الجلسة الرابعة والعشرون

 

للّجنة المركزية

للاتحاد الاشتراكى

 

 

( الأربعاء 19 من جمادى الأولى سنة 1390 هـ ، الموافق 22 من يولية سنة 1970م )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاتحاد الاشتراكى العربى

    اللجنة المركزية

 

محضر الجلسة الرابعة والعشرون

 

     اجتمعت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى، برئاسة السيد الرئيس جمـال عبد الناصر رئيس الجمهورية، وحضور السادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا، فى الساعة السابعة والدقيقة الأربعين من مساء الأربعاء 19 من جمادى الأولى سنة 1390 هـ ، الموافق 22 من يولية سنة1970.  

     وقد حضر جميع السادة الأعضاء ، عدا :

 

     من السادة الأعضاء الأصليين :

     1 - أحمـــد الخواجــــة                2 - أمـين حـامـد هويـدى

     3 - سعـد أحمــد عيـــد                 4 - عبـد السلام سليمان إسماعيل

     5 - عبد العزيز أحمد عبد الرحيم                  6 - د. محمـد حلمــى مـراد

     7 - محيى الدين عبد الوهاب متولى                 8 - نصر الدين أحمـد مصطفـى

 

     ومن السادة الأعضاء الاحتياطيين :

     1 - أبو الخير سيد أحمد عبد الحميد               2 - أحمـد فـؤاد محمـود عمر

     3 - م . أمـين حلمــى كامـل               4 - د. محمـد زكـى شافعـى

     5 - محمـود فهمـى النقراشـى

 

السيد / الرئيس :

     جـدول الأعمال .. إفتتاح الجلسة .. ثم بحث المـوقف السياسى والعسكرى .

 

 

 

     الحقيقة أود أن أشكركم على البرقية التى استلمتها منكم فى موسكو، ونرجو الله أن يوفقنا بحيث نحقق كل الأمانى .. باقول أنا جت لى برقية من اللجنة المركزية وأنا موجود فى موسكو .. أود فى أول لقاء معكم أن أشكركم على هذه البرقية، وأرجو الله أن يوفقنا على تحقيق الأمانى كلها.. اللى عبرتم عنها بالنسبة لبلدنا .. وبالنسبة لشعبنا .

     الحقيقـة السبب فى طلب هذا الاجتماع - أو عقد هذا الاجتماع قبل المؤتمر بيوم - هو أن نكون على بينة من كل الأمـور وكل التفصيلات لغاية الآخر. والحقيقة السبب الأساسى الذى دعانى إلى طلب عقد هـذا الاجتماع .. هـو ما عُبِّر عنه بالمبادرة الأمريكية .. وموقفنا من هذه المبادرة .

     هُوَّ احنا من سنة 1967 سرنا على أساس أن يكون هناك عمل سياسى .. وفى نفس الوقت نبنى قواتنا المسلحة، حتى نستطيع أن نحرر الأرض اللى فقدناها فى سنة 1967 .

     وكان من الواضح لنا أن العمل السياسى مُكَمِّل - بل ضرورى ولازم - أثناء بناء القوات المسلحة. ثم حينما عرض قرار مجلس الأمن فى نوفمبر سنة 1967 .. احنا وافقنا على هذا القرار، وأنا أعلنت هذا فى اجتماع فى مجلس الأمة فى اليوم التالى، ولكنى قلت - برضه فى الآخر - إن احنا سنسير على مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة .

     واحنا كنا متوقعين من سنة 1967 ان الموضوع حَيْطَوِّل، وكان تقديرنا ان يارنج حيقعد سنة ونصف بدون رد، على أساس أن هناك قرار بوقف إطلاق النار وغير مرتبط بالانسحاب، وهذا يلائم إسرائيل .. وعلى أساس أن إسرائيل تشعر بأن عندها تفوق، وطالما عندها تفوق لماذا تترك الأراضى المحتلة؟.. وعلى أساس نوايا إسرائيل التوسعية .. وعلى أساس أعمال أمريكا فى القضاء علـى أوضاعنا .. إن لم يكن عسكرياً، فسياسياً أو اقتصادياً .

     احنا النهارده فى السنة الرابعة .. كلكم بتعرفوا جميع التفصيلات اللى حصلت من سنة 1967 لغاية دلوقتِ بالنسبة للمشاريع .. بالنسبة للمشاريع الأمريكية احنا ماردِّيناش عليها، مثلاً مشـروع روجرز له بتاع سنة .. كان بتاريخ ديسمبر فى العام الماضى .

     وكنا دائماً - الحقيقة - بنقول إن احنا مش عايزين ندخل فى حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأننا لا نثق فى الولايات المتحدة الأمريكية، ونعتقد أن الولايات المتحدة موقفها غير متوازن .. وغير متعادل .

 

 

 

 

     لَمَّا جَهْ سيسكو أخيراً هنا .. قال إن هُمّ عايزين يتكلموا معنا مباشرة .. مش عايزين يتكلموا معنا من خلال دوبرنين .. أو من خلال الاتحاد السوفييتى ، وأنا كان ردى - له كده بكل بساطة وصراحة - ان احنا لا نستطيع أن نثق فيكم، لأن هدفكم هو الوقيعة بيننا وبين الاتحاد السوفييتى .. واحنا دولة صغيرة .. وانتم دولة كبيرة جداً، واحنا مش حنقدر عليكم بالنسبة لكل الأساليب اللى عندكم، ويمكن اللى يقدر عليكم - فى كل هذه النواحى - هو بس الاتحاد السوفييتى .

     الحقيقة دى كانت استراتيجيتنا السياسية، واحنا هنا عارفين هذا الخطر ، هو كان رده إن جَرَّبُونَا مرة .. وحاولوا معنا .. واحنا مخلصين فى هذه الأمور .

     طبيعى هذه الزيارة فى المرحلة الجديدة اللى احنا فيها النهارده .. فيه مرحلة جديدة بنقدر نقول إننا بِنْمُرّ بها فى الشرق الأوسط، تبدأ من أول أبريل سنة 1970.. اللى هى المرحلة اللى وصل فيها الطيارين الروس، على أساس انهم يأخذوا واجب مساعدتنا فى الدفاع عن البلد ضد غارات العمق .. على أساس وصول جنود سوفييت يشتغلوا على الصواريخ .

     فى يناير اللى فات أنا ذهبت لموسكو .. وبعد أن ابتدأ الضرب فى العمق .. الحقيقة طلبت منهم مساعدة .. بعد نقاش طويل هُمّ وافقوا يِدُّونا المساعدات، ولكن بنحتاج مدة طويلة علشان نتدرب عليها .

     إذاً معنى هذا ان احنا ممكن نأخذ صواريخ سام 3، ولكن حنقعد 7 أو 8 أشهر بننضرب لغاية ما يتدرب أولادنا على استعمالها. وكان هناك إلحاح أيضاً على أساس ان احنا عندنا طيارات أكثر من الطيارين.. وعلى أساس ان الاتحاد السوفييتى يشترك معنا بطيارات - بعلامات مصرية - فى الدفاع عن العمق . وافق الاتحاد السوفييتى على هذا الموضوع .. هذا الموضوع - الحقيقة - من الناحية الاستراتيجية يعتبر نقطة تحول كبيرة .

     احنا قلنا لهم : احنا مش عايزين تحاربوا لنا، احنا اللى حنقوم بالتحرير، والعمل السوفييتى كلـه هو عمل غرب قناة السويس، على أساس ان أول أولادنا ما يتموا التدريب يأخذوا الصواريخ من الجنود السوفييت ، ونقوم احنا بالدفاع كله .

     هنا فيه عامل جديد ظهر فى أزمة الشرق الأوسط، وأظن بتتبعكم لِماَ يُنْشَرْ .. سيتبين لكم أن هناك أبعاداً جديدة ظهرت فى الموقف. هناك أيضاً قلق فى أوروبا الغربية .. وهناك قلق فى أمريكا.. وهناك أيضاً قلـق فى إسرائيـل لسبب بسيط جداً هو أن الاتحاد السوفييتى طالما تحرك بهـذا الشكل

 

 

 

 

لا يمكن إنه حيسلم أو يقبل أن يُهْزَم أمام إسرائيل .. ومساعدات أمريكا لإسرائيل، حتى ولو حصلت مواجهة مع أمريكا .

     طبعاً فيه ناس حاولوا يمثلوا هذا بكوبا، ولكن فيه فرق كبير بين كوبا والعملية دى .. فى كوبا كان موجود صواريخ ذرية تهدد أمريكا، أما كل الأسلحة الموجودة عندنا عادية .. هو كل الاتفاق اللى تم مع الاتحاد السوفييتى كان على أساس عملية دفاعية، ومن هنا ظهر العامل الجديد .

     النهارده رَدِّى - لَمَّا قالوا الأسلحة الروسية اللى عندنا - ان كل الاتفاق اللى تم مع الاتحاد السوفييتى على أساس عملية دفاعية .

     فى مايو اللى فات انكشف موضوع الطيارين الروس، لأن طبعاً الطيارين الروس لَمَّا بيطلعوا فى الجو بيتكلموا مع بعضهم روسى، وسهل قوى عند إسرائيل انهم يسجلوا الأصوات .. ويعرفوا من اختلاف الأصوات فيه كام طيار موجودين فى مصر .

     وحصلت الحملة الدعائية الكبيرة اللى كانت قبل أول مايو، وعلى هذا الأساس فى أول مايو كان الخطاب اللى أنا قلته كان مُوَجَّه للتهدئة .. وماكانش فيه تهديدات، لكن كان الخطاب ان احنا مستعدين ننفذ قرار مجلس الأمن، فهل إسرائيل مستعدة تنفذ قرار مجلس الأمـن ؟ .. والرسالة كانت موجهة لمستر نيكسون، وانتم عارفين كل هذا الموضوع .

     حصلت اتصالات بعد هذا الخطاب وقالوا إنهم بيدرسوا، وبعد كده بعتوا الرد اللى هو موجود اليوم .. ونشر اليوم فى جريدة الأهرام .

     الحقيقة كان لازم نأخذ موقف فى المواجهة ، هل نرد على أمريكا.. أو مانردش زى الدور اللى فات ؟ كان من الواضح أنه لابد أن نرد فى هذا .. لأن العملية النهارده بتنقلب عالمياً على أساس ان احنا عايزين الحرب، بدل ما كانوا بيقولوا: إن إسرائيل هِىَّ اللى انتصرت الانتصار الكبير فى حرب الأيام الستة .. بدل ماكانوا بيقولوا : إن الحرب اللى أنهت جميع الحروب فى سنة 1967، أخيرا بيقولوا : إن إسرائيل مهددة .. رَمْى إسرائيل إلى البحر.. نيكسون طلع بنفسه اتكلم على ان العرب بيهددوا إسرائيل وبيرموها إلى البحر .

     وعلى هذا الأساس كان من الواضح أن نرد على روجرز رد موضوعى . إيه اللى جد فى جواب روجرز ؟ .. هو مقترح عدة اقتراحات :

     الاقتراح الأول: هـو وقف إطلاق النار بين مصـر وإسرائيل لمـدة 3 أشهر .. بين مصر بس

 

 

 

 

وإسرائيل، لأن الأردن لم تلغ وقف إطلاق النار..وسوريا لم تلغ وقف إطلاق النار. احنا اللى أعلنّا فى مايو اللى قبل اللى فات بدء حرب الاستنـزاف .. وإنهاء وقف إطلاق النار، إلاَّ إذا كان هناك نص على الانسحاب .

     الكلام اللى فى النقطة الثانية : تنفيذ قرار مجلس الأمن بكل أجزائه .

     النقطة الثالثة : عودة يارنج للاتصال بالأطراف كما كان فى الماضى .. اللى هو إقـرار الأطراف بسلامة، واستقلال، ووحدة الأراضى الموجودة .

     النقطة الرابعة : هى أن تعلن إسرائيل الانسحاب وفقاً لقرار مجلس الأمن من الأراضى المحتلة. ترجمتنا احنا بتقول من الأراضى المحتلة، الكلام الانجليزى بيقـول from occupied territories يعنى بيقولوا: "من أراضٍ محتلة"، لكن المقدمة بتاعة قرار مجلس الأمـن هـى :"عـدم الموافقة على احتلال أى أرض بالقوة " .

     بعد دراسة هذا الموضوع وجدنا ان موقف إسرائيل .. والتزاماتها .. وموقفها الداخلى اللى هو يمثل وحدة وطنية بين جميع الأحزاب .. والخلافات الموجودة فى داخل مجلس الوزراء الإسرائيلى.. موضوع يستحق أن نضعه فى الحسبان .

     فيه ست وزراء - داخل مجلس الوزراء الإسرائيلى - ضد أى كلام عن الانسحاب، اللى يمثـلوا حزب يمينى ، وحزب جاحال .. فيه أيضاً الحزب الدينى .. فيه منهـم اثنين ، أعتقد أيضاً انهم بيرفضوا أى شىء عن الانسحاب .

     الحكومة الإسرائيلية نفسها حتى الآن لم تتفق على طريقة تنفيذ قرار مجلس الأمن، لأن للاتفاق على طريقة تنفيذ قرار مجلس الأمن لابد ان الحكومة تنفك، ويبقى فيه ناس فى المعارضة وناس فى الحكم .

     فإذا أعلنت إسرائيل أنها توافق على الانسحاب من الأراضى المحتلة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967، معنى هذا أن فيه تحرك جديد من جانب إسـرائيل، لأن إسـرائيل رفضت دائماً أن تفسر قرار مجلس الأمن ، وقالت : قرار مجلس الأمن ليس إلاَّ نوع من جدول أعمال بنحطّه.. ونتفاوض مفاوضات مباشرة .

     حينما يقبل العرب التفاوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل يبقى الوضع مختلف ، المعلومات اللى عندنا انهم مايقدروش يعملوا خطة، لأن لا يمكن للحكومة انها تتفق .. ولا يمكن للأحزاب انها تتفق .

 

 

 

 

     إذاً أسهل حاجة بالنسبة لإسرائيل هو رفض الاقتراحات، ولكـن كان فى رأينا ان الأمـريكان حيستنّوا .. على أساس ان احنا مش مستعدين نعمل حوار معاهم، ويعلنوا ان مصر هى اللى رفضت المقترحات .. وده أصلح لإسرائيل، ويبقى لهم مبرر قدام الرأى العام العالمى .

     الحقيقـة لَمَّا بحثنا هـذه المبادرة بالنسبة لنا .. لقينا ان مافيهاش أى جديد بالنسبة لنا، فهو (1) يطالب بتنفيذ قـرار مجلس الأمن، وان يارنج يستأنف مهمته، ووقف إطلاق النار لمدة محددة . واحنا فى الحقيقة سبق أن وافقنا على تنفيذ قـرار مجلس الأمـن، ووافقنا على يارنج، ونرحب به على الدوام .

     بالنسبة لوقف إطلاق النار، قلنا: إن قرار وقف إطلاق النار مرهون بقبول إسرائيل قرار مجلس الأمن، اللى يتلخص فى الانسحاب .

     أما وقف إطلاق النار لـ 3 شهور بالنسبة لإسرائيل .. ففى الحقيقة يبقى قرار صعب، لأن إسرائيل عندها قرار مجلس الأمن كان بينص على وقف إطلاق النار إلى مدى غير محدد، ده اللى إسرائيل بتطالب به النهارده . لو نوافق على وقف إطلاق النار لمدة 3 شهور وفقاً لهذا الكلام، يبقى معناه أن إعادة استئناف القتال بعد انتهاء الثلاثة شهور ليس انتهاكاً لقرار مجلس الأمن ، زى ما كانوا أيضاً بيقولوا على القرار اللى فات .

     طبعاً هذا القرار علشان يُنفذ لازم نوافق عليه .. ولازم إسرائيل أيضاً توافق عليه . إذا إسرائيل وافقت .. معنى هذا أنها تتراجع فى بعض نقط معينة - وخصوصاً إعلانها للانسحاب - وهذا يعتبر مكسب سياسى لنا .. ويعتبر تحرك فى الموقف من أجل الحل السياسى، ويكون بداية تراجع لإسرائيل، لأن لغاية دلوقتِ مافيش أى تراجع . فإسرائيل من سنة 1967 لغاية دلوقتِ .. معروف من تصريحات قادة إسرائيل .. وتصريحات الوزراء ورئيسة الوزراء انهم لا يمكن يتكلموا فى موضوع الانسحاب بأى شكل من الأشكال، ولكن هُمّ لَمَّا كانوا بيتكلموا مع يارنج كانوا لا يشيروا إلى موضوع الانسحاب، وكنا نقول له : ما رأى إسرائيل بالنسبة للانسحـاب ؟ .. يـرد ويقول انهم بيقولوا: إن إعادة وضع القوات هو تعبير إنجليزى .. حنحطّه ونطرحه حينما نجلس للتفاوض المباشر .

     نيكسون لغاية امبارح بيقول إنـه مِأَخّر تزويد إسرائيل بالطيارات فى انتظار رَدِّنا ، وقال لأن إذا

ــــــ

(1)  أى روجرز .

