان

فلتكتبوا عن شاعر كان هنا

فى عهد عبد الناصر العظيم ! !

                                                                                    يوليو ـ 1956


* أحمد عبد المعطى حجازى، الأعمال الكاملة، (الكويت : دار سعاد الصباح، 1993)، ص 85 – 86.