حوار صحفى للرئيس جمال عبد الناصر

مع الصحفى الهندى "كارانجيا"

صاحب ورئيس تحرير مجلة "بليتز" الهندية

٦/٢/١٩٦٤

- سؤال: هل يرى الرئيس عبد الناصر أى أمل فى تسوية النزاع الذى يتزايد خطره بين الدول العربية وإسرائيل؟ ألا يمكن بوسيلة ما وقف التدرج الحالى فى أحداث الشرق الأوسط الذى ينذر بنشوب حرب ثانية فى فلسطين؟

* الرئيس: يبدو أنه ليس هناك مفر من نشوب حرب ثانية فى فلسطين؛ إن إسرائيل مصممة على أن تواصل التحدى، ليس ضد العرب وحدهم؛ وإنما ضد الإنسانية والمجتمع الدولى كله. أيضاً إن الأمم المتحدة - على سيبل المثال - أصدرت منذ سنوات قرارات تقضى بعودة اللاجئين من شعب فلسطين إلى بلادهم، ولكن إسرائيل رفضت ذلك القرار تحدياً طوال سنوات عديدة، ولما عادت الأمم المتحدة خلال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تأكيد قرارها القديم بحق اللاجئين فى العودة بتأييد من دول العالم كلها - إلا إسرائيل بالطبع - فإن حكومة إسرائيل أعلنت فى وجه الدنيا كلها أنها ترفض، وأنها مصرة على التحدى. ولا يمكن لمثل هذا الوضع أن يمضى إلى الأبد بغير رادع أو حساب.

وقبل أى اعتبار آخر يجب أن يدرك العالم أن شعبنا العربى ظل يعيش فى فلسطين آلاف السنين الماضية، فإن فلسطين هى أرضه ووطنه وجزء من حياته وتاريخه وثقافته، وأستطيع أن أقول أيضاً جزء من روحه، من لحمه ودمه وعظمه. إن هذا الارتباط التاريخى المقدس هو الذى مزقه الاستعمار الصهيونى بعنف ووحشية عن طريق الاحتلال غير المشروع لفلسطين، وما أعقبه من إخراج مليون عربى من ديارهم بالقوة. كيف نستطيع أن نتساهل إزاء هذه الجريمة التى ارتكبت ضد شريعة الله وقوانين البشر، وكانت تحدياً وانتهاكاً للأمم المتحدة ذاتها؟!

الشىء الذى لن يفهمه بعض الناس وخصوصاً أصدقاؤنا الأجانب؛ هو عاطفة الشعب العربى تجاه الأرض التى تمتد فيها جذور حياته عميقة متشبعة، هو ببساطة استحالة الفصل بين الأرض والإنسان الذى اتخذ من هذه الأرض وطناً له عبر آلاف السنين. فمثلاً، حدث منذ أيام حين سألنى أحد الأمريكيين: " ولكن لماذا؟" فرددت علية بسؤال من نوع سؤاله: هل تقبلون أن تنتزع منكم ولاية كاليفورنيا؟، وتعجبت عندما أجاب: "نعم، إذا أصبح ذلك ضرورياً"! وعندئذ أوضحت له الفارق: إن صلة الأمريكى بأرضه عمرها ٣٠٠ سنة فقط، أما هنا فى فلسطين فإن شعبنا عاش آلاف السنين، فقد اقترن وجوده بأرضه الطيبة وارتبط بها بمشاعر التعلق بالمنبت، فالفلسطينيون - وهذه هى الحقيقة المبسطة - لا يستطيعون الاستقرار خارج فلسطين، وليس أمامنا بديل آخر سوى عودتهم إلى أرضهم السليبة.

سيعودون.. ولقد جاء وقت فى الماضى استطاع فيه الاستعمار المتستر بالصليبية احتلال أرضنا فى فلسطين لمدة سبعين عاماً طوالاً، ولكن  العرب واصلوا القتال من أجل أرضهم، إلى أن استعادوها فى النهاية، وليس لدى شك فى أن التاريخ سوف يعيد نفسه.