 

 

 

 

مارديناش عليهم .. زى ما عملنا فى روجـرز.. ليس أمامهم إلاَّ انهم يدوا إسرائيل الطيارات، وده معناه ان احنا مش عايزين حل سلمى أو سياسى، وإقامة سلام فى المنطقة، وحق كل دولة فى الحياة داخل حـدود آمنـة معترف بهـا، وقالوا: إن هناك صعوبة أن تقبل - أو تستجيب - إسرائيل لكل ما يُطلب منها. وأضاف [ روجرز ] إن المشروعات التى قُـدِّمت لا تستبعد سوريا .. وهـذا تعليق على خُطبتى فى بنغـازى، ويكفـى أن تعلـن سوريـا قبولهـا للقـرار، عندئذ يمكـن إدخـالها فى موضوع التسوية .

     أشار بعد هذا إلى [ ما ذكرته ] عن حقوق الفلسطينيين ، وقال: إنهم فى الواقع أقوى مما كانوا عليه فى الماضى، وقد ترون التشاور معهم فى شأن حل المشكلة، أو أن يدخل الفلسطينيون فى إجراءات الحل بأى وسيلة، وأضاف إنهم مستعدون لسماع أى رأى لهم .

     وأشار إلى أنه يريد أن يغطى موضوعاً يتعلق بالمباحثات الرباعية [بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى وبريطانيا وفرنسا ] بأنه إذا قُبِلَتْ هذه المبادأة فسوف يدعم ذلك المباحثات الرباعية الجارية، وقد تصل بها إلى تحقيق الأهداف المرجـوة. وفى حالة رفض المبادأة الأمريكية، فإن ذلك قد يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر فى موقفها من المحادثات الرباعية، وذكر بأنه لا يمكن تحقيق اتفاق دون أن تمارس الولايات المتحدة ضغطاً على إسرائيل .. وهى تفعل ذلك الآن .

     تحدث بعد ذلك عن رأى الولايات المتحدة فى الانسحاب .. فى أنه يستند أساساً إلى مبدأ عدم اكتساب أراضٍ عن طريق الحرب . دى أول مرة هُمّ الحقيقة بيتكلموا كلام بهذا الشكل - كما جاء فى القرار - وهم يبحثون عن صيغة تحقق تنفيذ هذا المبدأ، وقَدَّموا عدة مشاريع لحل المشكلة التى لازال يشملها التعقيد . وأضاف أنه لا يمكن استبعاد إسرائيل عن تسوية الأوضاع فى غزة والقدس، لأن موضوع السيادة عليهما لم يُحَلّ بعد، وسبق أن أعلنوا آراءهم - فى المستندات التى قَدَّموها - بأن تظل غير مقسمة - هذا فى مشروع روجرز - على أن يكون لكل من إسرائيل والأردن دور فى إدارتها، وأن يكون هناك تعديلات طفيفة . وتفسيرهم لهذه التعديلات أنها تمس النواحى الإدارية ،     فمثلاً إذا كان فيه طريق .. وطلع منه حتة فى البلد دى .. أو حتة فى البلد الأخرى، يمكن يحصل تعديل، على أساس أن تكون هذه التعديلات تعديلات متبادلة .

     أما سوريا، فإنهم يرون النظر فى شأنها بعد إعلان قبولها لقرار مجلس الأمن .

     قـرار مجلس الأمن بتاع سنة 1967 بيقول : إن مجلس الأمن وهو يعرب عن الاهتمام المستمر

 

 

 

 

بالموقف الخطير فى الشرق الأوسط، ويؤكد عدم إمكانية الحصول على أراضٍ بواسطة الحرب، وضرورة العمل من أجل إقامة سلام عادل ودائم ، يمكن لكل دولة فى المنطقة أن تعيش فى ظله فى أمان، ويؤكد أيضا أن جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة قد أخذت على عاتقها .. وفقاً للمادة الثانية من الميثاق :

     أولاً : يؤكد أن تنفيذ مبادئ الميثاق يتطلب إيجاد سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط ، على أساس انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتها فى الصراع الأخير (1).

     ثانياً : إنهاء كل الحرب (2) وحدة أراضيها .. وحقها فى أن تعيش فى سلام داخل حدود معترف بها. وكمان حرية الملاحة، وتحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وضمان عدم انتهاك أراضـى أى دولة، ويطلب من السكرتير العام أن يعين ممثل .

     إذاً كل - الحقيقة - الكلام الموجود فى هذه المبادرة الأمريكية وافقنا عليه قبل كده ، ولكن كان حيبقى الموضوع موضوع مبدأ، هل سنرد على أمريكا .. أم لا نرد على أمريكا ؟ .. احنا عملنا الرد.. وردِّينا على أمريكا بالنسبة للموضوع، على أساس اننا لا نعطى فرصة بأى شكل من الأشكال للولايات المتحدة علشان تعطى سلاح لإسرائيل .

     الرد أننا نقبل وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر .. وأننا نقبل تنفيذ قرار الأمم المتحدة .. وأننا نقبل أن يارنج ييجى المنطقة ونتكلم معاه ، أو فى نيويورك يمكن مندوبنا هناك يتكلم معاه . والنقطتين الأخيرتين اللى هما الإقرار والاعتراف بحق كل دولة فى الحياة إلى آخر هذا الموضوع .. أيضاً نقبله، وهذا موجود فى قرار مجلس الأمن، وأيضاً انسحاب القوات الإسرائيلية .

     إيـه رد الفعل اللى حيبقى بعد كده؟.. فى تقديرنا أن الموقف يكون صعب جداً لإسرائيل .. فى تقديرنا أن إسرائيل لا تستطيع أن تقبل وقف إطلاق النار لمدة ثلاث أشهر .. فى تقديرنا انهم كانوا مستنيين ان احنا اللى نرفض .

     بعدين فى تقديرنا أنه سيكون من الصعب على إسرائيل أن تعلن مسبقاً عن الانسحاب، وإذا أعلنت عن الانسحاب .. فستحاول أن تشوه فكرة الانسحاب .

____________________

(1)    الترجمة العربية تختلف عن الترجمة الإنجليزية .

(2)     مكان النقاط الثلاث ( ) ناقص فى الأصل .                                                                               

 

 

 

 

     فى تقديرنا أيضاً - يمكن بنرجع دلوقت للمشكلة من الأول، لأن هذا الكلام كله ابتدأناه سنة 1967.. ودلوقت احنا سنة 1970- هل يارنج حيقدر يصل إلى نتيجة سريعة .. ولاّ لأ؟ .. فى رأينا أن العملية ستكون فى منتهى الصعوبة .

     كان ردنا على وزير الخارجية الأمريكى هو :

     " عزيزى السيد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، لقد تلقيت رسالتكم المؤرخة 19 يونيو، والتى أشرتم فيها إلى خطورة الوضع، وإلى أن مصلحتنا المشتركة تقضى بأن تحتفظ الولايات المتحدة وتنمّى علاقات الصداقة مع كل شعوب ودول المنطقة، وأبديتم استعدادكم للقيام بدوركم فى هذا الشأن، كما طالبتم الآخرين بضرورة التحرك معكم واغتنام هذه الفرصة .

     وقد أشرتم كذلك فى رسالتكم إلى الوسيلة الأكثر فعالية للتوصل إلى تسوية، وهى أن تبدأ الأطراف العمل تحت إشراف السفير يارنج، للتوصل إلى الخطوات التفصيلية اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242، الصادر فى 22 نوفمبر سنة 1967.

     وجدير بالذكر أننا كنا نطالب دائماً - كما كان يطالـب جميـع أصدقاؤنا، وفى مقدمتهم الاتحاد السوفييتى - بضرورة العمل على إنجاح مهمة السفير يارنج فى تنفيذ قرار مجلس الأمن، وكنا.. وكان جميع أصدقاؤنا معنا نبذل - ولازلنا نبذل - كل الجهود من أجل تحقيق ذلك، وأن خطورة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط ترجع إلى قيام إسرائيل بعدوانها واحتلالها الأراضى العربية، وأن استمرار احتلال إسرائيل للأراضى العربية، وإصرارها على اعتداءاتها على الشعوب العربية ، أمر يدفع الموقف إلى مزيد من التدهور .

     وأن انسحاب إسرائيل من كافة الأراضى العربية التى احتلتها - نتيجة لعدوانها على الدول العربية فى 5 يونيو سنة 1967 - أمر أساسى لتحقيق السلام فى المنطقة . وأن تحرير الأراضى العربية ليس فقط حق طبيعى .. بل هو واجب وطنى، وقد أكد هذا الحق ميثاق الأمم المتحدة الذى ارتبطنا به جميعاً، كما عززه قرار مجلس الأمن الذى أكد عدم شرعية ضم الأراضى عن طريق الحرب، والذى أشار كذلك إلى وجوب احترام السيادة والسلام لجميع دول المنطقة .

     وأن شعب الجمهورية العربية المتحدة الذى يعمل من أجل التنمية والبناء لرفع مستوى معيشته، يهمه فى الدرجة الأولى تحقيق السلام، إذ أن الحرب تعرقل خطوات البناء والتعمير .

     هـذا وإننى أود أن أؤكد لكم أن الجمهورية العربية المتحدة لا يوجد لديها أى أهداف توسعية،

 

 

 

 

وذلك على عكس إسرائيل التى تسعى للتوسع وضم الأراضى العربية، وقد أعلن قادتها أنهم جميعا فى حربهم من أجل التوسع، ولازالوا يعلنون حتى اليوم فى تصريحاتهم المتتالية عن نيتهم لضم الأراضى العربية لإسرائيل .

     كما أنه ولاشك من المهم أن يتحقق ما ذكرتموه عن رغبة الولايات المتحدة فى تنمية علاقات الصداقة مع كل شعوب ودول المنطقة، ونحن نعتقد أن ذلك يساعد على توطيد السلام فى المنطقة، وكان من الممكن أن يتحقق ذلك لو أن الولايات المتحدة الأمريكية اتبعت سياسة متوازنة تماماً .

     وإننى لعلى يقين من أنكم تدركون أن استمرار تجاهلكم لحقوق شعب فلسطين - الذى شردته إسرائيل من وطنه ودياره - لا يمكن أن يساعد على إقرار السلام فى المنطقة، وإنه من الضرورى الاعتراف بحقوق شعب فلسطين العادلة المشروعة وفق قرارات الأمم المتحدة ، حتى يمكن أن يسـود السلام فى منطقة الشرق الأوسط .

     وعندما أصدر مجلس الأمن بالإجماع قراره فى 22 نوفمبر سنة 1967 ، أتاح للمجتمع الدولى بذلك فرصة لإحلال السلام فى المنطقة، إلاَّ أن إسرائيل رفضت هذا القرار، وحالت بذلك دون تحقيق السلام فى ذلك الحين، الأمر الذى نتج عنه استمرار الحرب حتى وقتنا هذا . ولذا فقد كان موضع اهتمامنا قولكم : ضرورة اغتنام الفرصة المتاحة الآن، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما كنا ننادى به منذ نوفمبر عام 1967، وكنا نأمل أن يتم إقرار السلام منذ ذلك الحين.

     وإننى أود أن أؤكد لكم أننا مازلنا نؤمن بأن السلام يمكن أن يتحقق بتطبيق الحل الذى أقره مجلس الأمن فى 22 نوفمبر سنة 1967. وقد حرصنا دائماً - منذ بدأ السفير يارنج مهمته فى ديسمبر سنة 1967 - أن نوضح أهمية إعلان أطراف النـزاع - بادئ ذى بدء - قبولهم لقرار مجلس الأمن، واستعدادهم لتنفيذه بكافة بنوده .

     ولقد قامت الجمهورية العربية المتحدة من جانبها بإبلاغ السفير يارنج بقبولها للقرار، واستعدادها لتنفيذه، وذلك أكثر من مرة .. وفى أكثر من وثيقة. كما أنها أعلنت ذلك رسمياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تترك الجمهورية العربية المتحدة أى فرصة دون أن تعلن التزامها بهذا الموقف .      وقد تعاونت الجمهورية العربية المتحدة تعاوناً كاملاً مع السفير يارنج، وبذلت كل جهد ممكن لإنجاح مهمته .

     هذا ويهمنى أن أشير إلى أنه فى 9 مايو سنة 1968 تسلمت من الدكتور يارنج مقترحات شبيهة

 

 

 

 

بمقترحاتكم - والتى جاءت فى رسالتكم - وقد سلمته فى نفس اليوم رسالة أعربت فيها من جديد عن قبول الجمهورية العربية المتحدة لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه. كما أننى وافقت - تلبيةً لطلبه - على إرسال التعليمات اللازمة لممثل الجمهورية العربية المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، ليجتمع بالممثل الخاص بالسكرتير العام لاستئناف الاتصالات طبقاً لقرار مجلس الأمن، وبغرض تنفيذه .

     وقد اقترحت فى هذه الرسالة على السفير يارنج أن يضع جدولا زمنيا لتنفيذ القرار. ولقد كان من الواضح أنه لكى يستمر السفير يارنج فى تنفيذ مهمته .. فإنه كان على إسرائيل أن تعلن قبولها لقرار مجلس الأمن، واستعدادها لتنفيذه، وهو الأمر الذى لم يتحقق، بل رفضت إسرائيل إبلاغ السفير يارنج استعدادها لتنفيذ القرار، مما أدى إلى توقفه عن مزاولة نشاطه. ومن ذلك يتضح أن مسئولية عدم تمكين السفير يارنج حتى الآن من تنفيذ مهمته التى نص عليها قرار مجلس الأمن تقع على عاتق إسرائيل .

     وعندما وجدت فرنسا أن الموقف يتدهور، وأن السفير يارنج لم يعد فى استطاعته إنجاز مهمته، تقدمت باقتراحها الخاص باجتماع الدول الأربع الكبرى للعمل من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن، ومعاونة ممثل السكرتير العام على أداء مهمته، إلاَّ أن إسرائيل استمرت فى معارضتها، مما أدى إلى عرقلة أعمال الاجتماعات الرباعية .

     أما بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار الذى أصدره مجلس الأمن فى يونيو 1967 فقد عملنا على احترامه منذ البداية، إلاَّ أن إسرائيل لم تحترم هذا القرار فى أى وقت، وواصلت اعتداءاتها علـى منطقة قناة السويس .. وأغارت على مدنها .. ودمرت المنشآت الصناعية بها .

     وبصدور قرار مجلس الأمن فى 22 نوفمبر سنة 1967 الذى تضمن التسوية السلمية، أصبح قرار وقف إطلاق النار مرتبط بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما أوضحناه فى رسائلنا إلى الأمم المتحدة، إلاَّ أن رفض إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 أدى إلى مواصلة القتال، وعرقلة التسوية السلمية.   لذلك فإنـه مـن الواضـح أن قيام السفير يارنج باستئناف مهمته بنجاح يستدعى أن تعلن إسرائيل - بطريقة لا لبس فيها - عن قبولها لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه .

     كما نرى أنه حتى يمكن للسفير يارنج أن يحرز تقدماً سريعاً فى المرحلة الأولى من عمله، فإن ذلك يستدعى قيام الـدول الأربع بإعطائه توجيهـات محددة من أجل تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن،

 

 

 

 

وخاصة بالنسبة للانسحاب وضمانات السلام .

     وإننا على استعداد لأن نؤكد من جديد للسفير يارنج استعدادنا لتنفيذ كافة بنود قرار مجلس الأمن، وتعيين مندوب عنا للتباحث معه لتنفيذ هـذا القرار. ولإمكان تحقيق ذلك فإننا على استعداد لقبول وقف إطلاق النار لفترة محددة بثلاثة شهور وفق اقتراحكم، مع اعتقادنا بأن المنهاج الصحيح الذى يجب البدء به - فى هذه الحالة- هـو المبادرة بوضع جدول زمنى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى المحتلة، وقد كانت هذه هى النقطة التى توقفت عندها جهوده فى محاولاته السابقة، وكان ذلك بسبب العراقيل التى وضعتها إسرائيل أمامه، بعدم قبولها تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 " .

     هذه هى الرسالة أصلاً، ثم بعد هذا أبلغته رسالة شفوية بان احنا قبلنا تنفيذ الاقتراحات التى عرضتها الولايات المتحدة .

     الحقيقة أنا طلبت عقد هذه الجلسة .. أيضاً امبارح عقدت جلسة مع قادة القوات المسلحة فى مجلس الوزراء ، لأن لأول مرة منذ سنة 1967 يمكن الناس تتصور اننا قبلنا حاجة جديدة .. ان احنا من سنة 1967 قبلنا قرار مجلس الأمن ويارنج وكذا .

     الحقيقة ان العملية الموجودة النهارده .. أعتقد انها كلام كله احنا وافقنا عليه، لكن من الإذاعات ومن مختلف الدول الغربية .. من راديو لندن .. ومن وكالات الأنباء، حاولوا انهم يبينوا ان فيه مبادرة جديدة، بل حاول البعض انهم يقولوا إن فيه اقتراح أن تنسحب قواتنا غرب القنال بحوالى 20 كيلو متراً . كان فيه تحفظ بالنسبة لأمريكا بُلِّغ لنا شفوياً فى الأول عند تسليم هذا الخطاب وهو أن وقف إطلاق النار مرتبط بعدم إقامة قواعد للصواريخ فى منطقة قنـاة السويـس، ويجب ألاَّ نستفيد احنا ولاَ تستفيد إسرائيل من وقف إطلاق النار .

     طبعاً اللى كانوا هُمّ يِعْنُوه فى هذا ان الصواريخ ماتروحش منطقة قناة السويس، واعتبر أنا النهارده ان هذا الموضوع انتفى، لأن الصواريخ .. ومواقع الصواريخ مقامة فى منطقة قناة السويس .

     الحقيقة فى كلامى بكرة .. يعنى احنا اتكلمنا النهارده على أساس ماحدش يقدر يشوه الموضوع.. نشرنا خطاب روجرز أيضاً علشان هُمّ طالبين سريته، وبعدين فى كلامى بكرة مع المواضيع الأخرى حاتكلم فى هذا الموضوع .

     وبهـذا،ونحن نتعرض-الحقيقة- لحرب نفسية عنيفـة، يجب ألاَّ نتخلَّى عن أن نواجه أى موقف من المـواقف .. حتى نحـافظ على جبهتنا الداخلية .. وحتى نحافظ أيضاً على العرب المؤيدين لنا فى

 

 

 

 

البلاد العربية .

     الدول العربية كلها رافضة قرار مجلس الأمن .. كل الدول العربية، ما عدا احنا والأردن . بعدين الدول العربية رفضت المبادرة الأمريكية .. من غير ما يعرفوا إيه هى المبادرة الأمريكيـة.. لأن هذه الرسالة سلمت لنا احنا والأردن بس.. ولكن حتى العراق أعلنت انهـا رافضـة، والسودان أعلنت انها رافضة، وكلهم رفضوا على أساس الأخبار التى أذاعها راديو لندن، وهى لا تمثل بأى شكل من الأشكال كلام جديد .

     وزير الخارجية شاف السفراء العرب وأبلغهم وجهة نظرنا بالنسبة لهذا العرض .

     الحقيقة أنا برضه بدى أكرر نقطة سبق أن قيلت - فى هذه القاعة - ان احنا عايزين حل عسكرى .. الحقيقة أنا لازلت عاوز حل سلمى، لأن الحل العسكرى عملية أبعادها كبيرة جداً .      قد يتصور البعض إن أنا باقول هذا لأن الاتحاد السوفييتى تقاعس فى انه يدينا طلباتنا .. جميع طلباتنا اللى احنا طلبناها من الاتحـاد السوفييتى  - وأنا هناك - 95% منها أُجيب.. على أساس حتى الحاجات اللى احنا طالبينها حنستلمها فى أسرع وقت .

     حيتقال - وابتدوا يقولوا النهارده إن فيه اتفاق مع الاتحـاد السوفييتى علشان وقف تسليحنا، هذا الكلام غير حقيقى . حيتقال حاجات كثيرة جداً .. حيقولوا: فيه اتفاق بين روسيا وأمريكا، هذا كلام غير حقيقى .. الاتحاد السوفييتى لم يقدم أى مشروع إلاَّ بعد احنا ما وافقنا على الكلام اللى هـو قَدِّمه .

     الحقيقة الموضوع ده أساساً هو ما دفعنى إلى طلب عقد هذا الاجتماع، وقد يتصور البعض ان فيه شىء جديد غير قرار مجلس الأمن .

     فيه نقطة طبعاً برضه نحب نقولها .. الأمل فى نجاح هذا الموضوع بعيد جداً، قد يتصور البعض ان  العملية دى حتنجح .. أنا رأيى ان الحل السلمى عملية صعبة جداً .. ومش ممكن يدونا حل سلمى ونطلع ماندفعش الثمن . أنا رأيى كده من الأول .. ورغم قبولى لقرار مجلس الأمن .. مش ممكن الأمريكان يسيبونا من غير ما ندفع الثمن، ولكن لغاية دلوقت ما قدروش .

     سنة 1967 كانوا معتبرين أن العرب هزموا إلى ما لا نهاية .. وأن جميع الحروب انتهت .. النهارده الحقيقة الوضع عندنا فيه تضامن وصمود .. أما فى داخل إسرائيل فباستمرار اليأس عندهم بيزيد .. والأمل فى السلام بيقل .

 

 

 

 

السيد / أحمد العماوى :

     سبق لسيادتكم أن صرحتم - فى هـذه القاعة - أن الحل السلمى لا يمكن أن تقبلـه أمريكا بما يحقق الكرامة العربية .. ونحن ملتزمون - بما أعلنته سيادتك - فى أن الحل السياسى إذا كان يحقق الكرامة، ويتم على أساس قرار مجلس الأمن فنحن نقبله، وإذا كان لا يحقق الكرامة .. أو سنفقد جزءاً من أرضنا فسوف نرفضه ونطلب الحل العسكرى، وهذا هو الخط الأساسى الذى أعلنته سيادتكم .

     وبخصوص البنود المحددة التى جاءت فى اقتراح الأمريكيين .. هل هم - فى تقدير سيادتك - يقدمون هذه الورقة تكتيك لكشفنا فقط، أم أنهم فعلاً جادين ، وتوجد اتصالات بينهم وبين إسرائيل لتنفيذ هذه البنود المحددة ؟ .. لأن هناك نواحى محددة .. نواحى أخرى أشرت سيادتك إليها .. بخصوص الأراضى المحتلة .. وبخصوص تنفيذ الانسحاب، فهل هناك شعور منهم بأن إسرائيل سوف تنفذ، أم لا ؟

     ثانياً : هل الاتحاد السوفييتى له رأى فى هذه الاقتراحات المحددة ؟ .. رأى سياسى، أو نظرته للموضوع كدولة كبرى .

 

السيد / الرئيس :

     طبعاً ممكن نصل إلى حل سياسى ، إذا الظروف السياسية الدولية أجبرت الجميع علـى الوصول إلى حل سياسى، لإنقاذ الدول من المواجهة .. أو من الدخول فى مواجهة . ولكن اللى حاصل دلوقت الحقيقة ان فيه حاجة اسمها الحرب الإلكترونية .. قبل سنة 1967 الواحد كان بيقرأ فى المجلات العسكرية .. ومجلات الطيران حاجات بسيطة عن الحرب الإلكترونية . النهارده أول ميدان ابتدأت فيه الحرب الإلكترونية هى بلدنا فى الحقيقة، وكان لابد ان احنا نعمل أساليب ووسائل .. ونستعين بالاتحاد السوفييتى أيضاً علشان ندخل فى هذا الموضوع .

     ده موضوع - الحقيقة - معقد، احنا عندنا النهارده 650 ألف عسكرى .. وفى ديسمبر حيوصل إلى 750 ألف عسكرى، واحنا ماشيين فى بناء قواتنا المسلحة .

     الطيارين النهارده عندنا .. يعنى أنا دلوقت كنت فى موسكو باطلب طيارات .. لأن الطيارين عندنا أكثر من الطيارات، لكن طبعاً بيحتاجوا إلى بعض التدريب، فلما أقول: حل سياسى.. معناه ان

 

 

 

احنا ننفذ هدفنا سياسياً . لكن لَمَّا يقولوا لنا إنهم مثلاً بياخدوا شرم الشيخ .. ماحدش هنا فى البلد دى حيقدر يقول لهم : خُدُوا شرم الشيخ، وبعدين لَمَّا يقولوا إنهم حياخدوا القدس .. بالنسبة لنا احنا لا يمكن أن نوافق على انهم ياخدوا القدس .

     اللى باين أخيراً فى الكلام مع الدول الرباعية بيقولوا عن القدس كلام برضه جديد .. تبقى مدينة منـزوعة السلاح .. القدس القديمة تحت الإدارة الأردنية .. والقدس الجديدة تحت الإدارة الإسرائيلية، ولكن منـزوعة السلاح، ممكن يبقى فيه نوع من التوحيد .. فيه مواقف جديدة بتطلع.. الحقيقة سبب هذه المواقف - فى رأيى - هو صمودنا . بعدين فيه سبب أيضاً موجود النهارده هو الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى .

     الحقيقة الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى فى يناير ماأخدهاش مع أى دولـة.. يعنى ماطَلَّعُوش قوات لهم علشان تحارب بَـرَّه .. معنى هذا إيه ؟ .. ان احنا كان عندنا معلومات عن كلام لديان.. كان بيقول إنهم لا يمكن حيعملوا أى تنازلات بأى شكل من الأشكال إلاّ فى حالة من اثنين :

     الحالة الأولى : إذا تدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً، وأستبعد 100% أن يتدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً .

     الحالة الثانية : إن أمريكا تضغط عليهم ، وقال إنهم متفاهمين مع أمريكا .. ولا يمكن لأمريكا انها  تضغـط عليهم، وعلـى هذا هم عندهم يمكن عشر سنين يقدروا يفرضوا الأمر الواقع فى هذه المنطقة .

     إيه سبب تحرك الأمريكان النهارده .. هل هم جادين ؟ .. أنا لا أثق فيهم أبداً .. يعنى ده موضوع أساسى . هل الغرض كشفنا ؟ .. ممكن !! باعتبر يمكن 70% أو 80% كانـوا يعتقدوا ان احنا حنرفض هذه المقترحات .. على طول الصبح بيدُّوا 125 طيـارة لإسرائيل.. الطيارة الفانتوم - زى مابيقولوا - بتساوى 6 طائرات ميراج، لأنها بتشيل قد الميراج 6 مرات . هل إسرائيل حتنفذ، أو مش حتنفذ ؟ .. الحقيقة أنا باعتبر ان ردنا بالنسبة للأمريكان حيسبب مشاكل عندهم .. وبالنسبة لإسرائيل حيسبب مشاكل عند إسرائيل . وقد تكون هناك مشاكل بين أمريكا وإسرائيل .. إذا كانت أمريكا جادة فى حل هذا الموضوع .

     بالنسبة للاتحاد السوفييتى ورأيـه..طبعاً احنا فى هذه المواضيع.. هو الاتحاد السوفييتى كلامه معنا إن هو ينفذ اللى احنا نطلبه منه فى هـذه العملية.. هُمَّ ممكن يقترحوا علينا أى اقتراحات، إذا قبلناها

 

 

 

 

بيتبنُّوها .. إذا ماقبلنهاش يبقى هم لايمكن أن يتبنوها . وموقفهم فى محادثاتهم مع أمريكا أو مـع الدول الرباعية هو تعبير عن موقف المصريين ، وعلى هذا الأساس بالنسبة لهذا الرد احنا تشاورنا مع الاتحاد السوفييتى فى هذا .. وهُمَّ رأيهم أيضاً  فيه الثقة يعنى، ولكن رأيهم ان بنمشى فى الحل السياسى فى نفس الوقت اللى نبنى فيه الجيش الهجومى .

 

السيد / أحمد طلعت عزيز :

     فى اعتقادى أن المبادرة الأمريكية .. والمقترحات الأمريكية قدمت على الأساس الذى ذكرته سيادتكم الآن، وهو صمود الشعب، ونمو قدرته الذاتية. إنما مشهور عن العرب الوفاء بالعهد والالتزام به، ومشهور عن اليهود الغدر والخيانة، فبالنسبة لقرار وقف إطلاق النار لمدة 3 شهور -كما ذكرت سيادتك - كان لأمريكا تحفظ شفوى عليه، وأخشى ما أخشاه أن يتكرر ما حدث فى سنة 1948 عند طلب الهدنة .. لكى تستعد إسرائيل لمهاجمة العرب .. فرصة الثلاثة شهور قد تكون كافية لإسرائيل لكى تتسلح، وتمدها أمريكا بمزيد من السلاح، وتضع من العتاد ما يكفى للهجوم على الجمهورية العربية المتحدة .

     وهذه نقطة تدور فى ذهنى منذ ذكرتها سيادتك، لأنه - كما ذكرت سيادتك - لابد أن نلجأ إلى كل الأساليب السياسية، وفى نفس الوقت نكون على يقظة وحذر، ونستعد ونكمل كل قوانا، لأجل إذا نكثت إسرائيل بالعهد نكون مستعدين،   وشكراً .

 

السيد / الرئيس :

     هُوَّ الهجوم علينا الحقيقة منتظر فى أى وقت .. إذا كان فى إمكانهم انهم يهجموا علينا . من كلام ديان ان أمريكا مِدِّياهم حرية يتصرفوا معانا زى ماهم عاوزين .. ويضربونا زى ماهم عايزين .. وحتى احنا الأمريكان إدُّونا إنذار يوم 2 فبراير قالوا لنا: إذا لم تقبلوا بقـرار وقف إطلاق النار إلى الأبد - اللى هو قرار سنة 1967 - فإن الضرب فى العمق حيزداد .. والحجم حيزداد.. والغارات بتزيد، واحنا كنا فى هذا الوقت عارفين الاتفاق اللى بيننا وبين الاتحاد السوفييتى حيتنفذ فى مارس، وقلنا لهم: حنبحث هذا الموضوع وحنرد عليكم .. ماردِّيناش على أساس ان احنا مانستفزهمش .. بحيث يبتدوا يتوسعوا فى الغارات فى العمق قبل ماييجى الدعم السوفييتى، فعملية الهجوم عملية منتظرة

 

 

 

فى أى وقت . ومن كلام ديان أيضاً ان الهجوم على الأردن مقيد .. حتى ضرب الأردن بالطيران مقيد، وقال: إن الهجوم على لبنان أيضاً مقيد من الولايات المتحدة الأمريكية .. عنده حدود معينة لايتعداها فى العمليات الانتقامية .

     إنما قال بالنسبة لمصر فهو غير مقيد .. يعنى يستطيع أن يعمل ما يشاء، لأن مصر مافيش تحفظات أمريكية بالنسبة لها . حسن النية طبعاً .. أو حسن الظن فى هذه الأمور قد يكون فعلاً عملية يجب ألاَّ نلتزم بها أبداً، لكن احنا مش زى سنة 1948 .. لأن أنا كنت هناك سنة 1948، أول ما دخلنا سنة 1948 .. اليهود كانوا بيحاربوا ببنادق رش .. ماكانش عندهم سلاح . فى أول معركة أنا كتيبتى دخلت .. كان معاهم بنادق رصاص وبنادق رش، وجابوا بعد كده أسلحة وطيارين وطيارات. 

     من 67 لغاية النهارده إسرائيل - الحقيقة - دججت بالأسلحة بطريقة يمكن سرية وعلنية .. ففى الوقت اللى احنا كنا بنقول فيه إن احنا عاوزين نعيد بناء قواتنا المسلحة علشان نبقى زى سنة 1967 .. هم جالهم 150 طيارة : 100 سكاى هوك، و 50 طيارة فانتوم، والفانتوم دى من الواضح انهم جايبينها لنا احنا، مين حيضربوه بالفانتوم غيرنا .. ودايماً الأمريكان مِدِّياهم الطيارات لهذا السبب .

     بالنسبة للدبابات أخذوا دبابات سنتوريون من إنجلترا .. وأخذوا دبابات باتون من أمريكا من الموجودة فى ألمانيا، وغيروا مدافع .. وعملوا معدات .. وخدوا - الحقيقة - كل اللى عايزينه .

     بالنسبة للحرب الإلكترونية هم عندهم كل حاجة لكن احنا لسه مابقيناش زيهم، لكن لَمَّا حصلت عمليات [ سقوط ] الفانتوم فعلاً بعتوا لهم.. الطيار الأسير الأخير قال إن جت لهم معدات إلكترونية جديدة بالنسبة للصواريخ . هم حيستعدوا، واحنا أيضاً حنستعد فى الثلاثة شهور .

     هو فيه حاجة برضه بِدِّى انكم تعرفوها، فيه تصريحات إسرائيلية .. كل سنة بييجوا يقولوا : إن عبد الناصر بيخطط علشان يعدى القناة فى الصيف، وبعدين بييجوا بعد الصيف يقولوا : ان احنا هزمنا التخطيط المصرى . الحقيقة احنا مانقدرش نعدى القناة .. قواتنا المسلحة تستطيع انها تُعْبُر وتنجح وتقيم رأس كوبرى وتمشى .. لكن المشكلة اللى عندنا لازالت هى مشكلة الطيران والدفاع الجوى .

     الحقيقة إذا قررنا نعمل دفاع جوى سليم على القناة ونمنـع أى طائـرات إسرائيلية .. نقدر نروح إلى الشرق .. الوضع ده وضع طبيعى معروف ، لازم نحط صواريخ فى القناة .. ونقوى الدفاع

 

 

 

 

الجـوى. لازم قواتنا الجوية تستطيع انها يبقى لها حتى تعادل فى شرق القناة .. علشان نقدر بعد كده نعدى. فعملية الهجوم الإسرائيلى علينا عملية الحقيقة - من سنة 1967 لغاية النهارده - احنا بننتظرها فى كل وقت .