- سؤال: هل معنى ذلك الحرب مع إسرائيل يا سيدى؟

* الرئيس: نعم.. لقد كنا دائماً فى حرب مع إسرائيل، وكانت إسرائيل دائماً المعتدية.. جميع الاعتداءات الماضية - مثل حرب السويس، التى شهدتها بنفسك ونقلت أخبارها - كانت من تدبير إسرائيل، وطالما توجد إسرائيل فسوف يتحتم علينا أن ننتظر الحرب فى أى وقت. والحقيقة أن الصهيونيين لا يكتفون باغتصاب فلسطين فحسب؛ وإنما يعدون العدة أيضاً لإقامة إمبراطورية من الأرض المنهوبة تمتد من النيل إلى الفرات. ومن هذا المنطق القائم على العدوان المستمر قلت لك إننى أرى احتمال الحرب قائماً، فإن العرب لا يملكون مواجهة العدوان عليهم بقبوله أو السكوت عليه، وإنما لا بد من الدفاع عن أرضهم وحياتهم.

- سؤال: هل تعتقد يا سيادة الرئيس أن مشروعهم لتحويل مياه نهر الأردن جزء من هذه الخطة التوسعية؟

* الرئيس: هو فعلاً كذلك، وهذا هو السبب فى أننا نستعد الآن بكل الوسائل التى تهيئها إمكانياتنا لاتخاذ خطوة تحبط مشروعاتهم، وليس مصدر قلقنا هو المياه التى يسرقونها، والأرض التى يعتزمون استعمارها عن طريق استجلاب مهاجرين غرباء عليها، فإن هذه الأعمال - رغم عدم شرعيتها - ليست بالخطر الكبير، لكن ما يهمنا هو ألا نسمح لهم بأن يقووا ويدعموا قبضتهم على الأرض التى اغتصبوها من العرب عن طريق سلب المياه العربية، وسرقة الأرض العربية، والاستمرار فى تمزيق الجرح الذى أصاب اللاجئين الفلسطينيين بطردهم من ديارهم.

- سؤال: ما الذى تعتزمون فعله يا سيادة الرئيس بشأن هذا المشروع؟ هل هناك وسيلة عدا الحرب لمنعهم من تنفيذ خططهم؟

* الرئيس: سوف تجىء الحرب لمقاومة العدوان وردعه، كما أتوقع أن يحدث فى أى وقت، وعلينا أن نستعد للأسوأ، وفى الوقت ذاته فإننا نعد الآن لتنفيذ مشروع عربى مضاد يهدف إلى احتجاز أو تحويل مياه روافد نهر الأردن للاستفادة منها قبل أن تصل إلى بحيرة طبرية، ولكن ذلك لن يرق لهم؛ لأنه سيكون الهزيمة الثانية لأطماعهم فى استعمار صحراء النقب عن طريق استخدام المياه العربية.

أما الهزيمة الأولى فكانت فى عام ١٩٥٤ عندما أعدوا خطة لتحويل مياهنا من المنطقة المنزوعة السلاح، ولكن المقاومة العربية التى دعمها الضمير الدولى فى الأمم المتحدة أوقفتهم؛ لذلك فقد نقلوا مكان تنفيذ خطتهم إلى موضع جديد داخل ما يسمونه "الأراضى الإسرائيلية"، وهم يضعون الآن معدات التحويل فى الموقع الحالى شمال بحيرة طبرية، ولكن المشروعات العربية المضادة ستفسد عليهم تدبيرهم مرة أخرى، وأنا أتوقع هجوماً من جانبهم ضد الدول العربية.

ويجب أن نعد أنفسنا لمثل هذا الحدث المرتقب، فإن إسرائيل-  قبل كل شىء - تشكل خطراً عسكرياً كبيراً علينا فى كل وقت؛ نظراً لأطماعها فى الانتعاش على حسابنا، ويتكشف ذلك تماماً بنظرة إلى ميزانية تسليحها الضخمة التى زادت هذا العام بنسبه ٣٥ فى المائة مما كانت عليه فى العام السابق، ولقد زاد خطرها الآن إلى درجة جعلتنا نبادر إلى استخدام مياه روافد نهر الأردن وإحباط مشروعها الاستعمارى، ويتحتم علينا أن نكون مستعدين لانتقامها، وهذا هو السبب الذى جعلنى أقترح الدعوة لعقد مؤتمر للأقطاب العرب.