     ولكن هل تستطيع إسرائيل انها تهجم ؟ .. أعتبر ان العملية بالنسبة لهم عملية صعبة .. هى مستعدة انها تعمل عملية فى الصالحية .. فى مش فاهم إيـه.. لكن عملية هجوم بشكل هجوم .. عملية صعبة، لأن الهجوم حيكون الغرض منه تدمير قواتنا المسلحـة ، ولكن فى الكلام مع القوات المسلحة والقادة ان المرحلة دى يجب أن نعبئ فيها .. لأن النهارده احنا فى معركة مستمرة ، وده بيعبأ تعبئة طبيعية ، لكن فى فترة وقف إطلاق النار .. إذا حصل وقف إطلاق النار يعنى .. أنا مش متصور إزاى إسرائيل حتقبل وقف إطلاق النار، إلاّ إذا ووجهت بضغط كبير من أمريكا .

 

الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى :

     الدكتور مصطفى أبو زيد من الإسكندرية .

 

السيد / الرئيس :

     من بيروت ولاّ الإسكندرية ؟

 

الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى :

     من بيروت .. لكن باحضر اللجنة المركزية .

     السيد الرئيس .. لاشك أنه من الواضح أن الحل العسكرى رغم أنه شاق إلاَّ أنه الممكن الوحيد، ولعلى أعتقد أنه يوم يكون الحل العسكرى ممكناً .. سيكون الحل السلمى ممكناً أيضاً .    

     النقطة الثانية : إننا لاشك فى الوقت الحاضر مطالبون - أو البديهيات تطالبنا - بأن نمضى إلى أقصى حد فى بناء قواتنا العسكرية، والصورة الخارجية المأخوذة عنا - لاشك فى هذه الناحية - أننا تقدمنا كثيراً .. والعدو قبل الصديق يجمع على أن هنالك جدية هائلة فى بناء قواتنا المسلحة، ولاشك أنه يكون من حقك أنت علينا أن نعترف بأن خلف هذه الجدية الهائلة نلمح آثار يديك .. ونلمح أنك قد توليت المسئولية الفعلية فعلاً فى بناء القوات المسلحة، وهذه المسألة تجعلنا نتفاءل ونعترف لك

 

 

 

دائماً بالجميل .

     بعد ذلك تبقى لى نقطة صغيرة أود أن أبرزها ، وهى أن إسرائيل الآن تتكلم عن حرب نووية .. أو أسلحة نووية ، وقد أعطاهم الأمريكان أخيراً مدافع - وسط ضجة ضخمة جداً - وقالوا: إن هذه المدافع تستطيع أن تستعمل أسلحة لها رءوس نووية .. لأن المدفعية المصرية قوية .

     وقالوا بعد ذلك إنهم لابد أن يكسبوا الحرب الجديدة بسرعة خاطفة، وسوف يجدون وسيلة لذلك .. ولوحوا بالحرب النووية، وكيف أن إسرائيل لديها كذا .. وكذا .. وكذا، وتستطيع أن تفعل كل ذلك، والصحافة المصرية - وعلى رأسها الأهرام - نشرت كل هذا الكلام .. ونوهت إلى أن هذه تعتبر حرب أعصاب .

     فى الواقع أن هذا الكلام يمثل نصف طمأنينة فقط، فبفرض أنها حرب أعصاب فيجب ألاَّ نهتز ، إنما مع ذلك يظل هناك تخوف صغير أضعه تحت أنظار سيادتكم . إسرائيل بدأت دائماً بغرور شديد جداً.. إلى حد أن موشى ديان سُئِل مـرة كيف يمكنك أن تنشر آراءك العسكرية وخططك ، وتقول : إننى سأعمل كـذا وكـذا، وتعمله فعلاً ؟ .. فقال لهم بغـرور شديد جداً : إن العرب لا يقرأون!! وإذا قرأوا لا يفهمون .

     وهذا نوع من الغرور الشديد جداً طبعاً، وهى بداية للتهلكة والانهيار من غير شك، ولكن فى اعتقادى أنه يتكلم عن حرب نووية .. ونحن بطبيعة الحال قلنا : إنها حرب أعصاب .. لو قلنا: إنها حرب أعصاب ثم سكتنا .. ربما نفاجأ فعلاً بأشياء لها رءوس نووية، أو نفاجأ فعلاً باستعمال أسلحة نووية .

     ولذلك فأعتقد - وهذا مجرد رأى- أن من المصلحة فى هذه الناحية .. ما دام أصدقاؤنا السوفييت متضامنين معنا - ومقدرين لوضعهم فى هذه المنطقة - نستطيع أن نطلب منهم أسلحة نووية . وليس من الضرورى أن تكون تحت تصرفنا نحن بل ستظل تحت تصرفهم هم، وأنا متأكد أننا لن نستعملها، إنما مجرد التأكد من وجود القوة يغنى فى كثير من الأحيان عن استخدامها .. وهذه حكمة معروفة، فلو أنهم متأكدون أننا نملك أسلحة لها رءوس نووية .. فإنهم سيترددون كثيراً قبل أن يضربونا بنفس السلاح .

     النقطة الثانية : هم يقولون إن عندهم فانتوم، والفانتوم لها خواص ضخمة جداً، والروس عندهم أسلحة أقوى من ميج 21، فهل من الممكن أن يعطونا هذه الأسلحة، أم لا ؟   وشكراً .

 

 

 

 

السيد / الرئيس :

     واحنا بنتكلم عن الحل السياسى .. لابد أن نعمل من أجل الحل العسكرى ، لأن واجبنا أن نحرر أراضينا، وإذا لم ننجح بالحل السلمى .. فلابد ان احنا نِدَخَّل الحل العسكرى . وهذا ما نعمل من أجله من سنة 1967 .

     الحقيقة موضوع الحرب النووية ده موضوع كبير جداً ، وموضوع ان الروس يقولوا إنهم عاوزين يجيبوا هنا أسلحة نووية .. أنا باقول : لأ .. لأنهم إذا ادُّونا أسلحة نووية .. اليهود على طول يأخذوا أسلحة نووية من أمريكا . إذا جابوا هنا أسلحة نووية .. الأمريكان هنا بقى بيقولوا لهم : امشوا .. ده الكلام اللى قاله كيسنجر .. لازم يِمَشُّوهم ولو يدخلوا فى مواجهة . فالعملية فى الحقيقة أكبر من هذا، وممكن تتكرر عملية زى عملية كوبا . 

     المدافع اللى هُمَّ واخدينها .. مدافع ذاتية الحركة .. مدافع 155 [ مم ] .. عندهم منها فى القناة، وإخواننا بتوع بور سعيد موجودة قدامهم .. وراء بور فؤاد، العملية انهم بيحولوا المدافع الجديدة إلى مدافع ذاتية الحركة، والأمريكان بيساعدوهم فى هذا على أساس الحرب الخاطفة .

     هناك نقطة أخرى بالنسبة لاستخدام الأسلحة النووية، احنا موقعين اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وهذه الاتفاقية منها نَصّ يتعهد به الاتحاد السوفييتى وأمريكا على حماية كل الدول الموقعة على الاتفاقية من أى تهديد ذرى . وإدخال الأسلحة النووية - الحقيقة - فى منطقة الشرق الأوسط موضوع ماأظنش ان إسرائيل تقدر تشتغل فيه لوحدها .. وماأظنش ان أمريكا توافق لها ، لأن أمريكا إذا وافقت يبقى معنى هذا ان الروس حيجيبوا هنا أسلحة نووية، فعملية الأسلحة النووية عملية تتحسب بالشعرة .. وبعدين ماحدش بيدِّى حد أسلحة نووية أبداً .. يعنى من يوم مااكتشفوها . حتى فرنسا ماادوهاش الأمريكان الأسرار .. اضطروا انهم يبحثوا ثم يصلوا ، إلى آخر هذه العملية . 

     الإنجليز والصين أيضاً هم اللى عملوا العملية، واحنا سبق أن بعتنا بعثة إلى الصين سراً .. وقالوا لنا : اعتمدوا على أنفسكم . الحقيقة احنا عندنا ناس تستطيع انها تعمل القنبلة الذرية .. ومعروفين بالاسم، ولكن الموضوع تكاليفه ليست فى طاقتنا . وبعدين الميدان اللى حندخله .. مش ممكن يسيبونا نستخدم أسلحة ذرية .. مش ممكن حد يسيبنا إذا استخدمنا أسلحة ذرية ضد إسرائيل .. وإسرائيل ماعندهاش، يبقى بالتالى تانى يوم احنا ننضرب - أو فى نفس اليوم بننضرب - بأسلحة ذرية من أمريكا، والعكس أيضاً .

 

 

 

السيد / مصطفى الجندى :

     الحقيقة هناك تغير كبير جداً فى الموقف منذ سنة 1967 إلى سنة 1970، وبرغم الظـلام الحالك الذى كان موجوداً سنة 1967 .. نرى أن الشعـب قـد استطاع فعـلاً - بقيادة جمال عبد الناصر - أن يحول ما تدعيه إسرائيل عن جيش إسرائيل الذى لا يقهر إلى مجرد أكذوبة حقيقية.. يؤمن بها كل فرد من الشعب . لقد استطعنا من خلال الصمود .. ومن خلال تصاعد قوتنا.. ومن خلال مساعدة الأصدقاء السوفييت .. استطعنا فعلاً أن نجبر أمريكا وإسرائيل على الاعتراف بأننا شعب لايمكن أن يستسلم .. ولا يمكن أن يخضع . وقد أوجد هذا شعوراً لدى كل مواطن فى الشعب العربى وإيماناً بأنه لابد من الحل العسكرى ، إرضاء لكرامته .. وإرضاء لقوته .. ولتاريخه.. ولمجده القديم .

     والحقيقة أن كل فرد من الشعب يريد أن يشبع غريزة الانتقام من إسرائيل، ولا يرضيه أبداً إلاَّ الحل العسكرى، وهذه مشكلة ستواجهنا عند إعلان قبول المبادرة الأمريكية، فيجب أن نحسب حسابها .. ونحصن الشعب ضد ما يشاع، لأنـه سيصحب هذا قطعاً أن المخابرات الأمريكية ودعاة الهزيمة من العملاء قد يستغلوها، ويعطون أبعاداً غير حقيقية لهذا الرد على المبادرة، فيجب أن نعمل حساباً لتحصين الشعب ضد كل ما يقال، بقصد زلزلة الثقة فى المستقبل .. وزلزلة الثقة فى الحل العسكرى .

     النقطة الثانية : هناك موقف آخر ستسعى إليه أمريكا، فمن المتوقع أنها ستحاول التفرقة بين الدول العربية بمحاولة للتشكيك بأن هناك تنازلات فى الرد على المبادرة، فيجب أن نتحرك على المستوى العربى لتحصين الجبهة العربية ، وخصوصاً المقاومة ، حيث يجب تحديد موقف المقاومـة اليوم .. ويجب أن نعرف موقف المقاومـة من هذا الحل السلمى ، الذى أوضحتم سيادتكم أن الأمل فيه ضعيف، فيجب أن يعلم كل مواطن عربى حقيقة هذه الأمور،   وأشكركم .

 

السيد / الرئيس :

     الحقيقة لَمَّا نقول:إن الشعب عاوزحل عسكرى إرضاء لكرامته ولغريزة الثأر..ده كلام-الحقيقة- يجب ألاَّ نأخذه بهذا الشكل أبداً، وإلاَّ نبقى مفرطين - تفريط كبير جداً - فى النتائج اللى ممكن تترتب على هـذا .. يعنى بالنسبة للحل العسكرى ده موضوع قـد تكون لـه بداية، لكن ماحدش

 

 

 

يعرف نهايته إيه . برضه احنا مابنحاربش إسرائيل .. احنا بنحارب أمريكا، لَمَّا انضربت 4 أو 5 فانتوم فى يوم من الأيام جم الأمريكان بعتوا لهم معدات، فطلبنا احنا معدات ضد المعدات الموجودة.. والروس بعتوها لنا .. جت بعثة ومعاها معدات .. عملية الحقيقة معقدة جداً، فإذا وجدنا أى نسبة مئوية تمكننا من أن نصل إلى حل سياسى نحقق به أهدافنا .. يجب ألاَّ نرفضها .. ولا نفرط فيها .

     وأنا حتى كنت فى القوات المسلحة .. ولقيتهم كاتبين قَسَمْ الثأر، قلت لهم : إن هذا الشعار غلط جداً، وإن احنا يجب أن نقول : قسم التحرير، لأن الثأر معناه انك لازم تدخل تحارب من أجل الحرب وبس .. مش بنحارب من أجل تحقيق أهداف .

     الحقيقة ده موضوع يجب أننا نواجه به الناس .. ونفَهِّم الناس، لأن الحماس والعملية بهذا الشكل ممكن تكون موجودة فى نفوس الشباب. أنـا عارف .. أنا عندى أولادى فى البيت مش عايزين حل سلمى .. عايزين حل عسكرى، بيقولوا : لازم نضرب اليهود .. وإزاى اللى حصـل فى 1967 . العملية النهارده - بالشكل اللى هى موجودة فيه - احنا بنبنى قواتنا المسلحة .. وفى نفس الوقت بنمشى فى الحل السياسى .

     بالنسبة للدول العربية مين بيحارب من الدول العربية ؟ .. انتم عارفين .. رحنا الرباط وحصل إيه ؟ .. احنا ميزانيتنا كانت 160 مليوناً .. السنة دى ميزانيتنا 553 مليون جنيه .. مين ادَّانا حاجة؟ .. ماحدش ادَّانا حاجة . وبعدين احنا اللى بنحارب وهمَّ فى مزايدات، وفاهمين انهم بهذا بيقدروا ياخدوا الجماهير .. وبرضه ماقدروش . يعنى احنا كنا فى أسوأ حالاتنا وماقدروش ياخدوا الجماهير العربية، لَمَّا رحنا طرابلس .. ولَمَّا جه هنا معمر القذافى واتكلم .. ماعرفش ان الكلام ده اتقال فى الجلسة اللى فاتت.. قالوا: إن العـراق والجزائر مستعدين يشتركوا بكل قواتهم فى المعركة إذا غيرنا الهدف بتاعنا، بدل أن يكون إزالة آثار العدوان .. يكون تحرير الأراضى المحتلة.. أى تحرير فلسطين . فى الحقيقة أنا باعتبر انهم قالوا هذا الكلام على أساس أننا لن نقبله، ولكن احنا قبلنا هذا الكلام "تحرير الأراضى المحتلة"، ورحنا طرابلس .. وحنشوف حيحصل إيه نتيجة لهذا .

     القوات العراقية موجودة فى الأردن .. مافيش قنبلة بتيجى على القوات العراقية .. ومافيش ضرب على القوات الأردنية، اللى بينضربوا فى الأردن هُمَّ المقاومة . الحقيقة الناس اللى بيبنوا قواتهم هم السوريين .. ومازالوا متمسكين باتفاق وقف إطلاق النار سنة 1967 .. احنا لغينا هذا الاتفاق، وعلى هـذا الأساس ممكن كل شهرين ثلاثة يحصل صـدام .. أو تحصل معركة . أنا مثلاً فى الاتحاد

 

 

 

 

السوفييتى قالوا لى كان فيه وفد عربى بيفاوضهم من اليمن الجنوبية، وبيقول رفض الحل السلمى وضرورة الحل العسكرى. هم كانوا بيتكلموا فى الاتحاد السوفييتى، ماعندهمش ولا دبابة .. عايزين 20 دبابة، ماعندهمش ولا طيارة .. عايزين 5 طيارات، فقالوا لهم : ده انتم ماعندكوش ولا دبابة .. ولا طيارة، وبتتكلموا ازاى عن الحرب العسكرية .. حتحاربوا ازاى ؟ .. قالوا لهم : الجمهورية العربية المتحدة هى اللى حتحارب .. كده بهذه البساطة ! فى الحقيقة فى هذا يجب نكون واقعيين، والشعب العربى فاهم هذه الأمور .

     والملك فيصل رافض الحل السلمى وبيقول : إن الكفاح المسلح - فى البيان المشترك بينه وبين الجزائر - هو السبيل الوحيد . طيب فين هُوَّ الكفاح المسلح بتاع المملكة العربية السعودية ؟ .. مافيش !! فيه لواء لهم فى الأردن ماضربش الإسرائيليين عليه ولا طلقة، ولَمَّا دخلوا الإسرائيليين فى حتة رجع، والفدائيين هُمَّ اللى راحوا حاربوا هناك .

     يعنى فى الحقيقة مش معنى ده إن أنـا بارمى طوبة الفكرة العربية .. والبلاد العربية .. والكلام ده ، لكن هناك تناقضات موجودة فى القيادات العربية يجب ألاَّ نتجاهلها، وهناك قيادات عربية بتعتبر انها أحق الناس بقيادة الأمة العربية ، فمثلاً فى العراق قالوا إن هُمَّ القيادة اللى جت بعد الهزيمة .. وأن القيادات المهزومة لا تستطيع أن تقود ، وإنهم هُمَّ اللى طالعين لقيادة الأمة العربية . هُمَّ موجودين من سنة 1968 لغاية سنة 1970 .. ماحدش أبداً بيستجيب لهذا الكلام .. لا فى العراق نفسها .. ولا فى غيرها، بل يمكن بالعكس احنا لا نشتغل ضد أحد، واحنا لو اللى بيشتغلوا النهارده بهذا الكلام بنشتغل ضدهم .. بنسبب لهم متاعب لا أول لها ولا آخر ، لأن فيه - فى الحقيقة - جماهير بتؤيدنا فى كل البلاد العربية .     

     بالنسبة يعنى واحـد مثلاً يقولك: احنا لازم نحارب حتى لو نضحى بمليون ، فأنا رديت قلت له: " تضحوا بمليون مصرى .. ولاَّ تضحوا بمليون إيه "؟. يعنى الحقيقة دى مواضيع يجب اننا نحطها فى حسابنا ونعترف بها، مش معنى هذا ان احنا مش حنحارب .. أبداً، يعنى احنا بنشتغل على أساس اننا نحارب فى سبيل استرداد أراضينا المحتلة مش بس سيناء، ولكن سيناء والضفة الغربية والقدس ، لأن إذا كنا مش عاوزين نحارب كنا وافقنا على السبع نقط بتوع راسك سنة 1968، واللى هى إخراجنا من القضية وإن إسرائيل بتعتبر ان إخراجنا سياسياً من القضية بيحل لها ثلاثة أرباع المشكلة .

     بالنسبة للمقاومة .. احنا لنا علاقة بفتح ، ولكن الجبهة الشعبية .. والجبهة الشعبية الديمقراطية ..

 

 

 

 

والمنظمات الأخرى ، فيه مزايدات فى الحقيقة .. عمليات كلها سياسية أكثر منها عمليات عسكرية ، الغرض منها كسب الجماهير الفلسطينية للحـزب السياسى اللى هُـمَّ بيعملوه. طيب هل ستستطيع المقاومة انها تحرر الضفة الغربية ؟ .. هل ستستطيع أن تحرر القدس ؟ .. طبعاً هُمَّ قعدوا معاى وفاهمين وجهة نظرنا .. أنا باقول على فتح لكن وأنـا فى خطبـة أول مايو طلع بتوع الجبهة الشعبية الديمقراطية بكلام : ان احنا لسه بنعمل حساب للإمبريالية الأمريكية .. وازاى أوجه رسالة إلى نيكسون. وده كلام الحقيقة الواحد بيعتبره كلام أطفال .. هُمّ فى مستواهم فى هذا لا يزيد عن كده.

     ولايمكن فى الحقيقة ان احنا نخلى مصيرنا متعلق بعمليات بهذا الشكل .. يجب ان احنا نغطى كل هذه المواضيع ، ونحـاول نفهم، ولكن مانقولش إن مثلاً تطلع منظمة فدائية تهاجم .. أو منظمة فدائية تنتقد .. وتخلينا نتردد .. احنا فى الحقيقة لازم نشوف المصلحة فين .

     بالنسبة للتنازلات .. الحقيقة ماحدش يقدر يقول إن فيه تنازلات، هذا الكلام كله احنا وافقنا عليه قبل كده سنة 1967 .

 

الدكتور / أحمد السيد درويش :

     فى اعتقادى يا سيادة الرئيس أنه لا يوجد من يحارب من أجل الحرب .. ولا من أجل الثأر .. ولا من أجل الانتقام، ودائماً تحـاول البلاد حل العلاقات الدولية عن طريق حلول سلمية، وأن الحرب فقط يلجأ إليها الناس حينما تفشل الحلول السلميـة. فالـرأى الذى وصلتم إليه - فى اعتقادى - أصوب الآراء، وانـه يتفق مع كل مفكر يفكر فى مصير بلدنـا .. ومصير بنائها . واعتقادى أنه إذا وصف أحد مثل هذا التصرف بأنه تنازلات .. يكون تنازلات من الجانب الآخر، لأنه لأول مرة نسمع الآن أن إسرائيل ستوافق على قرار مجلس الأمـن الذى كانوا يرفضون دائماً- وإلى عهد قريب جداً - فى كل مناقشاتهم فى الكنيست .. وفى خطبهم، يـرفضون قـرار مجلس الأمـن، ويتمسكون باحتلال الأراضى .

     وأعتقد أن الخطوة التى بادرتم بها سيادتكم ستظهر حقيقة الشعور المصرى المحب للسلام فعلاً.. وستظهر لكل العالم - الواقع تحت تأثير الدعاية الإسرائيلية - أن الشعوب العربية ليست عدوانية كما قيل أخيراً، وأن العكس هـو الصحيح . ويخيل لى طالما أننا قابضون على ناصيـة المبادرات السياسية البناءة .. وفى نفس الوقت نبنى قواتنا المسلحة، يكون ذلك هـو الوضع الصحيح، ويخيل لى أيضاً أننا

 

 

 

عندما نضع حلاً من الحلول .. لابد أن تكون القاعدة لهذا الحل هى الواقعية، وليس فيها أبداً الشعور بالغل، أو الغيظ، أو الانتقام، لأن كل هذه الأمور لا يتصف بها أساساً المجربون .

     وكما شرحت سيادتـكم أيضاً مسألة شعور الـدول العربيـة بالنسبة لهـذه المسألة هو شعور المتفرج ، فهم يريدون أن ندخل الحـرب مع إسرائيل ليشاهدوا لمن تكون الغلبة، طبعاً سيفرحون إذا تغلبنا على إسرائيل .. لكنهم غير مستعدين إطلاقاً لمشاركتنا مشاركة فعلية فى مسألة الحـرب، فهم يريدون أن نحارب لآخر جندى مصرى .. كما تفضلت سيادتك وشرحت .

     ويخيل لى أن الشعور العام فى الخارج من السهل جداً أن يتقبل هذا الحل .. وهذه المبادرة، طالما أننا نؤكد لهم أن هذه المسألة ليس فيها على الإطلاق أى تباطؤ أو تقصير فى الاستمرار فى بناء القوات المسلحة ، ويكون فى تقديرنا أن السلم هو الأساس ، وأن الحرب يُلْجَأْ إليها فقط عندما تفشل الحلول السلمية لاسترداد الحقوق الوطنية .

     فأنا سعيد جداً بما ذكر اليوم، وأعتقد أن شعبنا سيكون سعيداً أيضاً، وأعتقد أن ثقة الشعب فى قائده هى باستمرار دليل العمل الوطنى الذى يمكننا من أن نجابه المواقف الصعبـة . كما أعتقد أن لموقف الصمود الذى قدته سيادتك منذ البداية .. كان له الأساس الحقيقى فى تغيير موقف أمريكا وموقف إسرائيل، وأن النغمة التى قيلت فى العرض الأمريكى لم نسمعها من قبل . ومن المؤكد 100% أن أمريكا قدرت الموقف لأول مـرة فى تاريخها - تقديراً حقيقياً بالنسبة لمصالحها فى المنطقة. كما أن إسرائيل نغمتها نغمة عجيبة جداً لأول مرة ، وهو ما تنبأ به ديجول.. وتنبأ به الفرنسيون من مدة طويلة .. على أنه عندما تفيق إسرائيل من الواقع ستكون بهذا الشكل . فأنا يخيل لى أن الموقف مناسب، وأنه إذا وصف بأن هناك تنازلات أو تراجع .. فهذا الوصف ينطبق على أمريكا وإسرائيل ، ولا ينطبق على الجمهورية العربية المتحدة،   وشكراً .

 

السيد / الرئيس :

     هو احنا النهارده الحقيقة وَضْعنا غير سنة 1967 .. يعنى سنة 1967 كنا ممكن أى قرار حتى لو ده مامشيش، يعنى كنا بنتكلم من موقف ضعف.. مافيش عندنا أى حاجة فى نوفمبر 1967. الحقيقة النهارده وَضْعنا يختلف جداً عن 1967 .. يعنى احنا مش أعدنا بس بناء قواتنا المسلحة، لأ .. احنا عَدِّينا ده بكثير.. هو النهارده موقفنا يعتبر موقف قوة، وبرضه باقول: إن إسرائيل بالنسبة للسلام اللى

 

 

 

وعد به الإسرائيليين .. كل يوم بيحسوا بأنه بعيد .

 

الدكتور / جابر جاد عبد الرحمن :

     سيادة الرئيس .. فى الحقيقة أنا كنت منضم لإخوانى فيما يتعلق ببعـض المخاوف التى أثاروها الآن .. مخاوف فيما يتعلق بعلاقاتنا بالبلاد العربية عامة .. وببعض البلاد العربية التقدمية كالسودان كما ذكرت سيادتك الآن .. والبلاد التى بدأت تتحرك معنا وتسير فى نفس الخط . ومخاوف من ناحية المقاومة أيضاً فى داخل فلسطين .. وموقف هذه المقاومة، ومايطالب به رجال المقاومة من تحرير فلسطين كاملة، وعودة الشعب الفلسطينى إلى بلاده .

     وبعد أن سمعت ما تفضلت به سيادتك من رد على هذه النقاط، بقيت نقطة أحب أن أثيرها، وهى أن سيادتك تفضلت وقلت : إن سوريا رافضة لقرار مجلس الأمن .. وإذا كانت سوريا ستعلن أنها تقبل قرار مجلس الأمن، فإنه يمكن النظر فى الانسحاب من الجولان. وسيادتك مراراً وتكراراً وباستمرار تصر - فى خطبك وفى أحاديثك - على ضرورة الانسحاب من كل قطعة من الأراضى التى احتلت منذ يونيو سنة 1967 ، فإذا كنا سنقبل قرار مجلس الأمن .. وسوريا رافضة لقرار مجلس الأمن، فيبدو لى أنه منطقياً سوف لا يكون هناك انسحاب من الجولان، لأن سوريا نفسها ترفض الموافقة على قرار مجلس الأمن .

     النقطة التالية : هى أننا كلنا نعلم أن قرار مجلس الأمن فى ذاتـه ليس متفقاً على تفسيره، فهناك تفسيران فيما يتعلق بالأراضى المحتلة، فالهند على ماأذكر فى المناقشات التى أثيرت فى ذلك الحين- تصر على الانسحاب من كافة الأراضى التى احتلت منذ يونيو 1967 . ثم هناك الفكرة الثانية التى تقول : إن التعبير الإنجليزى occupied territories    " .. وليس "the occupied territories   " .. أى أنه ليس كل الأراضى المحتلة .

     والحدود الآمنة .. ستثير هذه المسألة أيضاً نقاشاً، فهل نحن مع التفسير الأول الذى يقول بضرورة انسحاب العدو من كل شبر من أرض احتلها، وأن قرار مجلس الأمن متكامل .. لأنه فى مقدمته ينهى عن  العدوان والاستيلاء على الأراضى بالقوة، لأن ذلك يخالف المـواثيق الدولية، والقانون الدولى العام ؟

     ومن ناحية ثانية .. فى الفقرة الثانية من القرارات .. أن الانسحاب من أراضٍ محتلة .. فأنا أعتقد

 

 

 

 

بأن القرار متماسك .. ويفسر ككل، ومقدمته مع مؤخرته كلها يجب أن تكون متكاملة، ومن ثم لابد أن يكون الاتفاق على أساس الانسحاب من كافة الأراضى التى احتلها العدو، لأن هذا يخالف المواثيق الدولية .. ويخالف القانون الدولى .

     نقطة أخرى - يا سيادة الرئيس - هى مسألة وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة شهور، هل يكون مرافقاً لوقف إطلاق النار إعلان الانسحاب فى ذات الوقت .. وليس على التراخى ؟ .. إنما المسألة إذا كانت ثلاثة شهور سنترك لإسرائيل أن تقول إنها توافق على الانسحاب .. أو لا توافق، فإنى أخشى كثيراً كما قـال الأخ أحمد طلعت عزيز - من المأساة التى قد تتكرر كما حدث سنة 1948 .. عندما فُرضت الهدنة .

     وأنا أحس شخصياً أن موقفنا الآن قد تغير تغيراً كلياً ، وإننا نتكلم الآن من موقف قوة .. لا من موقف سنة 1967 ، وما كانت هذه التحركات تحدث من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ، لولا أنها أحست أن الصواريخ بدأت تدمر طائراتها الفانتوم والسكاى هوك، ولذلك بدأت تتحرك هذا التحرك الأخير . فأنا أشعر وأعتقد أن كثيراً من إخواننا يحسون بالاغتباط من الأنباء التى تعلن فى كل يوم عن تساقط الفانتوم والسكاى هـوك، وهذا سيعطينا بوارق أمل كبيرة جـداً فى أننا على وشك التحرك .. وعلى وشك التحرير، ورد كل الأراضى المغتصبة، وفشل العدوان الذى بدأ سنة 1967 .

     فأنا لا أدرى - يا سيادة الرئيس - عما إذا كان إعلان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة شهور.. أَلاَ يمكن أن يصاحبه إعلان أيضاً من جانب إسرائيل بالانسحاب، وأن يوضع جدول زمنى لهذا الانسحاب؟   وشكراً سيادة الرئيس .

 

السيد / الرئيس :

     بالنسبة للجولان أنا كان عندى النهارده أحد أعضاء القيادات فى سوريا .. علشان نتكلم فى مواضيع .. منها أيضاً هذا الموضوع . الحقيقة هُمَّ مايقدروش يقبلوا قرار مجلس الأمن .. ومايقدروش يِدُّوا أى تصريح حتى عن السلام .. لو تدوَّروا احنا بِنِدِّى تصريحات وأحاديث .. هُمَّ مقيدين تقييد كامل، لأن عندهم مشاكل وانقسامات برضه فى الداخل .. وحاجات بهذا الشكل. ولكن - يعنى -أنا لَمَّا قبلت قرار مجلس الأمن سنة 1967 .. أنا جانى رئيس وزراء سوريا وقال : " كيف تقبل هذا الموضوع .. ده حيؤثر على شعبيتك فى العالم العربى" .. فأنا قلت له: " أنا ماوضعتش هـذه الحكاية

 

 

 

 

أبداً فى الحساب" . الحقيقة أنا عايز أشوف إزاى حابْنىِ جيش؟ .. الاتحاد السوفييتى طالما باقول إن أنا ححارب وحادمر إسرائيل .. مش ممكن يدينى سلاح .. لأن عالمياً يبقى موقفه صعب، وعايزين وقت علشان نبنى قواتنا المسلحة .

     نيجى بقى لموضوع الجولان احنا - الحقيقة - متمسكين بالانسحاب من كل الأراضى، والله إذا حصل اتفاق على سيناء .. وإذا حصل اتفاق على القدس .. وإذا حصل اتفاق على غزة .. وإذا حصل اتفاق على الضفة الغربية، فيبقى هنا بنقول: لازم يحصل اتفاق أيضاً على الجولان، ويبقى فيه كلام مع السوريين، لكن - الحقيقة - مااقدرش ان أنا النهارده أَخَلِّى هذه العملية هى العقبة اللى يتحطم عليها كل شئ .. وما أظنش ان حيتقال للسوريين: إن الإسرائيليين حيمشوا من الجولان، فالسوريين يقولوا لهم: لأ .. تقعدوا هنا لغاية ما نطلَّعكم بالكفاح المسلح.. الكلام اللى بيقولوه من ثلاث سنين ، وهذه هى السنة الرابعة .

     بالنسبة لوقف إطلاق النار مع إعلان الانسحاب ، إعلان إسرائيل لقبولها الانسحاب .. هذا موجود فى النقط بتاعة النهارده .. وده الحقيقة أول تنازل من ناحية إسرائيل .. وأنا مش فاهم حيعملوها ازاى؟ يعنى تفسيرنا احنا هُمّ حيقولوا : الانسحاب من أراضى محتلة .. احنا تفسيرنا انه مـن الأراضى المحتلة .. لأن بترتبط مقدمة المشروع بالمشروع كله . الحقيقة عندنا موضوعين اللى هُمّا : ترتيبات السلام، وترتيبات الانسحاب، وهُمّا النقطتين الأساسيتين فى القرار .. ودول لازم يمشوا زى ما بيقول روجرز متوازيين، وفى الكلام فى الأول أنا وضحت هذه العملية .

     بالنسبة للأمريكان وانهم عملوا هذا التحرك بعد الصواريخ ما بدأت تضرب الفانتوم، لأ .. هذا الجواب جاى لنا من 20 يونيو .. يعنى احنا استلمناه يوم 20 يونيو .. يومها أنا كنت فى ليبيا والضرب ابتدا فى 1 يوليو .

     الموضوع بقى اللى قاله الدكتور جاد - وفى الحقيقة له أهمية كبيرة جداً - إن احنا على وشك التحرير، لأ لِسَّه .. لِسَّه إسرائيل عندها تَفَوُّق، واحنا يعنى مشكلتنا .. يعنى وضعنا كالآتى النهارده :

     هو العدو علشان يزود قوته قوى .. عملية صعبة له، أنا علشان أَوْصَل يمكن إلى الحد بتاعه أسهل، لأن أنا نسبتى المئوية منخفضة .. هو كانت نسبته المئوية عالية .