- سؤال: نظراً لأن مناقشات مؤتمر أقطاب العرب والقرارات التى اتخذها قد أحيطت بطبيعة الحال بالسرية، فإننى أكون شاكراً يا سيدى  لو تفضلتم بالإدلاء بتصريح عن نتائج المؤتمر؟

* الرئيس: لقد كان هذا المؤتمر - كما تعلم - أول مؤتمر عربى فى نوعه وضخامته، وسيكون الأول فى سلسلة من اجتماعات مماثلة، فقد قررنا العودة إلى الاجتماع فى أغسطس من العام الحالى بمدينة الإسكندرية، كما اتفقنا على أن نجتمع مرة كل سنة فى نطاق جامعة الدول العربية، التى بُعثت الآن فى شكل يكاد أن يشبه شكل اتحاد كونفيدرالى غير مقيد؛ وذلك عن طريق وقوف العرب فى جبهة واحدة لمواجهة الخطر المشترك، وكل ذلك لصالح القضية العربية.

نأتى بعد ذلك إلى المكاسب الملموسة التى حققها المؤتمر: وأولها قرارانا بتنفيذ خطة تحويل مضادة لاستخدام مياه نهر الأردن لصالح الدول العربية التى تقع هذه المياه داخل أراضيها، وتملك حق الاستفادة منها. وقد نظمت المشروعات وأعدت الأموال اللازمة لهذا الهدف، وسيبدأ تنفيذ الخطة فى وقت قريب جداً.

وسيترتب على ذلك أن نواجه مشكلة تالية أكبر وهى رد الفعل الإسرائيلى؛ لأننا حالما نشرع فى إنجاز مشروعنا للتحويل المضاد، ستتجه إسرائيل إلى استخدام القوة، وقد سبق أن هددت فعلاً بشن هجوم علينا، ونحن نعرف أن قيادتها العسكرية أعدت خطة لمهاجمة الدول العربية الواقعة على ضفاف نهر الأردن، والتغلب عليها الواحدة بعد الأخرى عن طريق توجيه حملات ضخمة مركزة على كل دولة على التوالى، وكان علينا أن نواجه هذه الاستراتيجية، وأن نقمعها قبل أن تخطو أية خطوة أخرى.

ومن أجل هذا الهدف كان أوجب واجباتنا هو الوحدة، وخصوصاً الوحدة العسكرية لجميع قوات الدفاع العربية، واتفقنا على تنفيذ هذه الوحدة الدفاعية عن طريق إقامة قيادة عسكرية موحدة، ومقر عام مركزى يقوم بمهمة تنسيق العمل بين الجيوش العربية، وإدارة للتوجيه، وصندوق مشترك لتمويل نفقات الدفاع. وكان هذا هو أخطر قرار للمؤتمر؛ لأنه كان من الواجب علينا مواجهة العدو كلنا مجتمعين. وأنت تعلم أننا خضنا معارك حرب فلسطين الأخيرة وتعلمنا دروسها المريرة، فقد هزمنا بسبب الفرقة وانعدام التنسيق، وضعف التنظيم والتوجيه من جانب القيادة، والفساد والتقصير، لقد جاءتنا الهزيمة من الداخل بسبب عدم التنظيم، ونحن لا نريد أن نكرر أخطاء عام ١٩٤٨.