     إسرائيل عندها تفوق ، وحينما يتكلم نيكسون ويقول : " إنه يجب المحافظة على توازن القوى فى الشرق الأوسط .. وعـدم الإخـلال بهـا " ، ثم يفسر هـذا بأن تبقى السيادة الجوية لإسرائيل ..

 

 

 

 

يبقى مانقدرش نقول فى الوقت الحالى: ان احنا على وشك التحرير . لِسَّه العملية فى بدايتها، يادوبك بعد ثلاث سنوات قدرنا نبنى الجيش .. قدرنا نعمل كوادر .. وعايزين فى الحقيقة نبنى القوة الجوية .. ونبنى الدفاع الجوى . بعدين ماننساش ان إسرائيل السنة اللى فاتت مشترية أسلحة بـ 400 مليون جنيه استرلينى، علماً بأن أمريكا بتديها أسلحة بقرض على بنك الاستيراد والتصدير . فكلمة اننا على وشك التحرير .. لأ .. لِسّه. ولهذا أنـا قلت : إنهم كل سنة بيقولوا إن احنا فى الصيف حنعدى القناة ونحرر أراضينا، وبعدين يقولوا انهم هزمونا وبوظوا خطتنا. لِسَّه العملية صعبة جداً، ولا نستطيع أن نقامر فى معركة بأى شكل من الأشكال، إلاَّ إذا كنا نضمن 100% إننا حنكسبها، لأن إذا خسرنا المعركة ضاعت الدنيا كلها .

 

السيد / فريد عبد الكريم :

     فى الحقيقة إن المناقشة التى دارت أزالت كثيراً من المخاوف .. وأزالت كثيراً من القلق ولكن يبقى ثلاث نقاط :

     النقطة الأولى : أعود إلى قرار وقف إطلاق النار .. وقف إطلاق النار مشروط بشرطين :

     الشرط الأول : أن لا تقيم الجمهورية العربية المتحدة تحصينات على الجبهة .

     الشرط الثانى : أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية فى تزويد إسرائيل بما تعهدت وتعاقدت عليه .

     عدم إقامة تحصينات، هى النقطة الخطرة بالنسبة لنا، فلو كان هناك وقف لإطلاق النار، وأتيحت لنا فرصة إقامة تحصينات .. يصبح من المؤكد أن وقف إطلاق النار فى صالحنا، لأن هناك سباق رهيب فى خلال الفترة الماضية بيننا وبين إسرائيل، نحن نريد أن نقيم تحصينات على الجبهة، وهى لا تريد ذلك، فوقف إطلاق النار من المؤكد - بغير هذا الشرط - سوف يتيح لنا إقامة تحصينات قوية فى أرضنا نحن، وهى مسألة مشروعة وطبيعية، ونحن رغم هـذا السباق الرهيب نجحنا وسننجح، لأنه من المؤكد أننا نصل جزئياً وبصعوبة إلى تقدم أكثر فى إقامة تحصينات دفاعية حديثة على الجبهة المصرية .

     وقف إطلاق النار بهذا الشرط .. وبالرقابة، وبالمعلومات الضخمة التى لدى الولايات المتحدة الأمريكية سوف يُوقفْ تماماً هـذا النشاط فى إقامة التحصينات علـى الجبهة المصريـة . نحن ننظر

 

 

 

لوقف إطلاق النار وأثره على الجانبين .. على الجانب المصرى من المؤكد أن التحصينات ستتوقف، ومن المؤكد أننا سنواجه أيضاً فى الداخل - وفى الأمة العربية - متاعب ومصاعب لابد أن نتحرك للقضاء عليها بكل ما نملك .

     وقف إطلاق النار بالنسبة لإسرائيل سوف يحقق لها مزايا كبيرة جداً :

     الأول منها : هو إيقاف حرب الاستنـزاف التى تجعلها تلقى بما يقارب مليون جنيه إسترلينى على الجبهة، وأيضاً بالنسبـة للتعبئة الكاملة لدى إسرائيل إلى حد كبير فى خلال هذه الفترة سوف يجعلها تسترد أنفاسها . إذاً وقـف إطـلاق النار بهـذا الشرط مسألة محتاجـة إلى أكثر من إيضاح .

     النقطة الثانية : ورد فى المبادرة الأمريكية أن يارنج سوف يحدد أسلوب ومكان وزمـان المباحثات التى تجرى، وأن هذا الأسلوب بموافقة الطرفين، فعندما نأتى إلى هذه النقطة .. والإسرائيليون يطالبون بمفاوضات مباشرة - وهى مسألة مقبولة لدى الرأى العام العالمى - فإذا رفضنا المفاوضات المباشرة .. ونقول: إن المحادثات لابد أن تكون غير مباشرة، ولا توجد محادثات مباشرة على الإطلاق - إلتزاماً بقرار مؤتمر الخرطوم - هنا يكون التكتيك الذى من أجله قبلنا هذه المبادرة .. سوف نواجه به، لأننا سنكون سبباً فى فشل هذه المبادرة، لمجرد أننا تمسكنا وصممنا على أحد المبادئ التى التزمنا بها فى مؤتمر الخرطوم، ومن أجل ذلك، فإن هـذه النقطة أيضاً محتاجة إلى إزالة القلق الذى يساورنا إزاء هذه المبادرة الأمريكية .

     النقطة الثالثة والأخيرة : إن قبول هذه المبادرة قد يكون حجة لدى بعض الدول العربية لمنع الدعم العربى الذى الْتَزَمَتْ به فى مؤتمر الخرطوم. ونحن نؤكد أنـه لا سلام، ولا صلح، ولا مفاوضة، مع إسرائيل . بقبول هذه المبادرة سنعطى الحجة لفيصل ولغيره لمنع هذا الدعم العربى الذى نستفيد منه الآن، على أساس أن السلام قد قبلته الجمهورية العربية المتحدة .

     وكما أوضحت سيادتك - فى كثير من المواقف - أن هؤلاء الناس يخلقون التعللات، لكى يوقفوا هذا الدعم العربى . وفى هذه النقطة بالذات .. عن أثر هذه المبادرة على سوريا، لابد أن يكون قد تم التنسيق من الآن بيننا وبين سوريا، لأننا لو اتفقنا على الانسحاب من سيناء ، ومن القدس، وحتى من الضفة الغربية، وجاءت إسرائيل أخيراً ورفضت الانسحاب من الجولان - لأنها ليست داخلة فى هـذه المبادرة لن تملك الجمهورية العربيـة المتحـدة .. ولا شعب الجمهورية العربيـة

 

 

 

 

المتحدة المشاركة فى نضال جديد من أجل طرد المعتدى بالقوة من منطقة الجولان .

     ومن أجل ذلك نقول: إن هذه المبادرة تستلزم بالضرورة أن يكون الجلاء عن الجولان نقطة أساسية، وإلاَّ سوف تتم تجزئة القضية العربية التى سبق أن أبديت سيادتك وجهة نظر فيها ، ورفضت اقتراحات كثيرة بشأن هذه التجزئة .. وأنا فى حاجة إلى بعض الإيضاحات التى تزيل هـذه المخاوف الأخيرة ، بعد ما أزيلت معظم المخاوف التى ساورتنا بالنسبة لهذه المبادرة،   وشكراً .

 

السيد / الرئيس :

     انت كنت خايف كتير قوى وانت جاى الاجتماع .

 

السيد / فريد عبد الكريم :

     نعم .. فقد نوقشت هذه المبادرة - قبل هذا الاجتماع - فى اجتماع إحدى اللجان .

 

السيد / الرئيس :

     وطلعت من الاجتماع وعندك برضه هذه المخاوف ؟

 

السيد / فريد عبد الكريم :

     أنـا أقـول لسيادتك أن هناك كثيراً من المخاوف أزيلت ، وكثيراً من المخاوف أطرحها بمنتهى الأمانة . 

 

السيد / الرئيس :

     يعنى - الحقيقة - بالنسبة لنا فى تصرفاتنا .. مش ممكن الواحد يقبل أى تنازل عن أى مبدأ أعلناه وتمسكنا بـه . أنـا برضه باقول الكلمة دى علشان حتى فى المستقبل يبقى عندنا مانع صدمة بالنسبة للمخاوف، لايمكـن ان احنا حنفرط فى أى شئ، ولكن يجب أن نضع مصلحة بلدنا ومصلحة العالم العربى نصب أعيننا .

     بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار .. وكلام الأمريكان عن عـدم إقامة تحصينات ، أنا ماقلتش إن

 

 

 

احنا حنقبل هذا الكلام .. فى كلامى لكم هل قلت إن احنا حنقبله ؟ .. بالعكس .. قلت : إن هذا الموضوع أشاروا به خارج العملية، والنهارده اتوجدت مواقع الصواريخ وانتهت ، اللى حيحصل ممكن يقولوا : هاتوا مراقبين دوليين .. مش حنقبل .. نقـول: إن عندنـا أسرار وممكـن تنتقل . بنبنى مواقع للصواريخ فى حماية الصواريخ الموجودة، وعلى الكلام ده ما يتنفذ تكون اتبنت ، ولكن لم نقبل أبداً - الحقيقة - شرط ان احنا مانحصنش فى الجبهة .

     بتقول : فى نفس الوقت حيبقى فيه تزويد إسرائيل بالسلاح، وإيه اللى مانع تزويد إسرائيل بالسلاح النهارده ؟ .. ماهو بيوصل إسرائيل سلاح، واحنا أيضاً بيوصلنا سلاح .

     بالنسبة لإسرائيل هل تستطيع أن تقيم تحصينات على الضفة الشرقية من القناة ؟ .. ده موضوع انت ماقلتوش وبِنْفكَّر فيه، هُمَّ أقاموا تحصينات خط بارليف واحنا دمرنا خط بارليف فعلاً ، وكانت خسائرهم كبيرة جداً، ووجدوا انهم يرجعوا ورا عشرين كيلو .. ويسيبوا على القناة على كل عشرة كيلو نقطة، وعندهم 17 نقطة قوية بالفعل على القناة .

     هل حيرجعوا يبنوا خط بارليف تانى؟ .. زى ما دمرنا الأولانى .. حنستطيع أن ندمر الثانى .

     بالنسبة لأسلوب زمان ومكان المفاوضات المباشرة، اللى باين من كلام الأمريكان ان موضوع المفاوضات المباشرة مستبعد، وأنا قرأت هذا الكلام فى الرسالة اللى هُمَّ بَعْتِينْها لى ، وأيضاً فى اجتماع الدول الكبرى موضوع المفاوضات المباشرة مستبعد جداً .. مافيش مفاوضات مباشرة .

     فإذاً برضه المخاوف اللى عندك، انهم يقولوا : مفاوضات مباشرة واحنا نرفض، بالعكس النهارده جرايد فى بريطانيا .. وجرايد فى فرنسا .. وحتى فى أمريكا قالوا : إن التصميم على المفاوضات المباشرة أمر غير مقبول، لأن العرب مش حيقبلوا .

     بعدين بنقول : إنه من المؤكد ان احنا حنواجه مصاعب ومتاعب، ومزايا لإسرائيل، وحرب الاستنـزاف .. هُوَّ فيه حرب استنـزاف، ولكن فيه أيضاً حرب استنـزاف مضادة علينا .. الـ100 مليون جنيه اللى بيرموهم علينا مش ورق بنكنوت .. المليون جنيه اللى بيرموهم كل يوم دول قنابل، وإذا كانوا بيرموا علينا كل يوم مليون جنيه ورق بنكنوت كنا الحقيقة نفكر فى الموضوع. والحقيقة المصاعب والمتاعب إذا كنا أبدينا أى تنازلات .. أو أى حاجة ماوافقناش عليها قبل كده، ده احنا كل الكلام اللى موجود موافقين عليه قبل كده .. احنا إطلاق النار أنهيناه ، وأنا قلت : إن احنا مستعدين نوقف إطـلاق النار، إذا أعلنت إسرائيل الالتزام بقـرار مجلس الأمـن والانسحاب.

 

 

 

 

بالعكس احنا بناخد مكسب .

     بالنسبة للتعبئة فى إسرائيل - برضـه الإسرائيليين نفس الكلام اللى احنا بنقوله على إسرائيل، وإن احنا نكون يقظين - هم أيضاً حيكونوا يقظين .. هُمَّ مش عاملين تعبئة بالكامل لغاية دلوقتِ .

     بعدين حجة بعض الدول العربية لمنع الدعم .. إذا كنا بنقول : إن يارنج وافقنا عليه .. وقرار مجلس الأمن وافقنا عليه .. النقطتين الأساسيتين وافقنا عليها .

     وقف إطلاق النار ده موجود فى الأردن النهارده .. وموجود فى سوريا. لم يلغى وقف إطلاق النار، تبقى ازاى تبقى عندهم حِجَّـة .. دا اللى حيتكلم على انـه بيوقف الدعم .. بيدخل فى مشكلة كبيرة جداً . الحقيقة هُمَّ يعنى برضـه بيدونا هذا الدعم أيضاً لأن مش قادرين ينسحبوا منه، وبعد مؤتمر الخرطوم كان فيه قرار مجلس الأمن .. هُمَّ رافضين قرار مجلس الأمن، ولكن ماحدش فيهم قدر - رغم رفضه لقرار مجلس الأمن - انه يتكلم على إيقاف الدعم .

     بالنسبة لسوريا احنا اتكلمنا .. اتكلمت مع الأتاسى عن هذا الموضوع واحنا فى طرابلس .. وهُوَّ كان كلامه معاى .. انه يعنى ماتخليش الجولان النهارده تبقى مشكلة بالنسبة لكم وعقبه .. انتم بتخسروا من قناة السويس .. ومعتمدين دلوقتِ على دول عربية بتديكم كذا وكذا وكذا. وبعد ماوقفت واتكلمت قال : لكن احنا مش حنتنازل عن الجـولان . ولكن هل الكلام ده حيتنفذ .. حيتنفذ إمتى .. ويتنفذ ازاى ؟

     المشكلة الحقيقية علشان الحل السياسى .. مشكلة عويصة، يعنى أنا ماعنديش أمل ان هذا الكلام يتنفذ، وأنا على فكرة عَايْزُه يْتنفذ .. يعنى مش ماعنديش أمل لأنى مش عايزه .. أنا مش باقول هذا لأنى مش عَاْيُزْه وعاملها مناورة .. أنا عايز هذا الكلام يتنفذ . هل الأمريكان برضه حيدونا هذا الكلام ؟ .. يعنى أنا الحقيقة فى شك فى الموضوع . العملية فى رأيى انها بتحط الأمريكان فى مشكلة .. وبتحط اليهود النهارده فى مشكلة . النقطة - الحقيقة - ان احنا هنا بنواجه مصاعب ومتاعب فى الشرح للناس .. يعنى إذا كنتم مش قادرين تقنعوا الناس .. أنا مستعد أطلع فى البلد وأقنع الناس من شمالها لجنوبها .. ماهياش عملية صعبـة. الحقيقة فى إقناع الناس يجب اننا نواجه الناس بالأمور .

     وأنـا طِلِعْـت للجيش ووقفت .. وبرضـه الناس قالوا لى : الثأر، قـلت لهم : أنـا لا أوافق على هذا الكلام.. أنا عايز حل سياسى..[قلته] للضباط فى جبهة القناة .. علماً ان العملية بالنسبة للقوات المسلحة عمليـة شخصيـة .. يعنى بيقولوا لـك : حصـل فينا كـذا فى سنـة 67 ..

 

 

 

 

علشان نقـدر حتى نقعد فى البلد لازم كذا . وأنا باقول لهم : هذا المنطق غير مقبول .. منطق فردى، ماهواش منطق مصلحة أمة .. ومصلحة شعب .

     بارجع تانى وباقول بأنى باعتقد ان سوريا إن وجـدت أن الموضوع يتحل.. قد تقبل قرار مجلس الأمن .. إذا وجدت الموضوع حصلت فيه معجزه، ويمكن يحملونى أنا المسئولية دى .. ان أنا اللى أقبل لهم القرار حتى قدام الناس فى سوريا .. ماتعرفش !! يعنى أنا بَعَتّ مرة قلت لهم : "أنا مستعد فى هذه المواضيع إنى أتكلم بالنيابة عن سوريا .. وعندى الإمكانية إنى أتكلم أيضاً مع الشعب السورى". ولكن لا يمكن النهارده  - الحقيقة - أصلها مشكلة .

     أنا مشكلتى الأساسية الطيارات اللى حتروح لإسرائيل .. اللى حتبعتها أمريكا .. مش حتستخبى.. حتتعرف على طول . النهارده الهدف - الحقيقة - الأساسى ان احنا نمنع تسليح إسرائيل.. حنحط أمريكا فى موقف إذا سلحت إسرائيل . آدى موقفها عالمياً .. وآدى موقفها عـربياً، فالحقيقة الخوف والمشاكل والمتاعب اللى حتزيد علينا إذا أخذت إسرائيل بكرة أو بعد بكره الـ 125  طيارة، بسبب ان أنا حيبقى قدامى حاجة من اثنين : حاطلب طيارات ، وحاطلب طيارين من الاتحاد السوفييتى .. الحقيقة المشكلة بالنسبة لنا صعبة جداً فى هذا .

     ولهذا يمكن أحاديثى اللى كانت فى التليفزيون الأمريكى .. كانت كلها بتتكلم عن السلام . من قبل المبادرة دى بأشهر، لأنى كنت عايز أأثر بحيث إن الصفقة مايتوافقش عليها .. وحديث أول مايو أيضاً كان للتأثير من حيث ان الأمريكان يتزنقوا ومايدوش الـ 125 طيارة .. 125 طيارة عملية كبيرة جـداً. وباعتقد الحقيقة - بالنسبة لهذه العملية - ان احنا غيرنا الموقف تغيير كبير .

     بعد كده حتى إذا احنا قبلنا هذا .. إذا حصل بعده نكوص وتراجع .. يبقى لنا عين أكثر بأن احنا نطالب الاتحاد السوفييتى بكذا وكذا، لأن احنا مشينا فى هذه الاتجاهات إلى مدى كبير جداً .

     اللى أنا بدى اقوله لكم : ان احنا ماقبلناش حاجة جديدة .. تنفيذ قرار مجلس الأمـن قبلناه.. يارنج قبلنا يارنج .. ترتيبات السلام قبلناها .. عملية الانسحاب قبلناها .. إيقاف القتال ثلاثة أشهر معناه ان أنا باغير قرار مجلس الأمن .. اللى هو بتاريخ 67 : "إيقاف القتال إلى الأبد" .. بإيقاف قتال إلى مدة ثلاثة أشهر .

     وأنا باعتبر ده فى مصلحتنا .. وباعتبر العملية مش فى مصلحة إسرائيل، وإذا إسرائيل قبلت هذا الكلام يبقى لازم تعـرضت لضغط . لأن يبقى فيه عامل جديد دخل فى المنطقة، وحصلت تحركات

 

 

 

 

جديدة جـداً . لكن مافيش داعى أبداً إن احنا نتخوف من العمل السياسى لسبب واحد .. ان احنا عندنا مبادئ ملتزمين بها، ولا نستطيع أن نفرط فى هذه المبادئ .

 

السيد / إبراهيم عبد اللطيف :

     يجتمع غداً المؤتمر القومى العام تحت شعار حشد الجماهير من أجل المعركة .. واليوم نشر المبادرة الأمريكية .. وحـديث سيادتك.. سيجعل هناك ضرورة للمواءمة، وشرح تفاصيل الرد على المبادرة الأمريكية، واننا لم نأتى بجديد، وأن كل شئ تم . هناك اتجاه إذاً قَبْلَ أن يوقف القتال ثلاثة شهور، ثم حشد الطاقات من أجل المعركة . من هنا فإن هذا المجال فى حاجة إلى توضيح من سيادتك، حتى يكون هناك تنسيق فى الـرد والمواجهة بالذات ، خاصـة وأن جماهير شعبنا - وجماهير الأمة العربية كلها - تتطلع غداً إلى خطاب سيادتك، وخاصة التفاصيل عن زيـارة الاتحاد السوفييتى، لأن فى فترة غيابكم كان هناك كثير من الآمال لدى جماهيرنا فى هذه المرحلة،   وشكراً .

 

السيد / الرئيس :

     ماذا تعنى بالآمال ؟

 

السيد / إبراهيم عبد اللطيف :

     كانت تتطلع الجماهير دائماً إلى الإنجازات التى تمت خلال الفترة الأخيرة مـن إسقاط الفانتوم ، وإمكان تحقيق تدعيم أكبر فى مجال الأجهزة الإلكترونية، مما يقرب خطواتنا لإيقاف كل النمو الإلكترونى لدى العدو، وخاصة ما أثير فى الصحف عن حرب الأعصاب . كل هذا كان يشكل آمالاً لدى الجماهير - وهذا بالطبع من حقها - فهى تعيش على أمل أن نكون على مستوى القوة لردع إسرائيل .

     واليوم ونحن تجاه [ تحقيق ] شعار حشد طاقات الجماهير من أجل المعركة، فى الوقت الذى نقول فيه : إن مانوافق عليه الآن ليس فيه جديد، وأنه سبق وأن وافقنا عليه من قبل . والسؤال الآن هو ما الذى سنخرج به من المؤتمر ؟ .. كيف تحشد الجماهير فى الوقت الذى إذا ما قبلت فيه المبادرة سنتوقف؟.. هذا ما أرجو أن تتفضل سيادتك بإيضاحه، حتى نتحرك على أساسه .

 

 

 

السيد / الرئيس :

     الحقيقة فى العمل السياسى مانقدرش نقتصر على ناحية من اثنين، إذ العمل السياسـى بيشمل الحل السلمى .. وبيشمل أيضاً الأعمال العسكرية. كوننا ان احنا النهارده اتخذنا خطوة فى العمل من أجل الحل السلمى - اللى احنا وافقنا عليه قبل كده سنة 67 - لا يمنع مطلقاً ان احنا نحشد الجماهير من أجل المعركة . أنا باعتقد انه بدون الحشد بالكامل من أجل المعركة لن يكون هناك حل سلمى .. حَيِدُّونا ليه حل سلمى؟ .. ديان يمشى .. ليه يمشى؟ . إذاً مانقدرش نِمَشِّيه إلاَّ إذا كانت هناك عوامل أخرى .

     طبعاً الآمال والعملية بتتبسَّط جداً، مثلاً العملية الإلكترونية .. احنا مانعرفش فيها حاجة . أنا بِدِّى اقول لكم احنا لانعلم فيها شىء .. كمصريين لسه مانعرفش فى الموضوع ده، والإسرائيليين بيقولوا إنهم متقدمين تكتيكياً وبيعملوا، هُـمَّ ماعملوش حاجة .. كل الحاجات دى جايه لهم - اللى بيشتغلوا بها من قبل 67 - واخدينها من أمريكا. احنا دلوقتِ الحاجات اللى جات لنا بيشتغلوا عليها روس .. لِسَّه احنا ولادنـا حيدرسوا .. ومارضيناش ان احنا نقبل نتدرب ونجيبها .. لأن عملية زى دى معقدة .. وعايزة وقت كبير جـداً. فالحقيقة ليس هناك تناقض بين الحشد من أجل المعركة وبين الحل السياسى ، وهذا كلام قلناه كتير .. أنا قلته فى كل الخطب اللى اتكلمت فيها، ويجب أن يكون شعارنا - رغم الكلام ده كله - حشد الجماهير من أجل المعركة .

     والحقيقة أنا عارف انه يمكن تحصل تخوفات وبلبلات .. ولهذا كان التوقيت ان الرد يكون يوم 22 .. على أساس يبقى يوم 23 احنا اللى نبدأ بالكلام بالنسبة للمواضيع كلها .. وبالنسبة للعالـم العربـى .. وبالنسبة لجماهيرنا، لأن بعد كده حتحدث محاولات للبلبلة. ولكن يجب أن يكون واضحاً أن هذا لا ينفى أبداً كل إمكانيات الحشد من أجل المعركة .

 

السيد / محمد صبرى مبدى :

     التعبير الذى قاله الأخ فريد عبد الكريم .. أعتقد أنه يقصد به أننا كنا متوترين التوتر المتلهف على التعرف على أبعاد الحقيقة، فهو لم يكن تخوف حقيقة. الواقع أن مرد ذلك يرجع إلى وجود جمال عبد الناصر على رأس قيادة النضال. وهذا الكلام لا أقوله من موقف انفعال عاطفى، ولكنه نابع من عـدة حقائق لسنا فى مجـال سردها، فوجودك على رأس نضالنا .. بالإضافة إلى رصيد ثقة

 

 

 

الجماهير الذى أتيح لك - بشكل لم يتح لقائد من قبل على مراحل التاريخ - بحيث يعطى ضماناً وحصانة ضد أى شبهة تَخَوُّفْ قد تدور فى خلد أى منا، فالقضية قضية مصير أجيال ، وليست مصير جيل حاضر .

     الذى أريد الكلام فيه - وهو ليس بجديد - هو أن عملية التَخَوُّفْ من الجماهير .. عمليه يجب أن نرفضها تماماً كقيادات، لأن القدرة القيادية الصحيحة تبرز عند بروز التحدى من أى مجموعات من الناس، وهذا يفرض علينا كاتحاد اشتراكى - وأنا أخاطب سيادتك كرئيس اتحاد اشتراكى - أن نجعل المرحلة القادمة مرحلة خصبة للعمل السياسى بين الجماهير .. ومع هذه الجماهير، بحيث لا نعتبر أن انتهاء المؤتمر القومى بداية للتراخى .. أو بداية لإجازة صيف ، لأنه ما من شك أن القبول بالمبادرة الأمريكية سَيُعَرِّض الجبهة الداخلية - والقوات المسلحة فى طليعتها - إلى حرب نفسية، قد تكون أكثر ضراوة ممـا سبق أن تعرضت لـه مـن قبل ، سواء كان مصـدرها الغـرب وأمريكا .. أو مصدرها بعض البلاد العربية .. أو بعض الجيوب داخل الجبهة الداخلية .

     بعد الشرح الذى تفضلتم سيادتكم به .. وبعد التحليل المتوفر لدينا جميعاً - وكلنا يتوفر لدينا حد أدنى للقدرة على التحليل - فإن السؤال المطروح هـو : هل مرحلياً لدينا اقتراح آخر بديل للحل المعروض ؟ .. إذا كانت الإجابة بلا .. فإننا ننتهى إلى إقرار ما انتهت إليه القيادة السياسية فى هـذا الصدد، وإذا كان هناك بديل .. فلنقترح هذا البديل ، واللجنة المركزية يجب أن تؤكد ذاتها فى أعين الجماهير، وهذا ما يبرزه حرصك على أن تلتقى بها فى اليوم السابق على المؤتمر القومى .

 

السيد / الرئيس :

     مافيش إقرار على هذا الكلام من قبل كده .. موافقتكم على قرار مجلس الأمن .. مافيش نقطة من النقط دى انتم مش موافقين عليها .. الحقيقة أنا طلبى للاجتماع كان للتفسير، لأن أنا اتصورت انكم موجودين دلوقتِ شهر نهباً للإشاعات .. والكلام اللى من محطات الإذاعة، وبكرة حتكونوا فى المؤتمر .

     الحقيقة يجب أن تكونوا على بينة من الأمور، بحيث تستطيعوا مواجهة الناس بتوع محافظاتكم فى المؤتمر. أمـا تنفيذ قرار مجلس الأمن فانتم موافقين عليه .. يارنج انتم موافقين عليه.. ترتيبات السلام انتم موافقين عليها .. الانسحاب موافقين عليه .. وقف إطلاق النار من الأول انتم موافقين عليه ..

 

 

 

برضه بعد 67 جيتم فى الانتخابات وموافقين على وقف إطلاق النار . الحقيقة اللى أنا بدى أقولها : إنه مافيش حاجة جديدة ، والغريب فى الموضوع ان إسرائيل مش موافقة على وقف إطلاق النار ثلاثة أشهر، وقالت جولدا مائير هذا الكلام .. وماهياش موافقة على إعلان الانسحاب .. وماهياش موافقة على أى شئ إلاَّ المفاوضات المباشرة .     

     الحقيقة العملية دى احنا موافقين على كل حاجة فيها، وإسرائيل مش موافقة تقريباً على كل حاجة فيها . يعنى الخوف أو التوتر كان على غير أساس، لأن احنا ملتزمين بمبادئ .

     الحقيقة فى العمل السياسى هناك مبادئ ، ولكن يجب أن تكون هناك حرية حركة من أجل تنفيذ هذه المبادئ، ولكن بييجوا ناس النهارده وبيقولوا لى : لا نقبل شئ إلاَّ تحرير فلسطين .. الحقيقة يعنى أمانتى بالنسبة للشعب المصرى لا تمكننى من أن أقول هذا . هل أمريكا مثلاً حتسيبنا ندخل نحرر فلسطين ؟ .. هل روسيا حتقف معنا علشان تحرير فلسطين؟ .. كلنا عارفين موقف الدول الكبرى بالنسبة لهذا الموضوع .. ومعروف ان إسرائيل دولة موجودة، وان الكلام كله على إزالة آثار العدوان. إذا كنت أعطل كل حاجة النهارده، واقول إن أنا باوافق اللى بيقولوا عايزين تحرير فلسطين.. يبقى الحقيقة بنعمل عملية لا أمل منها، وفيه ناس كانوا بيقولوا لى: إن شالله بعد 30 سنة.

     الجماهير بتاعتنا نبيهة جداً .. وفى رأيى انها حتفهم بسرعة، والمجهود المطلوب علشان تفهيمها مش كبير . فيه ناس مش حتفهم أبداً .. ومافيش فايدة ان احنا نقعد نفهم فيهم . يعنى بيقولوا لك: احنا ماقلنا من الأول : إن الأمريكان هُمَّ اللى بيحلوا المشكلة .. سيبنا الأمريكان ورحنا للروس، أَدِينا رجعنا تانى للأمريكان !! دول مافيش فايدة فيهم .. حنتكلم معاهم إزاى ؟

     جماهيرنا بطبيعتها فى رأيى حَتفْهَم هذا الموضوع بسرعة، وعندها نباهة بحيث حتعرف ان احنا فعلاً بهذا قاطعين السكة على الأمريكان .. وقاطعين السكة على كذا.. لأن الناس متتبعـة للمواضيع تتبع تفصيلى. أَمـا إذا كان واحد كِشِرْ ونِكَدِى .. أنا يعنى رأيى ان أسيبه .. ولا أحاول أبداً [أن]  أقنعه.. يتفلق لأنى مش حاقنعه . إذا كان حيفضل يتكلم معاى لغاية ما أسلم له ان أنا مقتنع بكلامه.. هو مش مستعد يقتنع أبداً .. وده أنا ماباعتبروش الجماهير . وجماهيرنا باعتبر انها قادرة انها تفهم، وبعدين لازم ماحدش يحس ان احنا واخدين ولادهم يعنى للحرب لأى شكل من الأشكال . احنا عندنا النهارده 650 ألف عسكرى .. يعنى 650 ألـف عيلة لهم أولاد فى الجبهة .. يجب ان الناس دول أيضـاً يفهموا ان العمليـة ان احنـا مش حناخد ولاد الناس نوديهم الحرب . حيزيدو

 

 

 

 

لمليون بدون شعار " من أجل الثأر" .. يعنى احنا كل سبيل يحفظ مبادئنا .. وكل وسيلة تحفظ مبادئنا... وتمكننا من أن نصل إلى حل سياسى مشرف، لابد ان احنا نسير فيه .

     أنا من الأول باقول : إن بناء الجيش الهجومى القوى سيساعد على الوصول إلى حل سياسى ، بس مش عايزين عند وقف إطلاق النار الأهالى يرجعوا السويس .

 

السيد / فاروق متولى :

     لو سمحت لى سيادتك أتكلم على نقطتين :

     النقطة الأولى : الحقيقة متعلقة بموقف التخوف من الجماهير، أنا متصور أن العملية سهلة .. وممكن تكون صعبة لو شعرت الجماهير أن قبول المبادرة الأمريكية نتيجـة لعملية انكسار.. أو نتيجة لعملية ضعف . ولكن إذا أحست الجماهير من خلال طرح الموضوع .. ومن خلال لقاء القيادات السياسية فى كل المواقع، أن هذا المنطلق هو تغيير فى موقفنا عن سنة 1967 ، نتيجة لصمود ثلاث سنوات مستمرة .. وتصاعد قوتنا وقـوة القوات المسلحة، نتيجة للدفاعات التى مكنتنا من أن نسقط الطائرات الأمريكية،وندفع بالعدو ونحطم قواه على الضفة الشرقية[للقناة]كلها..لوشعرت الجماهيرمن  خلال هذا الموضوع أن هذا التغيير فى الموقف نتيجة لقوتنا، تبقى المسألة بسيطة كما قلت سيادتك، والجماهير سوف تتقبل هذا الموضوع، بل ستشعر أن هذا موقف انتصار وليس موقف انكسار .

     هذه فى الحقيقة هى النقطة الأولى، ولكى نصل لهذا الموضوع فأشير إلى ثلاث اتجاهات رئيسية :

     الاتجاه الأول وهو الذى ترسمه سيادتك باكر - إن شاء الله - فى خطاب المؤتمر القومى العام، وسيادتك باستمرار فى مثل هـذه المواقف تعطى لنا من الدفعات ما يحل أعقد الأمور وأكثرها مشاكل .

     الاتجاه الثانى : أنه يمكن من خلال لقاءات القيادات السياسية - فى كل المواقع - أن تتصدى لهذه العملية .. فالعملية تصبح سهلة إذا طرحت من خـلال منطق القوة .. ومن خلال منطق الصلابة الذى تقفـه، فيمكن للقيادات السياسية أن تلتقى مع الجماهير فى كل المواقع وتقنعها بسلامة هذا الموقف .. وبعدالة موقفنا الذى نسير فيه .