- سؤال: ولكن هل تكفى الوحدة العسكرية يا سيادة الرئيس بدون ألزم قاعدة لها وهى القاعدة الاقتصادية؟

* الرئيس: أنت على حق، فإننا عندما نقرر ضم مصادرنا وتعبئتها فى جبهة واحدة، نتوقع أن يتلو ذلك ضم سائر الإمكانيات الأخرى، فنحن نحتاج إلى التعاون الاقتصادى، بل وإلى التعبئة الاقتصادية. فإذا هاجمتنا إسرائيل، تحتم على الدفاع العربى بالضرورة أن يقف على مستوى الحرب الشاملة التى قد تتضمن توقيع عقوبات لا على إسرائيل وحدها، وإنما على الذين يساندونها فى العدوان وحلفائها فيه.

- سؤال: إنك الآن يا سيدى تمس أكثر المشاكل حساسية للدفاع العربى، فهل أُجرى تقدير اقتصادى وعلمى سليم لقوة العرب فى المجال الاقتصادى؟ أعنى ما نوع العقوبات التى يمكن فرضها على الدول الصديقة لإسرائيل والمعادية للعرب فى حالة النزول إلى المعركة؟

* الرئيس: نحن ندرك تماماً قوة العرب الاقتصادية والاستراتيجية، ولكن أؤثر لهذه القوة أن تبحث عن حساباتها الدقيقة، ومن ثم فلا أريد أن أصدر أى تهديدات. أما ما تسأل عنه بخصوص إعداد تقدير سليم لقوة العرب، فهذا هو ما يقوم به خبراؤنا الآن بطريقة سديدة صائبة، وأتوقع أن تسفر دراستهم عن نتائج طيبة فى أغسطس القادم عندما يعود مؤتمر الأقطاب العرب إلى الاجتماع فى الإسكندرية.

ومن الضرورى، فى الوقت ذاته التحقق من أنه إذا هددتنا حليفات إسرائيل بأى إجراء - كما فعلت بعضها أثناء حرب السويس - فإننا سنكون أيضاً قادرين على الرد الرادع.

- سؤال: لا شك أنه سيكون من المفيد لجميع الدول المعنية أن تعرف مقدماً اتجاه تفكيركم يا سيادة الرئيس.

* الرئيس: إن من مصلحتنا - قبل أى اعتبار آخر - أن نعرف مدى القوة العسكرية والقدرة الاقتصادية التى فى حوزتنا، وعندما يحل شهر أغسطس القادم ستكون بين أيدينا تقديرات سليمة ودقيقة لكافة قدراتنا؛ إلا أن الأهم من ذلك كله هو الوحدة، فكما قلت لك مراراً : إن كل شىء يتوقف على وحدة العرب؛ ولست أقصد الوحدة الدستورية، فلقد تكون المصاعب فى وجه تحقيقها الفورى؛ ولكن أقصد وحدة العمل التى قد تكون مقدمة إلى وحدة الهدف.

أقصد التضامن القومى العميق الواسع النطاق، الذى يكفى لمواجهة العدو ومحاربته فى آن واحد، ولقد كان أول واجب لنا إزاء هذا الهدف هو وقف خلافاتنا الداخلية وتصفية منازعاتنا، واستئناف علاقاتنا الودية. وكانت هذه المهمة بين ما تحقق من نتائج المؤتمر، لقد حاولنا أن نخلق جبهة عربية موحدة، وفى ظنى أننا خطونا إلى النجاح .

ولقد وافقت جميع الدول العربية الثلاث عشرة على الارتفاع فوق منازعات السنوات الماضية. وكنا نحن - وفد الجمهورية العربية المتحدة - الذين أخذنا زمام المبادرة فى إنهاء خلافاتنا واستئناف العلاقات الودية مع إخوتنا الملوك والرؤساء، وكان هذا أول رد لنا على إسرائيل، وقد تحققت من جديته وخطورته، فلم تعد تسخر من تفرقنا أو تضحك من منازعاتنا، وإنما على العكس تشكو وتستعدى.

- سؤال: هذه هى أحسن شكوى يمكن أن يطلبها العرب، وبهذه المناسبة يا سيادة الرئيس هل تعتقد أن بعض القوى لا تزال تتصيد المتاعب فى المياه العربية؟

* الرئيس: نعم، ففى خلال الحرب الأخيرة التى تعرضت لها الثورة الشعبية فى اليمن وجدنا أن بريطانيا تساعد وتحرض الذين طردهم شعبهم خارج أرضه، بل ولم تكن بريطانيا فى ذلك وحدها.

- سؤال: إذا سمحتم لى يا سيدى بالانتقال إلى الحديث عن الروح الحقيقة للتعايش السلمى، فإننى أريد أن أبدى ملحوظة تمس خلافاً دولياً هاماً أثاره "شواين لاى" - رئيس وزراء الصين - خلال زيارته الأخيرة لبعض الدول العربية والإفريقية والأوروبية، ففى القاهرة والجزائر اشترك "شواين لاى" معكم فى الإشادة بمبدأ عدم الانحياز والتعايش السلمى، ولكنه فى تيرانا تغيرت النغمة، فكيف يمكن التوفيق بين البيانين المشتركين اللذين صدرا فى القاهرة والجزائر، وبين البيان الذى صدر فى تيرانا؟

* الرئيس: من الطبيعى أن يبدو البيان الصينى - الألبانى المشترك مختلفاً فى لهجته ومضمونه واهتماماته عن البيانات المشتركة الصينية - العربية؛ ذلك لأن العالم العربى يختلف تماماً فى نظرياته السياسية وعلاقاته الدولية عن ألبانيا؛ فإن الصين وألبانيا - كما ترى - حليفتان شيوعيتان متقاربتان للغاية، فى حين أن علاقة الجزائر أو الجمهورية العربية المتحدة مع الصين تقوم على أساس الصداقة غير المنحازة واستقلال كل دولة بنفسها.

والبيانات المشتركة التى ذكرتها تظهر هذا الاختلاف الأساسى فى فلسفات الدول المختلفة، فمثلاً تضمن البيان المشترك الذى أذيع فى تيرانا، إبرازاً للمنازعات الأيديولوجية مع روسيا ويوجوسلافيا التى تقف فيها إلى جانب الصين.

ولكن علاقتنا مع يوجوسلافيا وروسيا على أحسن ما تكون من الصداقة والود؛ لذلك فإن هذه المسألة لم تذكر أو تناقش هنا، فقد كنا أكثر اهتماماً بالمشاكل الآسيوية والإفريقية، على وجه الخصوص بالنزاع الصينى - الهندى، وقد تباحثت مع "شواين لاى" فى هذا الشأن لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة فى نفس هذه الحجرة.

وكانت وجهات نظر كثيرة واهتمامات متعددة حول بعض المسائل مثل عدم الانحياز ودوره فى السياسة العالمية، والنضال ضد الاستعمار، والسلام والحرب، وأعتقد أننا وصلنا إلى التقاء فى وجهات النظر له أهميته، تجلى فى البيان المشترك عن المحادثات.

- سؤال: هل سيعقد مؤتمر قريب للدول غير المنحازة؟

* الرئيس: نأمل أن يعقد فى الخريف، ربما فى سبتمبر أو أكتوبر، وفى خلال الفترة المتبقية على انعقاده يمكن أن تجتمع لجنة تحضيرية من جميع الدول الأعضاء التى حضرت المؤتمر السابق فى بلجراد فى القاهرة أو فى أى مكان آخر للاتفاق على مكان عقد المؤتمر، وعلى توجيه دعوات لمزيد من الدول وغير ذلك من المسائل الأخرى.

( وفى خلال فترتى ما قبل الحديث وما بعده.. تحدث الرئيس جمال عبد الناصر - بتأثير واضح - عن "جواهر لال نهرو"  قائلاً :)

حقاً "نهرو" واحد من أعظم زعماء العالم، وإننى أشعر نحوه دائماً بالتقدير والإعجاب، ولقد آلمنى أن أسمع أنباء مرضه، وسررت لأنه يتماثل الآن للشفاء، وأبتهل إلى الله أن يمد فى عمره لسنوات عديدة، وأن يمنحه الصحة حتى يكمل ويعزز عمله الطيب من أجل الشعب الهندى.