     الاتجاه الثالث فى هذا المجال : أجهزة الإعلام، ويجب أن تخرج إلى الجماهير المصرية .. وإلى الجماهير العربيـة بهـذا المفهوم الذى تتبناه سيادتك إن شاء الله باكر .. وهذا المفهوم الذى يمكن أن 

 

 

 

 

تنطلق به من الداخل . ولو خرج هذا المفهوم من خلال أجهزتنا الإعلامية بذكاء وبوعى ، فإنه يمكن أن يحول هذا الموضوع إلى انتصار .. وإلى قوة اكتسبناها بعد سنة 1967. هذا بالنسبة لموقف التخوف من الجماهير، أو عدم التخوف منها .

     النقطة الثانية : لو سمحت لى سيادتك قـد تكون خارجة عن نطاق النقطة التى نتكلم فيها، وهى عن التنظيم السياسى .. وزيادة فاعلية التنظيم السياسى .

     الحقيقة فى اللجنة التحضيرية تكلمنا كثيراً عن هذا الموضوع .. وقلنا : إن هذا الموضوع لا يمكن أن يطرح من خلال المناقشة الواسعة فى المؤتمر القومى العام، ولكن يجب أن نشير إليه، فيمكن للتنظيم السياسى أن يؤدى فاعلية أكثر فى حشد الجماهير من أجل المعركة، وتركنا تفصيلات المسائل فى تحريك التنظيم - من القاعدة إلى القمة - لمناقشات داخل اللجنة المركزية .

     نرجو من سيادتك - بإذن الله - بعد المؤتمر القومى العام، وفى الجلسات القادمة أن تتيح لنا فرصة مثل هذه المناقشات، حتى يمكن أن يخرج التنظيم - من خلال هذه الفرصة التاريخية النادرة - أكثر قوة .. وأكثر صلابة كما يريد القائد جمال عبد الناصر فعلاً،   وأشكركم .

 

السيد / الرئيس :

     هُوَّ الحقيقة فى اللقاءات السياسية لازم تكون فيه وحدة فكرية بين الناس، وإلاَّ بنلخبط الناس . يعنى اللى أنا متصوره ممكن بكرة نتكلم والناس تفهم، وبعدين تبدأ المناقشات، والناس بتتلخبط إذا كان كل واحد حيتكلم شكل. خصوصاً أنا عارف فيه ناس كثير مايقدروش يجاوبوا على الموضوع ده .. أو مايقدروش يتمشوا مع الناس .. فيه واحد مايقدرش يقف فى مواجهتها، أو يبان انه مقلقل فى كلامه، أو يبان انه فى موقف دفاع . أنا الحقيقة مش جاى أدافع .. أنا جاى الحقيقة أفهمكم الموضوع بالتفاصيل علشان لَمَّا تواجهوا الناس .

     الحقيقة أنا مابادافعش عن الموضوع.. وبكرة مش حادافع .. لأن دى مواضيع احنا قبلناها، وأعتقد ان اللى حيبقى فى موضوع دفاع هم الإسرائيليين .. لأن احنا مافيش حاجة جديدة حنقبلها، ومستنى أنا الليلة أروح أشوف ردود الفعل إيه .. خصوصاً ان جواب روجرز نُشِر النهارده ..  وحيسألوهم هل حيوافقوا على إعلان الانسحاب، أو مش حيوافقوا ؟ .. هل حيوافقوا على وقف إطلاق النار، أو مش حيوافقوا ؟ .. وكانوا الحقيقة مخبيين العملية دى تخبية كبيرة جداً . فاحنا الحقيقة

 

 

 

 

مش فى موقف دفاع .. الإسرائيليين هُمّ اللى فى موقف دفاع .

     لهذا بِدِّى قبل ما نعمل لقاءات مع الجماهير نجيب الأسئلة اللى الناس بتسألها.. وماتجاوبش إلاَّ إذا كانت الإجابة اتقالت فى هذه الجلسة، إذا كان موضوع ثانى مااتقالتش إجابته فى هذه الجلسة.. يعنى فيه أى موضوع جديد .. مافيش داعى نتبرع بإجابات، لأن هو ده فعلاً اللى يبلبل الدنيا كلها، ونيجى بعد المؤتمر نعمل جلسة، وتقولوا إيه الأسئلة اللى جت لكم من الناس .

     فيه هنا الأمناء بتوع المحافظات.. بيتصلوا بالناس اللى معاهم، ولكن الحقيقة - مانقدرش - نأخذ العملية عفوية وتفسيرية.. ده اللى أنا باتخوف منه. ونيجى للأسئلة الجديدة لازم نتفق عليها كلها.. وتطلع برضه الناس تتكلم على أى أسئلة جديدة. ولاّ يعنى هو احنا نتكلم عن التنظيم السياسى.. وضعف التنظيم السياسى .. وكل واحد بيتكلم بلسان .. وكل واحد بيتكلم بفكر.. وكل واحد بيواجه الجماهير شكل، لأنه تنظيم واسع .. مش تنظيم صغير محدد، وده موضوع بيعالجه الوقت .

     بالنسبة لعملية التنظيم السياسى وتقويته .. فاكر قلنا مرة : نعمل لجنة - وبعدين الحقيقة بالنسبة لى أنا مش ممكن أقدر أشتغل أكثر من كده - ماجاليش الكلام بتاع اللجنة الخاص بتقوية التنظيم السياسى، ولكن شعراوى بيشوف اللجنة وصلت لإيه، وبعد المؤتمر بنشوف هذه العملية .

 

السيد / عبد الجابر علام :

     الحقيقة أن صمود شعبنا وصل إلى مرحلة الإستقرار ، ومعنى مرحلة الاستقرار .. أنه لا يتأثر بأى طارئ يطرأ عليه .. صمود شعبنا ليس من فراغ، ولكنه صمود وراء عمل سياسى قوى .. ووراء عمل عسكرى لبناء قوات مسلحة قوية، تساند هـذا العمل السياسى، فعندما نتحرك اليوم فى ميدان العمل السياسى .. فلا يكون أول كلامنا أننا خائفون أو متخوفون من الجماهير، وغير قادرين على مواجهتها. وفى الحقيقة أن الجماهير معنا فى الصورة اليوم، وصامدة وراء قيادتنا السياسية لتحرير الأرض، وليس لكلام من الكلام الذى كنا نقوله عقب العدوان مباشرة .

     ومن الواضح الآن أن شعبنا وقيادتنا السياسية - فى كل مكان - قادرة تماماً على أن تعطى الصورة الواضحة من خلال هذه اللقاءات لشعبنا .

     الحقيقة توجد حكاية كبيرة تقال هنا، فإنى أرى أنه إذا كان هناك تغيير فليس فى موقفنا أبداً، فلأول مرة نجد أن أمريكا لا تتبنى وجهة نظر إسرائيل فى التمسك بالمفاوضات المباشرة ، وهو ما يعتبر

 

 

 

 

انتصار لنا لم يأت إلينا من الهواء، ولكن جاء لنا نتيجة صمود شعبنا .. وصمود قواتنا المسلحة .

     النقطة الثانية : هى قبول إسرائيل لقـرار مجلس الأمـن، فالمحنة عندهم الآن .. فيمكن للتحالف الموجود عندهم - بين كل الأحزاب - أن يرفض هذا الكلام، ازاى .. حيقبلوا قرار مجلس الأمن. العملية عندنا عملية تغيير - سواء أكانت من إسرائيل، أو مَنْ وراء إسرائيل - لصالحنا وليسـت ضدنا، ويبقى هذا بيعطينا قُدْرَه ووضوح أمام شعبنا .. ان احنا نقول : هذه الحركة فعلاً بنعطى بها موقف سواء أكانت أمريكا قصدها انها تكشفنا به، أو هى فعلاً حصل تغيير [ فى موقفها ] نتيجة لصمودنا الطويل الذى وقفناه .. واللى ممكن نصمد فيه أكثر .. واللى ممكن قواتنا تنمو فيه .. وقدراتنا تنمو فيه، فلما تيجى أمريكا النهارده وتقول النقطتين دول.. احنا بنرحب بالرد اللى ردتوه على هذا الكلام. وإنشاء الله قوانا السياسية .. وكوادرنا قادرة.. وشعبنا أولاً وأخيراً عارف موقفه فين، وليس هناك أى تخوف على الإطلاق من أى كلام يقال حول هذا الموضوع،   وشكراً .

 

السيد / محمد عبد الحكيم :

     الحقيقة يا افندم أنا من أول سيادتكم ما خلصت الكلام .. وأنا بافرض نفسى فى وسط الشعب.. وفى وسط المواطنين، وبنقول: نتيجة الكلام ده إيه ؟ .. وباتصور اللى هُمّ حيقولوه .. وباتصور اللى الناس  حتتخيله .. باتصور الكلام اللى حيدور فى ذهنى .. وفى ذهن أولادى .. وفى ذهن الناس اللى حوالينا. الشعب حيقول بلا شك : والله جمال عبد الناصر نجح.. نجح فى انه جاب بوادر حل سلمى بِنَاءً على قوة متينة أوجدها هـو فى ضفة القناة .. وأوجدها بين الشعب. الشعب حيقول إن هـذه مش مبادرة أمريكية أبداً .. الشعب حيقول - وأنا شاعـر بهذا فى قلبى - إن ده كان نتيجة فعلاً ان احنا أصبحنا ناس على جانب من القوة .. وفى طريق القوة .

     دى الحقيقة اللى حيقولها الراجل المخلص ، والراجل اللى نصف محب ونص مخلص .. أما الراجل اللى حييجى يشككنا حيقول : الله وخط بارليف ؟ طيب احنا حنستنى القناة ؟ طيب احنا مش حنستعد ؟ طيب احنا حنوقف استعدادنا ؟ طيب احنا إمكانياتنا حتقف لحد هذا ؟ هذه هى الحقيقة اللى هى حتحدث بلبلة فى الأفكار، هل احنا تسليحنا حيقف لحد هنا؟ بأكد ان ده واجب التنظيم الشعبى .. وواجب الاتحاد الاشتراكى انه يفهم الناس ان احنا والحمـد لله يقظين .. ورئيسنا يقظ .. وقيادتنا يقظة، وان احنا مش حناكل من الموضوع ده ثانى، ولابد ان احنا نمشى فى خطنا السليم .

 

 

 

     دى الأفكار اللى حتتقال .. حيتقال : إن إسرائيل ماكانتش تقبل أبداً انها تنسحب، بمجرد ماحتقول: أنا حاقبل الانسحاب .. أو مجرد ما حتقول: ماأجاوب على أى رأى من هذه الآراء، ده بالعكس أنا باعتقد .. أنا يعنى بافرض نفسى عضو لجنة مركزية .. أنا بافرض نفسى هناك فى بلدنا وقاعد فى وسط الناس .. حيقولوا : لأ .. دا الفتوة نَـزِّل العصاية اللى كان بيقول : لن أُقهر أبداً، بيقول: الله .. يالله نصطلـح . وبعدين لا يخفـى علـى أى إنسان - سواء كان فلاح، أو متعلم، أو مثقف، أو عالم - ان إسرائيل مالهاش كلمة جنب أمريكا، وان أمريكا ماتقولش الكلام ده أبداً .. إلاَّ إذا كانت إسرائيل قالت لها قولى ده .. ده المفهوم اللى فى عقولنا .. واللى حينثبت فى أذهان الشعب، وده اللى توقعته بعد هذه النتيجة،   وشكراً .

 

السيد / الرئيس :

     بِدِّى اقول حاجة .. النقاش لابد منه .. يعنى الناس كلها حتبتدى تناقش الموضوع، ويجب انكم ماتاخدوش معنى .. احنا دلوقت نتكلم فى نقاش .. امبارح كنا مع القوات المسلحة فى نقاش .. فى مجلس الوزراء حصل نقاش .. الناس كلها حتتناقش. الحقيقـة النهارده بعد نشر جواب روجرز يبقى حيتفهم الموضوع . وبعدين مش معنى ان أى واحد يتناقش أو يتساءل .. يبقى راجل مضاد أبداً، باعتبر كل الناس حتتساءل وتتناقش إيه الحكاية؟ .. حصل تغيير .. ولكن بعد كده حَيِصْفَى الموضوع على ناس .. اللى هى بنقول حيحاولوا يشككوا .

     إسرائيل .. هل إسرائيل قالت لأمريكا قولى فى هذا الموضوع؟ أنا مع عدم ثقتى بأمريكا .. إسرائيل حتتزنق . يعنى أنا باعتبر ان جولدا مائير إذا قالت إنها توافق على الانسحاب .. الوزارة بتسقط، إلاَّ إذا كان فيه يعنى ضغط أمريكى ، لأن جولدا مائير الجمعة اللى فاتت .. أو مـن جمعتين قايلة إنها لا توافق .. ولن توافق على وقف إطلاق نار محدد، وإن دى خطة مصرية القصد منها القضاء على سيطرة إسرائيل الجوية، وشئ بهذا الشكل .

     [ فى ] إسرائيل كلهم قالوا انهم لا يمكن أن يتكلموا على الانسحـاب .. إلاَّ إذا قعدوا على ترابيزة مفاوضات مع العرب مباشرة، وبعدين فى هذه الترابيزة حيقولوا إيه ؟

     أنا الحقيقة اللى أنا كنت متصوره ان إسرائيل وأمريكا معتبرين ان احنا حنرفض، وبهذا يوفروا على نفسهم كل المشاكل .. وإسرائيل تاخذ سلاح .

 

 

 

 

     إيه اللى حيحصل النهارده ؟ .. الحقيقة الأيام اللى جاية حتبين لنا الموضوع، وماهى ردود الفعل. يعنى دلوقت لَمَّا نطلع بره حنشوف فيه برقيات جاية من تل أبيب .. وبرقيات جاية من واشنطون تعليقاً على نشر الأهرام لخطاب روجرز . حيسألوا فى إسرائيل هل حتوافقوا على وقف إطلاق النار ثلاثة أشهر ؟ حيسألوا هل حتوافقوا على الإعلان بقبول الانسحاب؟ هل حتوافقوا على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ؟ .. وأنـا باعتبر انـه فيه ناس النهارده فى داخل الحكومة أيضاً يعنى عاوزين يعرفوا الرد إيه .

     فيه كلام اتقال إن إسرائيل بعتت ردهـا بالرفض .. لَمَّا رجع رابين إلى تل أبيب من حوالى ثلاثة أسابيع ، وان الرد ده الأمريكان ماحاولوش أبـداً يتكلموا عليه . فى اليومين الثلاثة دول حتبان الأمور كلها .

 

السيد / عبد الوهاب شبانه :

     أنا فى الواقع ليس لى سؤال فى هذا الموضوع بعد هذه المناقشة الواسعة الواضحة .. ولسـت متخوفاً إطلاقاً لأننا لم نتراجع ، وإننا نسير فى نفس الخط الذى سرنا عليه منذ 1967. وأيضاً الموقف الحالى من داخل إسرائيل .. ومن تصريحات قادة إسرائيل التى يسمعها الشعب يؤكد أننا لسنا فى موقف الضعف. لكن فى الفترة الماضية .. ومنذ انعقاد اللجنة المركزية .. لو سمحتم لى سيادتكم أنتقل إلى موضوع آخر .. وهو فى نفس الخط النضالى منذ انعقاد اللجنة المركزية برياسة سيادتك حتى الآن.. حدثت زيارة لليبيا، وزيارة للاتحاد السوفييتى، وإذا كان هناك ثمة توضيحات .. أو صور أخرى .. أو تحركات أوسع فى المجال العربى .. أو فى زيارة الاتحاد السوفييتى، يهمنا كثيراً أن نكون على بينة من هذه التحولات الجديدة،   وشكراً .

 

السيد / الرئيس :

     والله أنا كان عندى الدكتور على المفتى الصبح النهارده .. ونصحنى إننى مااتكلمش النهارده على أساس عندى التهاب فى [الحنجرة].. هو أنا ممكن اتكلم النهارده، بس مش حاقدر أتكلم بكرة. الحقيقة أنا كنت جاى وعامل خطة على أساس أتكلم أقل ما يمكن، لكن فلتت الخطة واتكلمت .   

     الحقيقة بالنسبـة للاتحـاد السوفييتى بنقـول المـوضوع فى كلمتين - أنا قلـت لكم : كل

 

 

 

المواضيع العسكرية اللى طلبناها، 95 % منها استجاب لها .. ومافيش داعى نقول إيه هِىَّ هذه المواضيع .

     بالنسبة لمد فترة وجود القوات الروسية هنا .. حيفضلوا، بدل احنا أولادنا ما ييجوا ياخدوا الصواريخ اللى هُمَّ عليها .. نجيب صواريخ جديدة .. ودى وافقوا عليها، وده موضوع بيقوِّينا أكثر. بالنسبة لعمليات كثيرة .. كلها وافقوا عليها .

     ده بالنسبة للموقف السياسى .. والسير فى الحل السلمى مع بناء الجيش الهجومى .

     قصة ليبيا دى قصة طويلة .. الحقيقة مش ممكن نقولها فى كلمة ونصف، هو ممكن نقولها الحقيقة فى اجتماعنا القادم ، متشكرين .

 

*     *     *